1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

معلومات مهمة عن أنواع اختبارات الكشف عن فيروس كورونا

٣ مايو ٢٠٢٠

تستخدم الدول اختبارات الكشف عن فيروس كورونا من أجل تحديد عدد الإصابات ووضع خطط وإجراءات السيطرة على انتشاره. لكن ما هي الاختبارات المتاحة؟ ومن يجب أن يخضع للاختبار؟ فيما يلي محاولة للإجابة على أهم الأسئلة بهذا الشأن.

https://p.dw.com/p/3bilH
عينات اختبار فيروس كورونا المستجد في المختبر البيطري في مدينة هانوفر الألمانية
عينات اختبار فيروس كورونا المستجد في المختبر البيطري في مدينة هانوفر الألمانيةصورة من: picture-alliance/dpa/P. Steffen

ما هي أنواع الاختبارات المتاحة؟

 تظهر اختبارات كشف جديدة بشكل مستمر في الأسواق، فحتى اليوم يوجد أكثر من 150 نوعا من اختبارات الكشف عن فيروس كورونا. وبشكل عام يمكن تقسيم هذه الاختبارات إلى مجموعتين: المجموعة الأولى هي اختبارات تشخيصية تكشف عما إذا كان الشخص مصابا بالفيروس في الوقت الحالي وقادرا على نقل العدوى للأخرين، أما المجموعة الثانية فهي اختبارات تكشف عما إذا كان الشخص أصيب بالفيروس في الماضي وشفي منه.

الاختبارات التشخيصية

من أجل تشخيص إصابة شخص ما بالفيروس يستخدم اختبار يعرف بإسم "تفاعل البوليميراز المتسلسل" واختصاره "بي سي آر" (PCR)، ويمكن أيضاً استخدام اختبارات تسمى بـ"تضخيم الحمض النووي متساوي الحرارة"، وهي شبيهة جداً بال"بي سي أر". في كلتا الحالتين تؤخذ مسحات من اللعاب بعود استخراج قطني من الجهاز التنفسي العلوي للإنسان، أي الحلق والأنف والفم. كما يمكن أخذ عينات من الرئتين أيضاً.

يقوم المختصون بعد ذلك بتحليل العينة لتحديد ما إذا كانت تحتوي على العامل الوراثي لفيروس كورونا. إذا ثبت وجود العامل الوراثي أو "الجينوم" للفيروس في العينة، يعني ذلك أن صاحب العينة حامل للمرض. لكن يجب الانتباه إلى أن عدم وجود العامل الوراثي في العينة لا يعني بالضرورة عدم حمل الشخص للفيروس، فقد يكون الفيروس في جسمه بالفعل لكنه في أجزاء أخرى لم تؤخذ منها عينات.

اختبار كورونا في مدينة ووهان الصينية
عادة تؤخذ مسحة من الفم أو الحلق لتشخيص فيروس كورونا.صورة من: Reuters/China Daily

ويفسر ذلك بعض الحالات التي ظن الأطباء أنها تعافت من كورونا ثم جاءت نتائج اختبارات عيناتهم إيجابية بعد خروجهم من المستشفى. فمن المرجح أنهم كانوا حاملين للفيروس طيلة الوقت، لكنه لم يظهر في العينات التي أخذها منهم الأطباء قبل خروجهم من المستشفى، وهو ما أدى إلى اعتقاد الأطباء بشفائهم.

ويشبه كبير الباحثين في علم الفيروسات بمستشفى شاريتيه في برلين كريستيان دروستن الأمر بمحاولة صيد سمكة من حوض مياه باستخدام وعاء. فعند سحب الوعاء من الماء وعدم العثور على السمكة بداخله فلا يعني ذلك أنه لا توجد سمكة في الحوض، بحسب ما قال في "بودكاست" خاص به على شبكة شمال ألمانيا الإخبارية "NDR".

اختبار الأجسام المضادة

المجموعة الثانية من اختبارات الكشف عن فيروس كورونا هي اختبارات الأجسام المضادة والمعروفة بإسم تقنية "ELISA"، وهي تقنية مناعية إنزيمية تظهر ما إذا كان الشخص أصيب بالفيروس في الماضي.

فعند إصابة الجسم بأي فيروس، يقوم الجهاز المناعي بتكوين أجسام مضاده لمقاومته. وفي حالة العثور على هذه الأجسام المضادة في العينة، يعني ذلك أن الشخص كان مصاباً بكورونا في وقت ما. يتم هذا الاختبار عن طريق أخذ عينة دم من الشخص، والتي يتم تحليلها في المختبر فيما بعد.

وقامت عدة شركات بانتاج اختبارات كشف الأجسام المضادة سريعة النتائج، لكنها يجب أن تُجرى من قبل طبيب مختص.هذا الإختبار شبيه بطريقة قياس السكر في الدم،  حيث يتم عبر الوخز لاستخراج قطرات قليلة من الدم على شريحة رقيقة وإضافة محلول كيميائي إليها ثم تحليلها. وإذا ما تواجدت الأجسام المضادة التي يكونها الجسم ضد فيروس كورونا المستجد في الدم، وتسمى ب"IgM" و"IgG"، يتغير لون العينة. ويعني ذلك أن هذا الشخص كان مصاباً بالفيروس في الماضي وأصبح لديه مناعة ضده.

لكن كريستيان دروستن ينبه في الـ"بودكاست" الخاص به أن النتائج ليست دائماً مضمونة، ففي بعض الأحيان يحدث ما يسمى ب"التفاعلية المتصالبة"، أي تفاعل أجسام مضادة مع فيروس آخر شبيه بفيروس كورونا. يعني ذلك أنه حتى إذا جاءت نتيجة هذا الإختبار إيجابية، قد تكون الأجسام المضادة التي كونها الجسم كانت لمقاومة عدوى تنفسية أخرى من عائلة فيروسات كورونا، مثل نزلة البرد العادية. إلا أن منتجي هذه الإختبارات ينفون حدوث هذا الأمر مع منتجاتهم ويؤكدون على صحة النتائج.

أنابيب طبية للكشف عن الإصابة بفيروس كورونا المستجد كوفيد-19
نتيجة اختبار الأجسام المضادة الإيجابية تعني أن الشخص كان مصاباً بفيروس كورونا في الماضي، لكن توجد بعض الإستثناءات.صورة من: picture-alliance/dpa/Keystone/D. Balibouse

من يجب أن يخضع للاختبار ومتى؟

تعود أهمية اختبار الكشف التشخيصي لكورونا "بي سي آر" إلى قدرته على تحديد الاشخاص المصابين بالفيروس، مما يجعل من الممكن التوصل إلى دائرة اختلاطهم وتحديد إجراءات العزل المناسبة لهم، سواء بالعزل الوقائي لمدة أسبوعين أو حجر صحي في الحالات الأكثر حدة.

أما اختبارات الأجسام المضادة "ELISA" فتساعد علماء الاوبئة على معرفة عدد الأشخاص الذين أصيبوا بالعدوى في الماضي ولم يتم حسابهم في الإحصائات الرسمية، كما يساعد هذا الاختبار على معرفة ما إذا كانت الأعداد تشير إلى الوصول لنوع من "مناعة القطيع" في المجتمع. ويساعد ذلك أصحاب القرار في الدول على اتخاذ الإجراءات المناسبة لتخفيف أو تشديد القيود المفروضة.

بالإضافة إلى ذلك يساعد اختبار الأجسام المضادة فياختبارات اللقاح التي تجرى على متطوعين لمتابعة رد فعل جهازهم المناعي، كما يمكن عبر هذا الاختبار متابعة النظام المناعي للأشخاص الذين أصيبوا بكورونا بالفعل وشفيوا منه. وبالفعل بدأت بعض المستشفيات الجامعية الألمانية في استخدام اختبارات "ELISA" على عينة عشوائية من المشاركين لمعرفة ما إذا كانوا مصابين بعدوى، وكذلك لدراسة سلوك وتطور الفيروس.

اختبارات مختلفة في الدول

تختلف الدول في تعاملها مع اختبارات فيروس كورونا لعدة أسباب مثل قدرات النظم الصحية في كل دولة وتوفر الاختبارات والمعدات المخبرية المطلوبة لإجرائها. كما يتباين سلوك الدول في جدية تعاملها مع الجائحة. فكوريا الجنوبية على سبيل المثال استعانت بخبرتها في مواجهة وباء سارس في 2002 وكانت من أوائل الدول التي عممت اختبارات كشف كورونا مبكراً وعلى أكبر عدد ممكن من الناس، حتى الذين لم تظهر عليهم أي أعراض.

حازت طريقة إجراء اختبارات الكشف عن كورونا بالفحص داخل السيارة  في كوريا الجنوبية على إعجاب العالم.
حازت طريقة إجراء اختبارات الكشف عن كورونا بالفحص داخل السيارة  في كوريا الجنوبية على إعجاب العالم.صورة من: picture-alliance/dpa/YNA

ألمانيا أيضاً من الدول التي تجري أعدادا كبيرة من اختبارات كشف كورونا، لكنها تقتصر فقط على من يظهرون أعراضاَ مرضية أو من إختلطوا بأشخاص مصابين. وتقوم دول أخرى، مثل الولايات المتحدة الأمريكية، بزيادة عدد الاختبارات حالياً وتوسيع نطاقها نظراً لانتشار الفيروس هناك بشكل كبير. أما في دول أخرى، مثل بعض الدول الأفريقية، فلا تُجري أي اختبارات تقريباً.

فابينان شميت/س.ح/ ص.ش