1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

ماذا تريد سوريا من العراق؟

٣ يونيو ٢٠١١

وصل وزير الخارجية السورية وليد المعلم إلى بغداد وهو يحمل رسالة من الرئيس السوري إلى رئيس الحكومة العراقية. نوري المالكي استقبل المعلم وبحث معه العلاقات الثنائية والأوضاع في المنطقة والتطورات في سوريا، حسب البيان الرسمي.

https://p.dw.com/p/11Th2
صورة من: picture alliance/dpa

في ظل الانتفاضة الشعبية التي تجتاح سوريا، يحمل سفر وزير الخارجية السوري دلالات كبيرة ويثير تساؤلات اكبر، لاسيما وأن الزيارة تزامنت مع مؤتمر المعارضة السورية الذي انعقد في انطاليا بتركيا.

تسريبات صحفية كشفت أن المعلم يسعى إلى إقامة حوار مع الإدارة الأميركية بوساطة عراقية وذلك على ضوء الموقف الدولي الذي يهدد بعقوبات ضد سوريا.

وتسريبات أخرى تحدثت عن تنسيق المواقف مع الحكومة العراقية لضمان تدفق المساعدة الإيرانية إذا تفاقمت الأوضاع في سوريا.

في معرض بيان قراءته لزيارة وزير الخارجية السورية وليد المعلم إلى بغداد تحدث إلى دويتشه فيله من تركيا المعارض والناشط السوري أحمد علي وهو احد المشاركين في مؤتمر انطاليا ( الذي لا يشبه مؤتمر لندن الذي عقدته كل فصائل المعارضة العراقية في عام 2002 عشية الإعداد لمشروع إسقاط نظام صدام حسين) مشيرا إلى " أن النظام السوري يعاني من عزلة شديدة على المستوى الدولي وعلى المستوى العربي - وإن كان مستوى التحرك الدولي والعربي ما زال دون المطلوب- ولذلك فقد توجه إلى العراق لفك هذه العزلة ، و ربما يفكر بإقامة نوع من التحالف بينه وبين العراق ليخفف من الضغط الدولي والضغط الشعبي في الداخل الذي يتعرض له".

USa Irak Nouri al Maliki bei Barack Obama in Washington
هل تسعى سوريا الى إقامة حوار مع الإدارة الأميركية بوساطة عراقية؟صورة من: AP

العراق جسر محتمل لحوار سوريا مع الولايات المتحدة

وتشير بعض التوقعات إلى أن سوريا تريد حوارا مع أمريكا من خلال العراق، وهذا قد يفسر بعض أهداف زيارة المعلم ، وهو ما أيده المعارض السوري احمد علي مبينا "أن سوريا تعرف ثقل أمريكا في المنطقة، وهي تسعى إلى إصلاح علاقتها مع هذه الدولة العظمي ومع سائر دول العالم، ولكن من غير المحتمل أن تنجح هذه المساعي في ظل الصور التي تتناقلها وسائل الإعلام والاتصال عن مستوى القمع والإجرام الذي يحصل في سوريا" .

في هذه المرحلة يمكن أن تنظر حكومة البعث في سوريا إلى العراق الديمقراطي كعمق استراتيجي قد تعتمده إذا تصاعدت المواجهات مع الشعب، ولكن هذا وحسب رأي العديد من المهتمين بالشأن السوري لن يحقق المراد منه لأن العراق دولة فيها تركيبة سياسية معقدة ويشهد صراعات مستمرة بين القوى السياسية تصل إلى مستويات عالية من استخدام العنف في أحيان كثيرة، لذا فإن الاعتماد عليه كدولة موحدة قوية يصبح غير مرجح، لكن قد يلجأ النظام في سوريا إلى التعامل مع قوى عراقية نافذة ليكسب نوعا من الظهير السياسي الإقليمي له، و أشار علي في هذا الصدد إلى أن النظام السوري قد يفتح بابا للتعامل مع القوى العراقية المتحالفة مع إيران ليحصل منها على دعم يحتاجه.

Außenminister von Syrien und Irak Schlichtungsgespräch in Istanbul Flash-Galerie
لقاء عراقي ،سوري، تركي في تركيا عام 2009صورة من: AP

"مؤتمر المعارضة في انطاليا: لماذا تركيا؟"

مستعرضا ما جرى في مؤتمر انطاليا أشار أحمد علي إلى أن "المؤتمرين توصلوا إلى إبراز دعمهم لثورة الشعب السوري الذي تقوده فصائل الداخل والعمل على حشد التأييد والدعم الدولي له. وناقش المؤتمرون تصورهم عن سوريا بعد سقوط نظام الأسد، ورأوا فيها سوريا حرة ديمقراطية لكل أبنائها. وأشار علي إلى أن جدول أعمال المؤتمر لم يتضمن منذ البداية تشكيل مجلس انتقالي أو حكومة ظل في الخارج، بل تضمنت الأجندة المطروحة تشكيل قيادة للمؤتمر لتقدم للعالم وجوها سورية معارضة تحمل شيئا من المشروعية وهي لا تدّعي أنها تمثل الثورة ولا الشعب السوري بمجمله ، بل تسعى إلى إيصال ما يجري في سوريا من قتل وترويع وتدمير إلى العالم ومن ثم التوصل إلى حشد التأييد للشعب الثائر في الداخل".

عقدُ مؤتمر المعارضة السورية في تركيا وضع علامات استفهام كثيرة على الموقف التركي مما يجري في سوريا. د. سمير صالحة أستاذ العلوم السياسية في جامعة كوجالي باسطنبول تحدث إلى دويتشه فيله عبر الهاتف مشيرا إلى " أن مواقف حزب العدالة والتنمية الحاكم الأخيرة حيال الأزمة في سوريا لعبت دورا أساسيا في اختيار فصائل من المعارضة السورية تركيا مكانا لعقد مؤتمرها" وذكّر صالحة بمؤتمر آخر عقدته فصائل من المعارضة السورية في اسطنبول مشيرا إلى " أن حزب العدالة والتنمية دعم ذلك المؤتمر أيضا، كما أن رسالة حكومة العدالة والتنمية واضحة جدا فهي تركز على معادلة أساسية مفادها أن الجار السوري كدولة يسبق قيادة الرئيس الأسد لهذه الدولة، وإذا أجبرت أنقرة على الاختيار بين دعم الرئيس الأسد وبين دعم الجار السوري فإنها ستقف إلى جانب الجار السوري." وخلص صالحة إلى القول " إن القيادة السورية الحالية إذا لم تسرع في التعامل بجدية مع مطالب المعارضة السورية والحراك الشعبي فإن تركيا ستجد نفسه مجبرة على تبني سلوك سياسي جديد مع دمشق".

أحمد علي كشف أن اختيار المعارضة لتركيا مكانا لعقد مؤتمرها جاء بعد محاولات فاشلة لعقد المؤتمر في أي دولة عربية، ولكنه أيّد ما ذهب إليه د. صالحة بشأن دعم تركيا لثورة الشعب السوري.

Treffen syrischer Oppositioneller in der Türkei
مؤتمر انطاليا للمعارضة السوريةصورة من: picture-alliance/dpa

" إقليم كردستان في سوريا غير مطروح"

علي أشار إلى أن "تركيا دولة عريقة وتقرأ بوضوح مطالب المعارضة السورية ، ولو كانت قد استشعرت ان نجاح الثورة في سوريا قد يقود إلى قيام إقليم كردستاني في سوريا ( على غرار النموذج العراقي) لما اتخذت موقفا مؤيدا لمطالب الشعب السوري، كما أن موضوع إقامة إقليم كردستان في سوريا غير مطروح على أجندة أي طرف سوري- كردي أو غير كردي- ، فمطلب الأحزاب الكردية ألان في سوريا يتحدد في قيام دولة حرة ديمقراطية تعددية في ظل دستور يعترف بوجود الشعب الكردي في سوريا ويحقق المساواة بين كافة مكونات الشعب في الحقوق والواجبات ، ويتمتع الكرد في ظله بحقوقهم السياسية والثقافية والاجتماعية ، وهذا هو سقف المطلب الكردي في سوريا".

آراء اخرى

ماجد في اتصال من البصرة شارك في الحوار وفسّر الزيارة على أنها تأتي ضمن العلاقات البروتوكولية بين الدول، أما التناقض في مواقف الحكومة العراقية فهو يأتي ضمن هامش المناورة الدبلوماسية لا سيما وأن الدستور العراقي في المادة 8 منه يمنع التدخل في شؤون الدول الأخرى.

أما المستمع نافع الركابي فاعترض على ما طرح بشأن مساعي سوريا لجعل العراق عمقها الاستراتيجي معتبرا" أن العراق يعيش ضعفا بينا في جميع مفاصل الدولة ومستويات القرار السياسي وهو ما يتعارض مع مفهوم العمق الاستراتيجي، مضيفا أن تأثير العراق على السياسة الأمريكية محدود جدا، لذا فإن احتمال قيام العراق بتهيئة حوار سوري أمريكي يبقى احتمالا بعيدا جدا".

ملهم الملائكة

مراجعة: عارف جابو