1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

قصة امراة تحولت إلى رجل دون علمها

٥ أكتوبر ٢٠١٠

بانهيار دولة ألمانيا الشرقية، انهار أيضا نظامها الرياضي، واتضح للعيان كيف أن ذلك النظام كان غارقا في مستنقع المنشطات، حتى تحولت فيه النساء إلى رجال من دون أن يعلمن بما يدور حولهن.

https://p.dw.com/p/PVuR
من امرأة إلى رجل: قصة أندرياس كريغارصورة من: dpa

لم تكن تتوقع هايدي كريغار بطلة أوروبا لعام 1986 في رياضة رمي الجلة، أن تلك الرياضة المحببة إلى قلبها ستكون سببا في قلب حياتها رأسا على عقب. فهايدي كانت تتمرن كأي رياضية محترفة بشكل يومي، وكان مدربها يحثها على أخذ دواء معين ولم تكن تدرك عندئذ أن ما كانت تتناوله عبارة عن منشطات، وأن هذه الأدوية هي المسؤولة عن التغير الذي سيطرأ على جسدها فيما بعد.

وبسقوط جدار برلين وتوحيد الألمانيتين، ظهرت الحقيقة واكتشف الرياضيون أنهم كانوا ضحية نظام رفع شعار "دولة البطولات الرياضية"، والتي تحققت من خلال إمداد الرياضيين بالمنشطات، وذلك بشكل منهجي ومتعمد، ودون الاكتراث بالأضرار التي تسببها تلك المواد بصحة الرياضيين.

بطولات قائمة على المنشطات

Die DDR-Athletin Heidi Krieger Kugelstoßen
هادي كريغار، بطلة أوروبا لرمي الجلة في عام 1986.صورة من: dpa

وبلغ عدد ضحايا نظام تعاطي المنشطات القسري في ألمانيا الشرقية (سابقا)، حوالي عشرة آلاف رياضي. وتم استخدام المنشطات لأول مرة في ستينيات القرن الماضي. وفي عام 1974، تحول هذا الإجراء المتبع إلى مرسوم صادق عليه مجلس الحكومة آنذاك، "ليطبق على جميع الرياضيين المشاركين في التظاهرات الدولية"، بما في ذلك الأطفال واليافعين، حسب غريت هارتمان التي أصدرت كتابا، يكشف خبايا النظام الرياضي في ألمانيا الشرقية.

ومن خلاله سعت الكاتبة إلى كشف محاولات ذلك النظام الاشتراكي في تعزيز رصيده الرياضي عالميا وبشتى الوسائل. بينما، وحسب هارتمان، "لم يتم في أي منطقة أخرى في أوروبا الغربية، الإساءة إلى الأطفال والشباب بالحدة نفسها التي مورست في ألمانيا الشرقية".

من امرأة إلى رجل

ومن المؤكد أن تناول المنشطات لم يقتصرعلى ألمانيا الشرقية فحسب، بل بلغ أيضا الشطر الغربي. لكن المستندات والأدلة التي ظهرت بعد الوحدة الألمانية مباشرة جعلت اهتمام الرأي العام بالموضوع مقتصرا على الجانب الشرقي فقط. فقد ظهرت مخطوطات كشفت عن نوعية المواد والجرعات المقررة. وكان أول من صعق بالخبر رياضيّو ألمانيا الشرقية، على غرار بطلة أوروبا السابقة في رمي الجلة هايدي كريغار، وجميعهم لم يصدقوا ما سمعوه، غير أن أجسادهم التي بدت عليها آثار المنشطات، كانت خير دليل على ذلك.

Andreas Krieger
أندرياس كريغار، اعتبر قرار تغيير الجنس إيجابي.صورة من: AP

وكان وضع هايدي خاص جدا. فبالإضافة إلى التدهور الصحي الذي بدأت تعاني منه، فقد جسدها نهاية الثمانينيات جميع مميزاته الأنثوية، واكتسى طابعا رجوليا. وفي كل مرة كان مدربها يقول "إن ذلك يعود بالأساس إلى التمارين الرياضية القاسية التي تقوم بها". مرت هايدي بلحظات عصيبة، بحثا عن الأسباب الكامنة وراء التغيير الواضح الذي طرأ على جسدها، و"عما إذا كانت هي المسئولة عنه".

وفي مطلع التسعينيات، أثبتت التحاليل التي خضعت لها في مصلحة مكافحة المنشطات حقيقة ما جرى، وأن المكونات الهرمونية للمنشطات أحدثت خللا في جسدها، وذلك منذ فترة صباها. وكمحاولة منها لوضع حد للتمزق الذي كانت تعاني منه، قررت هايدي الخضوع لعملية جراحية لتغيير جنسها، وأصبحت رجلا. وبدلا من هايدي أصبح إسمها أندرياس كريغار.

تجربة فريدة

واعتبر اندرياس أن القرار "كان صائبا" وأنها "تجربة جديدة". وقد انخرط رفقة زوجته في جمعية مكافحة المنشطات التي تعنى بمساعدة ضحايا المنشطات من الرياضيين في ألمانيا الشرقية. ومن نشاطاتها، تنظيم أمسيات عامة يشرح فيها أندرياس وزملاؤه القدامى للجيل الصاعد أضرار المنشطات.

ينس كريبيلا/ وفاق بنكيران

مراجعة منى صالح