1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

مشروع الدولة الدينية في العراق

مراجعة: عارف جابو ١٤ أكتوبر ٢٠١٠

منع الموسيقى في مهرجان بابل قاد الى فشل المهرجان ، وقد يكون في هذا المنع -الذي جاء بعد وصول الوفود من مختلف أنحاء العالم- مؤشر على أن العراق يسير في طريق الدولة الدينية.

https://p.dw.com/p/PdKd
صورة من: AP

شهد العراق على مدى الأيام القليلة الماضية حدثين ثقافيين، الأول مهرجان بابل ، والثاني مهرجان الواسطي، لكن مهرجان بابل انتهى به الحال إلى الفشل بعد أن منعت سلطات محافظة بابل الموسيقى والغناء بحجة أنها لا تتناسب مع أجواء التدين في المحافظة، كما فشل مهرجان الواسطي في بغداد لنفس السبب وتحول الى معرض للصور لم يثر اهتمام احد.

من سياق الحدثين وأحداث مشابهة كثيرة أخرى ، يمكن ان نسأل هل يسير العراق الى مشروع الدولة الدينية؟ والى أي مدى يمكن ان ينجح هذا المشروع؟

غطى المشهد السِّياسي السَّاخن على قرار محافظة بابل منع الموسيقى والغناء بحجة أن "المدينة لها طابعها الإسلامي"، الكاتب والمؤرخ رشيد الخيون شارك في الحوار من لندن وعلّق على هذا الواقع مشيرا إلى غياب الدولة حيث ان القرار يشعر المراقب للأوضاع أن كل محافظة هي دولة تتصرف لوحدها، ومثل هذا المشروع لا يخص محافظة بابل قدر ما يخص العراق كله ، فبابل بالنسبة لكل العالم تعني مهد الحضارة ومهد الموسيقى، لكن صدور هذا القرار شكل اساءة لموقع العراق الحاضر في عالم الثقافة والتحضر على مستوى العالم، والمؤلم ان أي إشارة لم تصدر عن أي جهة رسمية تندد بهذا القرار.

( للاستماع اضغط على الرابط أسفل الصفحة: رشيد الخيون: وزارة الثقافة التي نظمت المهرجان تخضع لنظام المحاصصة وأجازت لبابل اتخاذ هذا القرار)

الحماس الديني يتشابك مع الاجندات السياسية
الحماس الديني يتشابك مع الاجندات السياسيةصورة من: AP

د طالب الصراف أيد ما ذهب إليه الخيون مضيفا أن سلطة رئيس الوزراء في العراق تكاد تكون غائبة، وبيّن ان مناقشة أي موضوع فني يتطلب وضعا آمنا منظما للدولة وهذا ما لا نجده في العراق الذي يعيش أزمة سياسية خانقة ، ولا مجال للثقافة والفكر.

( للاستماع اضغط على الرابط أسفل الصفحة: د طالب الصراف : حتى الانتخابات في العراق تعتمد على نفوذ الإنسان عشائريا)

أما سكرتير عام العمل التطوعي في العراق علي سوداني فذهب إلى أنّ العراق يعيش مخاضا عسيرا بسبب تحوله من النظام الديكتاتوري إلى النظام الديمقراطي، وعلينا أن نرجع إلى مرحلة كتابة الدستور حيث رأى بريمر أن يعين القيادات ثم يكتب الدستور فاعترض السيد السيستاني مؤكدا على ضرورة ان نكتب الدستور أولا ثم نذهب إلى الانتخابات ، و الدستور يشير إلى أن الإسلام هو دين الدولة الرسمي وهو مصدر أساس من مصادر التشريع وينص على انه لا يجوز سن قانون يتعارض مع ثوابت الإسلام كما ينصّ على انه لا يجوز سن قانون يتعارض مع ثوابت الديمقراطية، فأين الاعتراض ما دام الدستور يقر بان النظام في العراق فيدرالي

( للاستماع اضغط على الرابط أسفل الصفحة: علي سوداني: لا تعارض بين الدستور وبين ممارسات الدولة ومجالس المحافظات)

رشيد الخيون أشار إلى أن السلطات الدينية و المسيحية قد جربت في أجزاء عديدة من العالم ولم تثبت انها أهل للحكم، والناس اليوم جزعون من ممارسات الأحزاب الدينية، ثم تساءل إذا شاء محافظ بابل أن يمنع الماء عن بابل فهل يحق له ذلك؟ والموسيقى على هذا القياس مثل الماء لا يمكن أن تحجبها عن الناس لان الطيور تغني مثلا، والتعكز على الدستور غير مبرر لأن الدستور ليس قرآنا. فوق ذلك فان الموسيقى ترافق قراءة القرآن والموسيقى ترافق المواكب الحسينية، فلماذا يسمح بها هناك وتمنع هنا؟ وكشف الخيون أن الأحزاب الدينية في العراق ما زالت تثقّف بكتب سيد قطب وحسن البنا

( للاستماع اضغط على الرابط أسفل الصفحة: رشيد الخيون: الفقر والفساد والعنف لا تترك للمثقف ما يقوله)

الكاتب والمؤرخ رشيد الخيون
الكاتب والمؤرخ رشيد الخيونصورة من: Rasheed Bander

وأنضم إلى الحوار من برلين الصحفي المتخصص في شؤون الشرق الأوسط من تلفزيون أ أر دي شتيفان بوخن مستبعدا أن يكون العراق سائرا على طريق الدولة الدينية خاصة من الناحية الدستورية والسياسية ، بمعنى أن العراق لن يتحول إلى جمهورية إسلامية على غرار التجربة الإيرانية التي يمتلك القرار النهائي فيها الولي الفقيه، لكنه عاد ليؤكد أن الدين في العراق يؤثر على المشهد السياسي ، بل هو العامل الحاسم في تركيب المشهد

( للاستماع اضغط على الرابط أسفل الصفحة: شتيفان بوخن : مقارنة بالوضع في عهد صدام ، صار الدين أقوى نفوذا)

وعاد علي سوداني ليؤكد ان المسيرات المليونية الشيعية عبر البلاد اثناء الزيارات والمناسبات الدينية لا تعني ان الإسلام الشيعي سيكون فرضا على باقي مكونات المشهد العراقي. وأعترض سوداني على إشارة الخيون إلى قطع الماء عن المحافظة مبينا ان منع الماء في ثقافة العراق يكاد يكون محالا بسبب وقائع ترتبط بتاريخ هذا البلد

( للاستماع اضغط على الرابط أسفل الصفحة: علي سوداني: لا يحق للأغلبية أن تفرض عاداتها على باقي مكونات العراق)

وشكك د. الصراف في نجاح التجربة الديمقراطية في العراق مشيرا إلى أن الانتخابات لم تكن لتنجح في العراق لولا السيد السيستاني، وهذا ما أشارت إليه أجهزة الإعلام الغربية قبل أجهزة الإعلام العراقية، واعتبر الصراف ان الولايات المتحدة في حقيقة الأمر لا تريد الديمقراطية في الشرق الأوسط ولا في العراق

شتيفان بوخن أشار إلى أن جورج بوش لم يكن يدرك التجربة الديمقراطية في الولايات المتحدة الأمريكية نفسها، فما بالك بفهمه للديمقراطية في العراق، وبالنتيجة فبالرغم من ارادة الولايات المتحدة وخططها فقد تسلق الشيعة إلى السلطة في العراق بعد 2003، ثم أشار إلى أن الرئيس بوش كان رجلا متدينا وهذا انعكس على مجمل الفهم

( للاستماع اضغط على الرابط أسفل الصفحة: شتيفان بوخن: الدين في العراق يعمق الخلافات)

مسلحون يقودهم حماس طائفي نمى بعد 9 نيسان 2003
مسلحون يقودهم حماس طائفي نمى بعد 9 نيسان 2003صورة من: AP

الخيون اشار الى أن ما حصل في أفغانستان وإيران قد أثر على المنطقة واحدث حراكا دينيا، مبديا اعتراضه على التعبير الإعلامي الغربي عن سيطرة الشيعة او سيطرة السنة على المشهد ، ومشيرا إلى إن من الأولى الحديث عن سيطرة الحزب الفلاني على المشهد او الحزب الفلاني على المنطقة الفلانية، وحين نتكلم عن الدولة الدينية نحن نتحدث عن خرافة، فكيف دولة دينية بوجود الفساد والنهب والقتل، الدولة الدينية كانت قائمة في عهد عمر الخطاب وعهد علي بن أبي طالب، أما بعد ذلك فهي دول أحزاب الإسلام السياسي .

د. طالب الصراف أشار إلى أن الأحزاب الدينية في العراق هي في الحقيقة أحزاب غير دينية والسيد السيستاني نفسه يرفض أن يتقمص أي شخص لباس الدين والسياسة سوية، ومشيرا إلى تجربة الدولة الإسلامية في إيران مبديا إعجابه بمستوى الانجاز الذي وصلته الدولة بمشروعها الإسلامي ،ومبديا تساؤله لماذا لا يعترض احد على تولي الملكة البريطانية مثلا منصب رئيسة الكنائس في المملكة المتحدة.

( للاستماع اضغط على الرابط أسفل الصفحة: د طالب الصراف : الخلل في الأحزاب المسماة بالدينية)

وبين بوخن أن العراق لا يشبه محيطه الإقليمي ( إيران وتركيا والسعودية) لأن الدين في العراق سوف يعمق الصراعات بين الطوائف المتنوعة التي تشكل المشهد العراقي، ومستشهدا أن السنة في العراق على سبيل المثال دعموا النظام السابق، ولكنهم اليوم يلتفون حول النظام الديني، ومشيرا إلى أن الدين في كردستان العراق يكتسب المزيد من الأهمية والتأثير

ورأى رشيد الخيون في النهاية أن الأحزاب الدينية شهدت تراجعا في الانتخابات العراقية الأخيرة والدليل تفوق العراقية بالأصوات ، فيما نفى د. الصراف أن يكون العراق متجها الى الدولة الدينية وشاركه الرأي علي سوداني

ودعونا المستمعين إلى مشاركتنا الحوار بالإجابة عن سؤالنا:

هل تعتقد أن العراق يمكن أن يصبح دولة دينية؟

المستمعة د. ملاك وفي اتصال من البصرة حصرت أجابتها في موضوع الرقص ، وعلى وجه الخصوص الرقص العاري ، مشيرة إلى انه لا يوجد دين في العالم يؤيد الرقص العاري الذي يتعارض مع العقل والدين، وعلى هذا الأساس فالناس يقبلون من الأديان ما يقبله العقل ويحرمون ما يحرمه العقل.

( للاستماع اضغط على الرابط أسفل الصفحة: د. ملاك من البصرة)

الكاتب : ملهم الملائكة Mulham Almalaika .

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد