1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

ليبيا: آمال في قطيعة مع "جنون الأمس" وشكوك بسبب "الفاعلين"

٢٢ أغسطس ٢٠٢٠

فيما اعتبر البعض إعلان وقف اطلاق النار في ليبيا من جانب السراج وصالح "خطوة بنّاءة" على طريق الحل السلمي ورغبة في القطيعة مع "جنون الأمس"؛ يرى آخرون أن "مصالح الفاعلين يمكنها بسهولة إحباط المحادثات" في أي مرحلة كانت.

https://p.dw.com/p/3hLnt
 رئيس حكومة الوفاق فايزالسراج يستقبل وزير خارجية قطر ووزير الدفاع التركي (طرابلس 17 أغسطس/ آب 2020)
في ظل ترحيب دولي بإعلان وقف إطلاق النار في ليبيا، تبرز المخاوف من تنازع مصالح الدول الفاعلة في النزاع الليبيصورة من: Getty Images/AFP

يوم أمس رحب الكثير من الدول العربية والغربية بإعلان فايز السراج، رئيس حكومة الوفاق الوطني في طرابلس، وعقيلة صالح رئيس البرلمان المنتخب الذي مقره شرق البلاد، عن وقف "فوري" لإطلاق النار والدعوة لتنظيم انتخابات في ليبيا.

ويثير إعلان السلطتين المتنافستين في ليبيا آمالا وشكوكا في الوقت نفسه، بالنظر إلى سوابق مشابهة في هذا البلد الذي يمزقه العنف منذ أعوام وتتورط فيه قوى خارجية.

"رغبة في القطيعة مع جنون الأمس"

وبعد محاولات للتسوية والتزامات بقيت حبرا على ورق، وجهود دبلوماسية وضغوط، يمثل إعلان الجمعة (21 أغسطس/ آب 2020) أول تفاهم سياسي منذ الاتفاق الموقع عام 2015 في مدينة الصخيرات المغربية برعاية الأمم المتحدة، والذي أدى إلى تشكيل حكومة الوفاق المعترف بها من قبل الأمم المتحدة.

واعتبر وزير خارجية الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل ما حصل الجمعة "خطوة أولى بنّاءة تظهر تصميم المسؤولين الليبيين على تخطي المأزق الحالي وبعث أمل جديد لإيجاد أرضية مشتركة من أجل حل سياسي سلمي للأزمة (...) ولإنهاء كل تدخل خارجي في البلد".

أمَّا محمد شعيب رئيس وفد مجلس النواب في حوار الصخيرات، الذي لعب آنذاك دورا مهما في التوصل للاتفاق، فيرى أن ليبيا تشهد صحوة في الاتجاه الصحيح ويوضح أن هناك "لقاءات متعددة ودعوات تعلن عن رغبتها في القطيعة مع جنون الأمس".

مصالح متضاربة للقوى الخارجية

حكومة الوفاق الوطني تلقى دعما من تركيا وقطر، في حين يستفيد قائد قوات شرق ليبيا "الجيش الوطني الليبي" خليفة حفتر من دعم مصر والإمارات وروسيا. وبالنسبة للخبير في مركز "المجلس الأطلسي" للأبحاث عماد بادي، سيكون تطبيق وقف إطلاق النار وتنظيم انتخابات "مسارا شاقّا" لأن القوى المحلية "حذرة، ليس فقط من بعضها، بل كذلك من الأطراف الدولية المتورطة" في النزاع.

الرئيس المصري السيسي في لقاء مع قائد قوات شرق ليبيا خليفة حفتر في القاهرة 9 مايو/ أيار 2019
قوات شرق ليبيا (الجيش الوطني الليبي) بقيادة حفتر، تتلقى دعما خصوصا من قبل مصر وروسيا والإمارات. صورة من: picture-alliance/AP Photo/Egyptian Presidency Media office

أما الباحث في "المعهد الألماني للشؤون الدولية والأمن" فولفرام لاخر، فيعتبر أن "مصالح الفاعلين الخاصة يمكن بسهولة أن تحبط المحادثات مهما كانت المرحلة التي بلغتها".

وبعد دحرها من طرف القوات الموالية لحكومة الوفاق الوطني، انسحبت قوات حفتر وحلفاؤه في حزيران/ يونيو إلى مدينة سرت (450 كلم شرق طرابلس) وقاعدة الجُفرَة الجوية. ومنذ ذلك الحين، اكتفى المعسكران بالرصد المتبادل عن بعد بدون مواجهة مباشرة.

وبالنسبة للسراج، الذي يرأس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني، يجب جعل سرت والجفرة منطقة منزوعة السلاح في سبيل تحقيق تقدم في الحوار، في حين لم يتحدث صالح عن هذه الفكرة. لكن رئيس البرلمان يقترح تشكيل مجلس رئاسي جديد للحكومة، يشكل بديلا من مجلس السراج، يكون مقر عمله سرت، مسقط رأس القذافي الذي تحول لفترة إلى معقل لتنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش).

"لقد وصلنا للقاع"

ويرى الباحث الألماني فولفرام لاخر أن هذه الخلافات وعدم الخوض في بعض المواضيع "يكشف" ما وراء الأكمة، ويقول في هذا الصدد إن المنطقة المنزوعة السلاح "خطة أميركية وبريطانية وألمانية تهدف لاحتواء التأثير التركي والروسي في الميدان". ويضيف لاخر أن روسيا تعارض إقامتها، وكذلك الإمارات "التي تدعم الحضور العسكري الروسي في ليبيا".

مقاتل تابع لحكومة الوفاق يشاهد عربة مدمرة بالقرب من طرابلس (مايو/ أيار 2020)
نجحت قوات حكومة الوفاق الوطني في صد هجوم استمر عاما لقوات شرق ليبيا بقيادة حفتر، لكن هناك عقبات كثيرة في تحقيق حل سلمي للأزمة الليبية. صورة من: Getty Images/AFP/M. Turkia

 بدوره، يرى بادي أن المنطقة المنزوعة السلاح ستكون "نقطة خلاف". ومن مصلحة روسيا التي تنشر عددا كبيرا من المرتزقة في المنطقتين أن تحافظ على حضور في الجفرة، وتقوّض المسار المدعوم من الولايات المتحدة والذي يرمي إلى تقليص النفوذ الروسي، وفق الباحث في "المجلس الأطلسي".

 أما المصرفية الليبية المقيمة في طرابلس كريمة منير فتعتبر أن "لا منتصر في حال تواصل النزاع"، لكنها تقدّر أن مواطنيها لن يتعاملوا بجدية مع وقف إطلاق النار "إلاّ عندما يبلغون القاع. وها قد وصلنا اليه!"، حسب قولها.

ص.ش/ع.ش (أ ف ب)