1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

علي الزكي: توقعات في بحر الانتخابات

١٨ مارس ٢٠١٠
https://p.dw.com/p/MVkO

سامي العسكري ؛؛رئيسا للوزراء؛؛: الشريف علي؛؛ رئيسا للجمهورية؛؛

أن ما تسرب وما أعلن من نتائج للانتخابات البرلمانية العراقية الأخيرة لم تكن مفاجئة عظيمة لكنها أنتجت تغييرات هائلة ستلغي هيكلة الإدارة الحكومية الماضية لتؤسس الى حكومة مختلفة تماما عما مضى... رغم فوز المالكي فوزا كبيرا لكنه للأسف فاز كشخص ولم يفز كمؤسسة وبهذا فان قائمته تدين بالفضل الكبير له وليس لبرنامج دولة القانون... وبنفس الوقت انعكس هذا الدين الى ترسيخ مفهوم الولاء لشخص المالكي من قبل أعضاء قائمته حتى لو كان هذا الولاء مزيف... وهذا الولاء يمكن اعتباره ولاء مصلحي أو ولاء ؛؛جواز المرور؛؛ الى البرلمان والحكومة.... اغلبهم لم يستطيعوا أن يدخلوا قلوب الناس بعد مرور 8 سنوات على سقوط الصنم ألا باسم سحري وهو المالكي. اسم المالكي في الانتخابات الأخير بالنسبة للناخب العراقي في الوسط والجنوب كأنه ؛؛ افتح يا سمسم ؛؛..... أن أي حكومة سيشكلها المالكي سوف تفشل وذلك لان المالكي يفتقر الى المؤسسة المتماسكة يفتقر الى الأعوان ذوي الثقل الشعبي وسيفقد ثقله لأنه الآن ليس رئيسا للحكومة ..وهناك الكثير من المتربصين بالمالكي لمنعه من الحصول على منصب رئيس الوزراء مرة ثانية وذلك للكثير من الأسباب والتجاوزات التي انتهجتها حكومته بأسلوب التدكتر في القرار وعدم محاسبة الفساد... لذا فان تقلب الظروف الجديدة سوف تجعل كفة الميزان في الشارع العراقي تميل باتجاهات أخرى ربما غير الموجودة الآن..فان انتهى فلم انتهى معه دور أبطاله وسيصفق الجمهور لإبطال الفلم الجديد ..

الحكومة القادمة لن تشكل ألا من ثلاث كتل سياسية.... لذا فان شخص رئيس الوزراء القادم صعب التكهن به الآن .. الاحتمالات كثيرة جدا...هناك خطوط حمراء وان لم تعلن من قبل الائتلاف والأكراد على المالكي.. لذا فان عمليه الإصرار عليه قد تمنع تكوين جبهة بين دولة القانون والائتلاف الوطني..أما الأكراد فأنهم سيرضون بأي عملية مساومة تحقق لهم مكسب وان كان على حساب المكونات العراقية الأخرى....وان نجح المالكي في الاتفاق معهم فانه سوف يشكل حكومة بإشراف قادة الائتلاف وهم الكتلة الصدرية التي تفكر بثورية وشجاعة ولديهم ذكاء سياسي وليس من السهولة أرضائهم بالوعود والاستمرار معهم بنفس المركب صعب جدا ألا أن اشرفوا على كل شيء ووضعوا أساس البناء هم وتخذوا القرار هم ....أنهم لا يساومون ولديهم ثوابت لا يحيدون عنها مهما حصل ... لذا فان دول القانون ستكون مضطرة لطرح البديل عن المالكي وسيقدموا خيارات ويحرقوا أوراق كثيرة ليظهروا باللحظة الأخيرة ويقدموا ورقتهم الرابحة الأخيرة ؛؛سامي العسكري؛؛ الذي قد يكون له حظوظ كبيرة في أن يوافق عليه الائتلاف بعد فرض برنامجه السياسي وبرنامج الإصلاح عليه. وهنا ستحل مسالة منصب رئاسة الوزراء... سيطالب الائتلاف بمنصب رئيس الجمهورية .. رغم أن منصب رئيس الجمهورية هو منصب شرفي لكن الرئيس يمثل رمزا للعراق وعملية اختيار الرئيس أمرا ليس سهلا... لكن يبدوا أن أفضل شخصية ائتلافية ممكن أن تستلم منصب رئيس الجمهورية هو ؛؛الشريف علي؛؛... فليس من المتوقع أن يحصل حول اختياره أي اختلاف.... عند جميع القوى باستثناء الأكراد.. وقد يفاوض الائتلاف للحصول على رئاسة البرلمان بدلا من رئاسة الجمهورية ليكون من حصة الصدريين رئاسة البرلمان .. لكن تبقى المسالة المهمة الأخيرة هي تلطيف الأجواء لتقبل سامي العسكري من قبل بقية القوى في البرلمان... أن سامي العسكري كان شجاعا ومتطرف أحيانا في أطروحاته لذا فانه دائما ما كان يقع في مواجهات سببت له عدم تقبل من بعض القوى العراقية ...

لكن المسالة الأهم مما تم طرحه هو القوة الثالثة التي ستأتلف مع الائتلافين لتشكيل الحكومة... هل هي القوى الكردستانية أم أن هذه القوى ستنشطر الى تيارين قد ينظم احدهم لتشكيل الحكومة والأخر يعارض وهذا وراد جدا.. وان حققوا مع الائتلافين ثلثي أصوات البرلمان فأنهم سينالون منصب رئيس البرلمان... وألا فأنهم سيخسرون ولن ينالوا أي منصب ولن يكونوا ألا بصفوف المعارضة...واذا لم يدخل الاكراد في حلف الحكومة فان الخيار سيكون هو دخول العراقية بائتلاف مع الائتلافين...من المرجح هنا وبقوة أن العراقية سوف تتجزأ لكنها لن تخسر قوتها أو سيكون لها قادة جدد وسيكون دور أياد علاوي فيها ثانوي أن أي تشظي للعراقية قد يجعل انقسامها لصالح تشكيل حكومة من الائتلافين مع ما ينسلخ من القائمة العرقية.. وبذلك سيكون امام العراقية المنصب الذي ممكن ان يتبقى من الائتلافين وهو اما منصب رئيس البرلمان او رئيس الجمهورية للعراقية .. هذا فيما لو لم تقنع الكتلة الثالثة الصغيرة المشارك في تشكيل الحكومة(اما العراقية او الكردستانية او احدى تشظياتهم) بالتنازل عن هذا المنصب لصالح احد الائتلافين وتعوض بمكاسب أخرى .. هنا نقول من سيكون المنصب السيادي الثالث ؟ هل هناك شخصية معتدلة ممكن أن تنال رضى الائتلافين ؟!!.. بالرغم من أن الائتلافين سيكونان العمود الفقري للحكومة القادمة لكنهم سيرضخون للكتلة الثالثة مهما كانت صغيرة والتي ستفرض الكثير لكي توافق على تشكيل الحكومة .... لكن القوة الثالثة قد تكون في دور ضعيف نوعا ما لفرض شروطا قاسية وذلك لاحتمالية تنافسها مع قوة برلمانية أخرى قد تناضل من اجل الدخول في تشكيل الحكومة... من سيكون رئيس للبرلمان القادم ؟؟ انه سؤال صعبا والاجابة عنه صعبة جدا... الان..

وأخيرا أقول لو حصل ولم يتفق لائتلافان فان رئيس الوزراء سيكون أيضا من احد الائتلافين ..وايضا تبقى حظوظ المالكي ضعيفة وبنفس الوقت ستكون حظوظ الجلبي كبيرة جدا ويتبعه بيان جبر لنيل هذا المنصب .. كما يجب الاشارة هنا الى انه لن ينصب رئيس وزراء ألا ان تمت مباركته من الصدريين وهذه حقيقة التغيير التي أفرزتها الانتخابات الأخيرة..هذا فيما لو لم تتصدع كتلة الائتلاف الوطني العراقي الواصلة للبرلمان وتتجزأ...

كل ما تم طرحه رأي فقط وقابل للنقاش وقابل للتعديل وقابل للدحض وقد يمر أسبوع لتنقلب كل هذه الكلمات الى مستحيلات وتصبح ضرب من الخيال فقط.. فان لم يكن هذا الرأي يعجب القاري فليكتب رأيه فأننا في ساحة تبادل الآراء والرؤى لتنضج برؤية استشراف واستقراء لواقع عراقي جديد مقبلون عليه....

د.علي عبد داود الزكي