1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

كردستان العراق : مشروع دولة أم بحث عن حلول؟

ملهم الملائكة ١٨ أبريل ٢٠١٤

ما قاله رئيس إقليم كردستان العراق مسعود بارزاني في لقاء متلفز هو إنذار بأن الإقليم قد يستقل في دولة إذا استمر الخلاف مع بغداد. تركيا وإيران لا تبديان اعتراضا، وسوريا مشغولة بحربها، فلم يبق إلا حل الخلاف مع المركز.

https://p.dw.com/p/1BkkC
صورة من: Reuters

كشف رئيس إقليم كردستان العراق مسعود بارزاني في لقاء مع شبكة سكاي نيوز عربية أنّ الإقليم يمكن أن يتجه إلى الاستقلال، إذا ما بقيت حكومة بغداد تماطل في تنفيذ الدستور. وفي السياق نفسه، توقع تقرير صادر عن المركز العالمي للدراسات التنموية في لندن أن يشهد العامان المقبلان انفصال إقليم كردستان عن العراق وإعلان الدولة الكردية، مشيرا إلى أن تصدير النفط من الإقليم سيكون أولى ملامح الدولة الكردية .

ووفقا للمصدر نفسه، فإن تركيا - في ظل حكومة أردوغان - تنظر إلى إقليم كردستان كحليف استراتيجي ولا تعترض على قيام دولة كردية في شمال العراق. كما يذهب التقرير إلى أن إيران أيضاً لا تمانع في قيام الدولة الكردية، لأن طهران تدرك تماماً أن ذلك سيقلص من حصة العراق في منظمة أوبك .

لكن من الناحية الإستراتيجية، قد تفضل إيران أن يبقى العراق موحدا تحت سلطة حكومة شيعية موالية لها. لكنها تنظر في الوقت نفسه بقلق إلى تنامي المشروع الكردي في سوريا الذي يمكن أن يترسخ لو أصبحت كردستان العراق دولة مستقلة.
أما سوريا، فهي اليوم غير قادرة على إبداء أي رأي يتعلق بالقضية الكردية طالما بقي النظام الحاكم والمعارضة منشغلان بالاقتتال والتناحر، وهذا يتيح لأكراد سوريا فرصة تقرير مصيرهم وتحديد ارتباطهم المستقبلي.
ووفقا للتقرير المذكور أعلاه، فإن الولايات المتحدة و أوروبا لا تمانعان من جهتهما من إعلان دولة كردية في شمال العراق نظرا للاستثمارات الأوروبية والأمريكية الكبيرة في إقليم كردستان. فهل ينذر ذلك بقيام دولة كردستان في شمال العراق في القريب؟

Irak Kurdistan Festival
طائرات شراعية سويدية تشارك في استعراض ألعاب جوية بمهرجان اربيل الدولي هذا العام.صورة من: Getty Images/Afp/Safin Hamed

"إيران وتركيا ستدركان أن المنطقة ستشهد وليدا جديدا"

من جهته، اعتبر الإعلامي كفاح محمود كريم، المستشار الإعلامي في مكتب الرئيس مسعود بارزاني، في حوار مع برنامج "العراق اليوم" من DW، أن جوار العراق الإقليمي على غرار إيران يعاني من مشكلاته الخاصة مع الأكراد، في إشارة إلى أن هؤلاء يطالبون بمزيد من الحقوق السياسية. "وعلى الإيرانيين أن يلتفتوا إلى الملف الكردي، كما التفت العراقيون في 2005 ووضعوا دستورا نظّم العلاقة مع الأكراد وقضيتهم"، على حد قوله. ومضى الإعلامي الكردي كفاح محمود كريم قائلا: "أعتقد أن الإيرانيين حالهم حال الأتراك سيدركون أنّ المنطقة ستشهد وليدا جديدا"، في تلميح إلى إمكانية إعلان دولة كردية جديدة.

ويعتقد بعض الخبراء في شؤون الشرق الأوسط أن ولادةدولة كردية جديدة في المنطقة قد تغير معادلات كثيرة وتخفف من صراع النفوذ التاريخي القائم بين تركيا وبين إيران. كما أن مثل هذه الولادة قد تعيد رسم خرائط المنطقة التي عينتها اتفاقيات سايكس بيكو بعد وخلال الحرب العالمية الأولى، والتي يتهمها دعاة النهضة القومية العربية بأنها قد جزأت الوطن الواحد. وهو ما أشار إليه أيضا رئيس إقليم كردستان العراق مسعود بارزاني حينما اعتبر أن الأمر يتجاوز "حدود العراق"، لافتا إلى أن "التطورات التي تشهدها المنطقة جاءت لتصحح اتفاقات دولية وإقليمية وأخطاء جسيمة في رسم حدود البلدان والأقاليم منذ سايكس بيكو."

وبحسب تقرير المركز العالمي للدراسات التنموية ومقره لندن، فإن إقليم كردستان العراق سيكون قادراً في عام 2017 على تصدير 700 ألف برميل من النفط يومياً إذا استمر الإنتاج بوتيرته الحالية، إلا أن التقرير أكد أيضا أن إعلان الدولة الكردية يرتبط بمسألة حسم القضايا العالقة في العراق بشأن توزيع الثروات النفطية في البلاد.

Khurmala Ölfeld in Irak
منشآت خورمال النفطية في آربيل...صورة من: Reuters

"كردستان دولة تتشكل وتتحرك.."

ويربط بعض المراقبين استقلال إقليم كردستان وقيام دولة كردية بخطط بناء وتشغيل خط أنابيب نوبوكو المتوقف والذي كان مدعوما من الاتحاد الأوروبي لنقل غاز قزوين إلى أوروبا عبر تركيا والبلقان والذي كان يهدف إلى تنويع مصادر الطاقة وتقليل اعتماد أوروبا على الغاز الروسي.

من جهته، يقول الكاتب والمحلل السياسي كريم بدر في حوار مع برنامج "العراق اليوم" من ،DWإن "الإقليم يحتاج إلى مبرر للانفصال"،مؤكدا في الوقت نفسه أن إعلان دولة كردية ليست إلا مسألة وقت، بحيث يقول: "هناك دولة تتشكل وتتحرك (...) إنها حقيقة تتحرك بسرعة إلى أمام".

ولايزال هناك البعض في العراق من يرفض حتى تسمية إقليم كردستان ويصر بدلا من ذلك تسميته بشمال العراق. هذا الخلاف عمّقته بشدة حملات نظام صدام حسين على الأكراد في الأنفال وحلبجة إلى درجة أنه أحدث انقساما سياسيا في صفوف العراقيين. وفي هذا السياق يشدد كريم بدر بالقول "من حق الشعب الكردي أن يقرر مصيره،" مؤكدا أنه مع استقلال الإقليم. ويشير في الوقت نفسه إلى أن الأكراد يسعون إلى اغتنام فرصة الظروف التي يمر بها العراق لنيل الاستقلال، مرجحا لغة الحوار بين القوى المختلفة.

"دولة كردستانية فقط بمواقفة العرب"

من جانبه، علّق الصحفي والمعارض الكردي السوري أحمد حسو على ما أشار اليه مسعود بارزاني في لقائه مع سكاي نيوز عربية بالقول: "أعتقد أن ما طالب به بارزاني ليس له علاقة بدول الإقليم، بمعنى كردستان الكبرى أو كردستان التي تضم أجزاء في غير العراق، لأن خلافات بارزاني مع حزب العمال الكردستاني (التركي) كبيرة جدا، والأكراد لم يتفقوا قبل فترة على مؤتمر كردستاني".

وأضاف حسو قائلا: "بارزاني يريد أن يحسّن وضع إقليم كردستان في المعادلة العراقية الداخلية، الموضوع عراقي داخلي، على ما أعتقد". وفي معرض وصفه لشكل العلاقة بين المركز والإقليم أشار حسو إلى "أن بارزاني لن يذهب إلى خيار الانفصال عن العراق العربي، فهو لا يريد أن يقيم دولة كردستانية دون موافقة العراقيين العرب".

ملهم الملائكة

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد