1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

لا أفق لانتهاء النزاع السوري رغم تشكيل اللجنة الدستورية

٢٤ سبتمبر ٢٠١٩

رغم إعلان الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش تشكيل لجنة دستورية تضمّ ممثلين عن الحكومة والمعارضة والمجتمع المدني في سوريا، بعد أشهر طويلة من المشاورات، إلا أن إحلال السلام لا يزال، وفق محللين، بعيد المنال.

https://p.dw.com/p/3QB3c
Syrien Damaskus | Syria Geir Pedersen, UN-Sondergesandter
المبعوث الأممي غير بيدروسون نجح في التوصل لاتفاق حول تشكيل اللجنة الدستورية.صورة من: Getty Images/AFP/L. Beshara

بعد أكثر من ثماني سنوات من حرب مدمرة أودت بحياة أكثر من 370 ألف شخص، من المنتظر أن تبدأ اللجنة الدستورية السورية عملها في الأسابيع المقبلة، وسط تباين كبير في وجهات نظر طرفي النزاع إزاء صلاحياتها والمنتظر منها. وتتألف اللجنة، التي أثارت تسمية أعضائها خلافات بين دمشق والأمم المتحدة على مدى أشهر، من 150 عضواً. خمسون منهم اختارتهم دمشق، وخمسون اختارتهم المعارضة، بينما اختارت الأمم المتحدة الخمسين الآخرين، من خبراء وممثلين عن المجتمع المدني.

وقال غوتيريش للصحافيين في مقرّ الأمم المتحدة في نيويورك "أعتقد بشدّة أنّ تشكيل لجنة دستورية يتولّى السوريون أنفسهم تنظيمها وقيادتها يمكن أن يشكّل بداية طريق سياسي نحو حلّ" النزاع المستمر منذ العام 2011.

ولم تنجح الأمم المتحدة التي عقدت جولات محادثات متتالية بين وفدي الحكومة والمعارضة في جنيف منذ العام 2016 في التوصل إلى تفاهم يمهّد لتسوية النزاع، جراء الخلاف على مصير الرئيس السوري بشار الأسد الذي تتمسك المعارضة بتنحيه، بينما تعتبر دمشق أن الموضوع غير مطروح للبحث.

وبدءاً من عام 2017، طغت محادثات أستانا برعاية روسيا وايران، حليفتي دمشق، وتركيا الداعمة للمعارضة، على مسار جنيف. وانبثق عن اجتماع عقد تحت مظلتها في منتجع سوتشي مطلع العام 2018 اقتراح روسي بتشكيل لجنة دستورية مهمتها "صياغة إصلاح دستوري يسهم في التسوية السياسية التي ترعاها الأمم المتحدة".

قراءة متباينة لمهام اللجنة

وتتباين قراءة كل من الحكومة السورية والمعارضة لمهام هذه اللجنة، إذ تحصر دمشق صلاحياتها بنقاش الدستور الحالي، بينما تقول المعارضة إن الهدف منها وضع دستور جديد.

في هذا السياق يقول المستشار الخاص لدى معهد مونتني في باريس ميشال دوكلوس، الذي شغل منصب سفير فرنسا لدى دمشق، لوكالة فرانس برس إن الأسد "في موقع قوة ويوعز له الروس القيام ببعض الخطوات (على غرار اللجنة الدستورية) لكنه قاوم رغبتهم هذه على مدى أشهر". ويرى أن الأسد "يحتفظ بإمكانية عرقلة استمرار العملية. وفي غضون ذلك ستكون هناك انتخابات... وسيُعاد انتخابه في العام 2021 في حال لم يتغير شيء".

وتأمل الدول الغربية أن يمهد تشكيل اللجنة الطريق لإجراء انتخابات حرة ونزيهة، وأن يسمح لملايين اللاجئين السوريين، وكثيرون منهم معارضون للأسد، بالعودة إلى بلدهم. لكن محللين يقولون إنه من غير المرجح أن يوافق الأسد على أي شيء قد يهدد موقعه.

ويرجّح الباحث في المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية جوليان بارنز- دايسي لفرانس برس أن "الحكومة السورية ستواصل بلا شك إعاقة هذه العملية"، مضيفاً "يجب علينا ألا نتوقع تسوية سياسية عادلة أو إصلاحات جوهرية من جانبها".

من جانبها، رحبت دمشق رسميا بتشكيل اللجنة. وفي أول تعليق له على تشكيلها، قال الأسد الثلاثاء خلال لقائه علي أصغر خاجي، كبير مساعدي وزير الخارجية الإيراني، إن "التنسيق السوري الإيراني الروسي أنجز لجنة مناقشة الدستور، بالرغم من كل العراقيل والعقبات التي حاولت فرضها الأطراف الأخرى الداعمة للإرهاب". وأضاف، وفق ما نقل حساب الرئاسة على تلغرام، أنه "تم الوصول إلى الصيغة النهائية لآلية عمل اللجنة التي يرتبط نجاحها ووصولها إلى نتائج مفيدة بعدم تدخل الأطراف الخارجية".

"إحياء العملية السياسية"

من جهتها، أعلنت هيئة التفاوض السورية الممثلة لأطياف واسعة من المعارضة في الخارج، في بيان الثلاثاء، أنها "غير غافلة عن أي عراقيل قد يضعها النظام في وجه عمل اللجنة"، آملة أن تشكل "بوابة لمناقشة باقي مضامين" قرار مجلس الأمن رقم 2554 الصادر العام 2015 والمتعلق بالتوصل إلى تسوية سياسية. وكتب عضو هيئة التفاوض هادي البحرة على تويتر تعليقاً على تشكيل اللجنة أن "إحياء العملية السياسية نقطة انطلاق".

يشار إلى أن القرار 2554 شكل مرجعاً لجولات التفاوض برعاية الأمم المتحدة في جنيف والتي توقفت في العامين الأخيرين. وأعلن غوتيريش أن موفده إلى سوريا غير بيدرسون "سيجمع اللجنة الدستورية في الأسابيع المقبلة".

ويقول بارنز- دايسي إن تشكيل اللجنة الدستورية "هو السبيل الوحيد، وإن كان ضيقاً، لمحاولة خوض أي شكل من أشكال العملية السياسية" وهو ما يشكل "انفتاحاً نادراً".

الإدارة الذاتية الكردية أبرز الغائبين

وإذا كانت دمشق وهيئة التفاوض هما الحاضران على طاولة نقاشات اللجنة الدستورية المرتقبة، فإن الإدارة الذاتية الكردية التي تسيطر على مناطق واسعة في شمال وشرق سوريا هي أكبر الغائبين. واعتبرت الإدارة الذاتية الاثنين أن "إقصاءها" عن اللجنة بمثابة "إجراء غير عادل".

يذكر أنه لم يتم دعوة الإدارة الذاتية الكردية للمشاركة في أي من المحادثات حول سوريا في جنيف أو في أستانا وسط رفض لمشاركتها من قبل المعارضة ودمشق في آن معاً. فيما تصنّف تركيا الداعمة للمعارضة المقاتلين الأكراد الذين أظهروا فاعلية في قتال تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) كـ "ارهابيين"، وتأخذ عليهم دمشق تحالفهم مع واشنطن وترغب باستعادة المناطق تحت سيطرتهم.

ح.ع.ح/أ.ح (أ.ف.ب)

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد