1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

Moslemischer Kindergarten- Projekt in Mannheim Provoziert Einwohner

٧ مارس ٢٠٠٩

تقدم الاتحاد الإسلامي التركي بخطة لإنشاء روضة أطفال إسلامية في مانهايم، لكن الخطة سرعان ما اصطدمت باعتراضات بعض الجهات والمؤسسات في المدينة. موقعنا يسلط الضوء على حجج المعارضين ويقف على تحفظاتهم.

https://p.dw.com/p/H77B
يجب أن ترسخ الحضانة الإسلامية فكرة الاندماج في عقول النشء الجديد.صورة من: AP

أثارت خطة تقدم بها الاتحاد الإسلامي التركي لبناء روضة أطفال إسلامية في مدينة مانهايم، ثاني أكبر المدن في ولاية بادن فورتمبيرغ الألمانية، حفيظة أهالي المدينة وبعض الجمعيات الألمانية أيضاً. وكانت جمعية كاريتاس الكاثوليكية الخيرية إحدى هذه الجمعيات، التي تخشى من أن تؤدي هذه الخطوة إلى تعميق الفجوة بين المسلمين والألمان. وفي مقابلة مع موقعنا نفت ريغينا هرتلاين، من مجلس إدارة جمعية كاريتاس في مانهايم، تلك المخاوف. وأكدت أن للجمعية مخاوف أخرى متعلقة بمسألة الاندماج بشكل عام، وأضافت بالقول: "قبل البدء بمشروع من هذا القبيل يجب التأكد أولاً من حاجة هذا الحي المزمع إنشاء الروضة فيه إلى روضة أطفال".

وإضافة إلى ذلك فإن كاريتاس تخشى أن الروضة، الذي ستقام في حي تقطنه غالبية تركية مسلمة، ستكون مقتصرة على أطفال العائلات التركية فقط. الأمر الذي سيجعل المسلمين منطويين على أنفسهم، وهذا "عامل يقف عائقاً في وجه نجاح الاندماج، بحسب هرتلاين.

بث روح التسامح والانفتاح

وعما إذا كان مشروع تأسيس روضة للمسلمين سيساهم فعلاً بالاندماج في المجتمع الألماني، قالت هرتلاين: "لا نشاطر مؤيدي المشروع وجهة نظرهم، بل نرى ثمة مخاطر، فالمشروع يثير شكوكنا. قد تكون وجهة نظر الآخرين محقة لكننا نتخوف من أن تشكل عائقاً". وفيما إن كان لا بد من بناء حضانة، اقترحت المسؤولة في كاريتاس أن تخضع الحضانة للخطوات المتبعة في قانون المدارس الخاصة، الذي يمنح المنشأة التربوية مدة أقصاها ثلاث سنوات لإثبات قدرتها على الاندماج.

كما اقترحت أن تتعاون الحضانة، في حالتنا هذه، مع الحضانات الحكومية وأن ترافقها متابعة علمية. ولم يفت هرتلاين التذكير بوجوب الالتزام بالقواعد الأساسية المتبعة في جميع الحضانات، مثل الاعتماد على برنامج الولاية العام واعتماد اللغة الألمانية للتدريس وأن تعتمد الدروس الدينية على بث روح التسامح بما في ذلك التعريف بالديانات الأخرى إضافة إلى انفتاح الأطفال والعائلات.

حضانات "كاريتاس" منفتحة على الجميع

Deutsch-türkische Schulklasse in Berlin
تلميذان، أحدهما ألماني والآخر تركي في صف يتبع منهج العالمة الإيطالية مونتيسوري.صورة من: dpa

ولم تفوت هرتلاين الفرصة لتدافع عن الحضانات الخاصة التي تشرف عليها جمعيتها الكاثوليكية، واعتبرتها منفتحة على الجميع ولا تهتم بالمناسبات الكاثوليكية فقط. وفي هذا الإطار قالت هرتلاين: "ليس الهدف من رياضنا أن يتعرف الطفل على الثقافة والأعياد المسيحية فحسب، وإنما أن يتعرف أيضاً على أعياد المسلمين مثل عيد الفطر وأعياد اليهود". وذكرت أن 98 في المائة من الأطفال في حضانات كاريتاس هم من أصول أجنبية، من نحو عشر بلاد. وتعتمد تلك الرياض على اللغة الألمانية كلغة للتعليم.

الروضة الإسلامية ستتبع منهجاً معروفاً في ألمانيا

وفي سياق متصل ذكر فاروق صحين، المتحدث الجهة المشرفة على المشروع، أن القائمين على المشروع أعدوا خطة للروضة، التي ستتبع منهج عالمة التربية الإيطالية الشهيرة ماريا مونتيسوري، وهو منهج تتبعه العديد من المؤسسات التربوية في ألمانيا. كما ذكر أن الحضانة الإسلامية لن تكون لأطفال المسلمين فقط، بل ستستقبل جميع الأطفال مهما كانت ديانتهم. ودافع صحين عن فكرة تأسيس الروضة بأن الأتراك يمثلون ثلث عدد الأجانب الذين يعيشون في مانهايم. كما عزا المتحدث سبب التوقيت الذي يثار فيه هذا الجدل لاقتراب موعد الانتخابات المحلية.

على الرياض أن تتمتع بالشفافية

Kalenderblatt Logo des Deutschen Caritasverbandes e.V. (Repro vom 19.2.1993)
لدى جمعية كاريتاس مخاوف حول مشروع روضة الأطفال الإسلامية.صورة من: dpa

أما أولريش غول، مسؤول الاندماج الاجتماعي في الولاية ووزير العدل، فيرى أن "الإسلام صار أحد أكبر الديانات في ألمانيا"، "ومن الطبيعي أن يفتتح المسلمون رياض أطفال ومدارس". لكنه اشترط في الوقت ذاته أن تتمتع تلك الرياض بالانفتاح والشفافية. وهو ما تطالب فيه إدارة المدينة أيضاً، إضافة إلى مطالب أخرى تتمثل في أن تكون اللغة الألمانية هي الرسمية وأن تتمتع الروضة بالمساواة بين الجنسين.

الجدير بالذكر أن فكرة مشروع إنشاء الحضانة الإسلامية تحظى في مجلس مدينة مانهايم بتأييد الحزب الاشتراكي الديمقراطي وحزب الخضر. وليس من المستبعد أن تحظى الفكرة بتأييد برلمان المدن الألمانية داخل الولاية إذا استوفت الشروط اللازمة وساهمت في عملية الاندماج. لكن، وعلى الرغم من أن عدد المؤشرات المؤيدة للروضة أكثر من المعارضة، إلا أن القرار بالسماح لتنفيذ هذا المشروع سيستغرق بضعة أشهر، إذ ما تزال موافقات بعض الجهات الرسمية غير موجودة. وحتى ذلك الحين ستبقى الروضة المزمع إنشاؤها مثار جدل بين سكان مانهايم، فقد بدأ هذا الجدل للتو.

محمد سامي الحبال

تحرير: عماد م. غانم

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد