1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

فوز الإسلاميين في الانتخابات التونسية في مرآة الصحافة الألمانية

٢٧ أكتوبر ٢٠١١

حظيت الانتخابات التونسية باهتمام الصحف الألمانية، وبينما يرى بعضها أن هذه الانتخابات تمثل الخطوة الأولى من بناء ديمقراطية مؤسساتية، استبعدت صحف أخرى أن يكون الحيز المتاح للإسلاميين الفائزين يسمح بإقامة دولة دينية.

https://p.dw.com/p/130H2
صورة من: Ibtihel Zaatouri

اعتبرت صحيفة فرانكفورتر ألغماينه تسايتونغ Frankfurter Allgemeine Zeitung أن الانتخابات التي جرت في تونس الأحد الماضي (23 تشرين الأول/ أكتوبر 2011) لانتخاب مجلس تأسيسي تعد خطوة مهمة على طريق بناء ديمقراطية مؤسساتية وعلقت بالقول:

"(...) ليس كل من "كافئ" حزب النهضة الآن، هم من الداعين لإقامة دولة دينية. لكن على الرغم من ذلك يجب مراقبة ما إذا كانت تأكيدات زعيم الحزب راشد الغنوشي، بأن حزب النهضة من الأحزاب المعتدلة ويعمل من أجل الديمقراطية والتعددية، حقيقية أم أنها مجرد مناورة من مناورات الحملة الانتخابية. وليس قليلاً عدد التونسيين، الذي صوتوا لأحزاب أخرى، يرون في الغنوشي ذئباً في ثياب الحمل الوديع. وهذه المخاوف تُثار أيضاً في كل البلدان تقريباً، التي توجد فيها حركة إسلامية قوية. لكن بهذه الانتخابات قام التونسيون بخطوة مهمة على طريق ديمقراطية مؤسساتية. والآن على جميع القوى السياسية أن "تتمرن" على التداول التعددي السلمي".

أما صحيفة لاندستسايتونغ Landeszeitung الصادرة في مدينة نونبيرغ فقد ركزت على طبيعة علاقات الاتحاد الأوروبي بتونس وغيرها من بلدن الربيع العربي، التي تتقدم أحزاب إسلامية المشهد السياسي فيها وكتبت:

"إن فوز الإسلاميين المتميز في الانتخابات التونسية لم يكن مفاجأة، وإنما يمثل درساً جديداً بأن الانتخابات الحرة من دون أساس ديمقراطي لا تنتهي إلا بالإضرار بالديمقراطية. المجتمع التونسي مجتمع حداثي ومتجانس، ولديه طبقة وسطى واسعة. وإذا ما زاد المد الإسلامي فيه على الرغم من ذلك، فإن المرء يجب أن يخشى الأسوأ بالنسبة إلى ليبيا ومصر. إن الأمل الوحيد للاتحاد الأوروبي هو أن ينهج الإسلاميون حقاً - وكما أعلنوا من قبل- نهج حزب العدالة والتنمية التركي وأن يعملوا على تطوير البلد. وقد تكون هذه ضربة حظ كبيرة، فقد أثبت الاتحاد الأوروبي في علاقته مع تركيا كيف يمكنه أن يضيع فرصة تاريخية للمزاوجة بين الديمقراطية والإسلام".

صحيفة كلونر شتادت-انتسايغر Kölner Stadt-Anzeiger ترى أن تونس بدأت تجني أول ثمار الديمقراطية التي كافحت من أجلها ووصلت إليها بالدماء، وعلقت بالقول:

"يجب ألا يخشى الشعب حكومته، أما الحكومة فيجب أن تخشى الشعب"، كان هذا أحد الشعارات التي أطلقها المتظاهرون المصريون في ميدان التحرير. يريد العرب أن يطوون إلى الأبد صفحة الأزمان، التي كان يُساء فيها استخدام السلطة بلا رادع، حتى وإن كانت أولى خطوات رائدي الربيع العربي، مصر وتونس، نحو التحرر الذاتي مشوبة بالريبة والشكوك والمخاوف. جنت تونس يوم الأحد الماضي (23 تشرين الأول/ أكتوبر 2011) بانتخابها مجلس تأسيسي أولى ثمار ديمقراطيتها التي كافحت من أجلها. أما مصر فستتبعها بانتخابات برلمانية نهاية تشرين الثاني/ نوفمبر، وليبيا في العام القادم".

صحيفة ياديشه تسايتونغ Badische Zeitungالصادرة في مدينة فرايبورغ تشير إلى أن حزب النهضة، الفائز الأكبر في الانتخابات التونسية، يعد حزباً معتدلاً نسبياً مقارنة بحركات أخرى في العالم الإسلامي. وعن الفرص المتاحة أمام الحزب علقت الصحيفة بالقول:

"إن حزب النهضة لا يتكون من أشخاص على غرار مقاتلي حركة طالبان، بل يمثل حركة إسلامية معتدلة نسبياً، ولم يتكلم بأسلوب استقطابي حتى بعد الانتخابات. وعلى كل حال فإن الحيز المتاح أمام هذا الحزب محدود، فالمرأة التونسية ليست فأراً رمادياً، يمكن أن يسلبها المرء حقوقها مجدداً بكل بساطة. كما أن الاستثمارات الأجنبية وحركة السياحة، التي ترتبط بها الكثير من فرص العمل في البلاد، لا تتيح للإسلاميين -حتى إن أرادوا ذلك- إمكانية أن يقيموا دولة سعودية أخرى".

وفي الختام تحدث صحيفة برلينر تسايتونغ Berliner Zeitungعن النتائج الجزئية للانتخابات التونسية بالقول:

"لا مناص من المواجهة في تونس بين أولئك الذين يطمحون لدولة علمانية ومجتمع حداثي وملتزم بالتنوير، وبين تلك القوى الدينية المحافظة المتجذرة بقوة في الطبقات الاجتماعية الفقيرة والأقل تعلماً. لكن الآن يدور الأمر في المقام الأول حول خلق أساس، يمكن أن تدار فيها هذه المواجهة بأسلوب مدني. عندها يسكون للقوى العلمانية فرص جيدة للفوز في هذه المواجهة".

إعداد: عماد غانم

مراجعة: طارق أنكاي

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد

المزيد من الموضوعات