1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

مطالبة بمقاطعة مونديال قطر "حرية تعبير وليس عملا إجراميا"

١٨ يونيو ٢٠٢٢

قرر الاتحاد الألماني لكرة القدم عدم معاقبة عدد من جماهير الساحرة المستديرةالذين رفعوا لافتة تدعو إلى مقاطعة بطولة كأس العالم في قطر خلال مباراة "المانشافت" ضد إيطاليا. وأكد الاتحاد احترامه لحرية التعبير.

https://p.dw.com/p/4Csua
لافتة تطالب بمقاطعة كأس العالم في قطر
رفع مشجعون لافتة ضد قطر خلال مباراة بين ألمانيا وإيطالياصورة من: ActionPictures/IMAGO

 

لم يتخذ الاتحاد الألماني لكرة القدم أو الشرطة الألمانية أي إجراءات لمعاقبة عدد من جماهير كرة القدم رفعوا لافتة ضد قطر في مباراة "المانشافت" ضد إيطاليا ضمن منافسات دوري الأمم الأوروبية لكرة القدم.

وسلطت اللافتة، التي دعت إلى مقاطعة بطولة كأس العالم في قطر، الضوء على اتهامات بانتهاكات لحقوق الإنسان في الدولة الخليجية.

وأكد الاتحاد والشرطة عدم وقوع إي عمل إجرامي يتعلق برفع اللافتة حيث أنها تأتي في إطار ممارسة حرية التعبير رغم توقيف المشجعين واستجوابهم من قبل الشرطة عقب الواقعة.

ورفع نحو 15 شخصا لافتة مكتوب عليها "15 ألف قتيل لمرحلة كبرى .. الفيفا وشركاؤه ليس لديهم ضمير" بعد وقت قصير من انطلاق المباراة التي أقيمت في مونشنغلادباخ غرب البلاد الثلاثاء الماضي .

واستمر عرض اللافتة خلال المباراة لقرابة ثلاث دقائق فيما ردد أوليفر شميدت، معلق المباراة على قناة "زي دي إف" الألمانية، قائلا: "هذه رسالة واضحة وصادقة ومن الجيد وجود مكان لها هنا".

 

"حرية التعبير"

وقد غادر المشجعون الخمسة عشر ملعب المباراة بعد ذلك مباشرة ولم يتمكنوا من مشاهدة المباراة التي انتهت بفوز ألمانيا بخمسة أهداف مقابل هدفين للمنتخب الآزوري، لكن الشرطة قامت بتوقيفهم بناء على اتصال بين الشرطة والاتحاد الألماني لكرة القدم.

وقالت الشرطة في بيان إن المشجعين "أثاروا شكوكا بكونهم انتهكوا قواعد الدخول" فيما أكد الناطق باسم الشرطة بأن هناك شكوكا بأن المشجعين الخمسة عشر قد دخلوا إلى المكان الخطأ في ملعب المباراة أو بدون حمل تذاكر على الإطلاق.

بيد أن ما تحقق لاحقا جاء على نقيض هذه المزاعم حيث تم العثور على تذاكر بحوزتهم 70 يورو (73.50 دولارا)، وفقا لما ذكرة سيمون بندر،  العضو في مجموعة "فانهيلف مونشنغلادباخ" التي تضم عددا من الخبراء القانونيين المتخصصين في مساعدة مشجعي كرة القدم.

أما الشرطة الألمانية فقد أكدت لاحقا على اتفاقها مع الاتحاد الألماني لكرة القدم "بأن رفع اللافتة لا ينطوي على أي عمل جنائي إذ يندرج الأمر تحت إطار حرية التعبير".

وأشارت الشرطة إلى عدم اتخاذها إي إجراءات أخرى ضد المشجعين الخمسة عشر.

ورغم ذلك، أعربت مجموعة "فانهيلف مونشنغلادباخ" عن قلقها إزاء إمكانية وضع بيانات المشجعين في قاعدة البيانات الخاصة بالمشجعين مثيري الشغب التي تعهدت الحكومة الجديدة بإصلاحها.

لاعبو منتخب ألمانيا قبيل انطلاق المباراة أمام ايسلندا في تصفيات كأس العالم
في مارس / آزار 2021، ارتدى لاعبو المنتخب الألماني قميصاً حمل عبارة "حقوق الإنسان" قبل مواجهة إيسلندا في التصفيات الأوروبية المؤهلة لبطولة كأس العالم 2022صورة من: Tobias Schwarz/Getty Images/AFP

"الانتقادات ضرورية"

أما الاتحاد الألماني لكرة القدم، فشدد في بيان على أن "حرية التعبير تعد حقا ثمينا خاصة عندما يتعلق الأمر بترشيح واستضافة كأس العالم 2022 في قطر وظروف معاملة العمال في الدوحة والقيود على حرية التعبير والإعلام ووضع المثليين، لذا فإن الانتقادات ضرورية."

وأضاف البيان أن "ثقافة جماهير كرة القدم في ألمانيا تساهم بشكل كبير في تسليط الضوء على هذه الانتقادات ونحن نرحب بذلك بشكل جلي".

وترمز عبارة "15 ألف" الذي كُتب على اللافتة إلى ما نقلته منظمة العفو الدولية عن سجلات قطرية أن حوالي 15 ألف عامل أجنبي، توفوا في قطر في الفترة ما بين 2010 و2019 رغم أن المنظمة العفو الدولية أقرت بأنه من المستحيل تحديد العمال الأجانب الذين لقوا حتفهم بسبب ظروف العمل في بناء ملاعب كأس العالم 2022.

يشار إلى أن صحيفة "الغارديان" قد أفادت في فبراير / شباط العام المنصرم أن أكثر من 6500 عامل أجنبي من الهند ونيبال وباكستان وبنغلاديش وسريلانكا قد لقوا حتفهم في قطر منذ عام 2010 وهو الموعد الذي فازت فيه الدوحة بحق استضافة كأس العالم.

بيد أن قطر والفيفا شككا في هذه الحصيلة إذ أفادا "بتسجيل 37 حالة وفاة بين العمال المرتبطين مباشرة ببناء ملاعب كأس العالم منهم ثلاثة حالات أثناء العمل"، مؤكدين في الوقت نفسه على تحسين ظروف العمل والمعيشة الخاصة بالعمال الأجانب في الدولة الخليجية.

احتجاجات الجماهير ألالمانية

يشار إلى أنه في مايو / أيار، عقد اجتماع في مدينة فرانكفورت تحت شعار "ليس مونديالنا" بين عدد من روابط مشجعي كرة القدم في ألمانيا لمناقشة خيارات الاحتجاج بشكل مبتكر ضد استضافة قطر لمونديال كأس العالم.

وإزاء ذلك، فإنه لا يُعرف حتى الآن عدد المشجعين الألمان الذين قرروا مقاطعة البطولة التي ستقام في الفترة ما بين 21 نوفمبر/ تشرين الثاني وحتى 18 ديسمبر / كانون الأول خاصة في ظل اهتمام الكثير من محبي الساحرة المستديرة في ألمانيا بتشجيع أنديتهم أكثر من منتخب "المانشافت".

وكان عدد من مشجعي بايرن ميونيخ قد انتقدوا بشكل صريح اتفاقيات الرعاية في قطر وهي القضية التي اضطرابات في الجمعية العمومية السنوية للنادي البافاري في نوفمبر  / تشرين الثاني الماضي.

مات فورد / م ع