1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

ظاهرة غريبة.. المئات من أطفال اللاجئين فقدوا وعيهم في السويد

علاء جمعة
٣ أبريل ٢٠١٧

ظاهرة محيرة بدأت تلفت انتباه العلماء في السويد، وهي سقوط المئات من أطفال اللاجئين فاقدي الوعي بعد معرفتهم أن عائلاتهم مهددة بالترحيل إلى بلدانهم الأصلية. ويقف العلماء حائرين أمام مسبباتها، ولماذا ظهرت في السويد حصراً.

https://p.dw.com/p/2aWfx
Symbolbild Belgien Sterbehilfe Kinder
صورة من: imago/Olaf Döring

كشفت صحيفة "نيويوركر" (the new yorker) الأمريكية وجود ظاهرة غريبة من نوعها تشغل بال العلماء والباحثين في السويد، تتمثل في سقوط المئات من أطفال اللاجئين الذين بفقدون الوعي بمجرد معرفتهم أن عائلاتهم مهددة بالترحيل إلى بلادهم الأصلية. 

وبعد حوالي عامين على بدء النقاش الجدي حول هذه المتلازمة الجديدة والتي أطلق عليها إسم "Resignation syndrome" أو ما يمكن تسميتها بالعربية بـ"متلازمة التخلي"، ما زال العلماء حائرين أمام مسبباتها العلمية الدقيقة، ولماذا ظهرت في السويد حصراً، وما أسباب إصابة الأطفال اللاجئين وحدهم بها؟ وبدأ التداول بمصطلح "متلازمة التخلي" في السويد في العام 2014، ومنذ ذلك الوقت سجلت مئات الحالات في صفوف الأطفال والمراهقين اللاجئين، بين عمر 8 و15 عاماً.

ووفقا لدراسة  نشرتها مجلة "آفاق في العلوم العصبية السلوكية" (Journals "Frontiers in Behavioral Neuroscience) في الأول من كانون الثاني/ يناير 2016، فإن أعراض هذه الحالة تشبه الشلل إلى حد بعيد، حيث يصحبه انعدام في القدرة على التحرك، وعدم القدرة على الأكل، ومن ثم يفقد المريض تواصله تدريجيا مع العالم الخارجي، بحيث لا تصدر عنه إشارات بخلاف أنه نائم.

وذكر الأطباء أن الأطفال الذين أصيبوا بالمرض فقدوا جزءا كبيرا من أوزانهم بسرعة، ما توجب تغذيتهم صناعيا من أجل بقائهم على قيد الحياة، حيث أكد الأطباء أن هذه الحالة تؤدي إلى الموت ما لم يجر الاعتناء بهؤلاء الأطفال طبياً. وذكرت المجلة المختصة  أن العلماء لاحظوا أن معظم الإصابات التي حصلت بين الأطفال كانت من ضمن مجموعات معينة من اللاجئين، بحيث كان معظم الأطفال المصابين ينحدرون من دول كوسوفو وصربيا وأذربيجان وكازاخستان وقيرغيزستان وروسيا، فيما سجلت إصابات أيضا بين طائفة الإيغور وبعض جماعات الغجر.

وهو ما جعل العلماء على ثقة بأن التجارب المؤلمة المشتركة التي مر بها الأطفال، وتعرَُض حياتهم للخطر في بلادهم الأصلية، ومن ثم شعورهم بالأمان في السويد، أثر على طبيعة عمل أجسامهم الفسيولوجية بحيث دفعته إلى تعطيل بعض من وظائفه بطريقة لا إرادية من أجل توفير الحماية له وبقائه في  البلد الآمن.

 ونشرت الصحيفة الأمريكية بعضا من التفاصيل المرافقة لبعض الحالات التي أصابت الأطفال، حيث نشرت قصة طفل روسي أصيب بهذه الحالة في العام 2014، وذلك بعد أن وصلت رسالة من السلطات السويدية تفيد برفض طلب اللجوء الخاص بعائلته، وضرورة مغادرتهم الأراضي السويدية.

ونشرت الصحيفة الأمريكية نقلا عن والد الطفل المصاب بأنه "أصبح متجهماً طوال الوقت ويميل للانعزال، ثم توقف عن التكلم بالروسية مع أهله". وأخبر الطفل أهله بأنه يشعر برغبة في النوم وبأن شيئاً ما يضغط على رأسه، وقال إنه يشعر كما لو أن جسده أصبح سائلاً بالكامل، كما يشعر بأطرافه هشة من شدة الليونة، وأن كل ما كان يريده هو أن يغلق عينيه.

ويرى الباحثون الذين تابعوا القضية، أنه لا علاج لهذه الحالة المتمثلة بانعدام أي رغبة بالحياة سوى الحصول على إذن بالإقامة الدائمة في السويد. كما أن الأطفال المرضى بحاجة إلى أكثر من عام للتعافي مجدداً، وقال الباحثون أن الأطفال المرضى أكدوا بأنهم أصيبوا بنوع من الهلوسات البصرية، وكان لديهم شعور بأن أي حركة قد تسبب لهم الخطر وهو ما دفع أطرافهم لا إراديا إلى عدم الحركة.

ع.أ.ج/ع.ش (DW)

 

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد