1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

شركة أوتش الألمانية تغزو العالم بلوحات السيارات

١٤ أكتوبر ٢٠٠٩

عن طريق لوحات السيارات، استطاعت شركة أوتش الألمانية أن تغزو العالم وتصبح رائدة السوق العالمية لتقنيات اللوحات. الشركة تلقت مؤخراً طلبا ًعراقياً لإعادة هيكلة نظام لوحات السيارات وتراخيصها في سائر العراق.

https://p.dw.com/p/K5Qm
لوحات بكل اللغات والأشكال والألوان!صورة من: DW

"ملك اللوحات" و"سيد علامات السيارات" وغيرها من الأسماء، يطلقها الصحفيون على مانفريد أوتش، البالغ من العمر ثلاثة وسبعين عاماً، وأحد أفراد الجيل الثاني للأسرة المالكة للشركة. وشركة أوتش الألمانية لإنتاج لوحات السيارات شركة متوسطة في مدينة زيغين ويعمل بها خمسمائة عامل وموظف. لكن صاحب الشركة أوتش لا يعتد بالمجاملات ولا بالألقاب الشرفية، فهو يعتقد أن حصول شركته على طلبيات كبيرة يمثل الإعجاب الفعلي به وبشركته.

نظام ترخيص لسيارات العراق "صنع في ألمانيا"

Utsch
مانفريد أوتش يهتم دائما بتطوير منتجات الشركة عبر أحدث الأبحاثصورة من: DW

ومن هذا المنطلق تكون الشركة قد حازت على إعجاب خاص وكبير من قبل العراق، فقد طلبت وزارة الداخلية العراقية منها إعادة تشكيل نظام تراخيص السيارات بكامله في سائر مناطق البلاد، ما يعني تزويد أكثر من عشرين مركزا عراقيا لإصدار تراخيص ولوحات السيارات بالتقنية اللازمة لذلك.

وبذلك ستسير عملية تسجيل السيارات، وإصدار تراخيصها في العراق بطريقة موحدة، كما ستورد الشركة إلى زبونها الجديد مليون لوحة معدنية للسيارات، وستساعد في نظام إصدار رخص القيادة المعتمد على النظام الالكتروني. ويبلغ حجم هذه الصفقة ثمانية ملايين وخمسمائة ألف يورو. كما أن من المحتمل أن تتلقى الشركة طلبيات أخرى من العراق.

علاقة طويلة الأمد مع الشرق الأوسط

هذه الصفقة ليست أول صفقة تعقدها الشركة مع العراق، ولكنها تفوق سابقتها؛ ففي عام 1969 وردت شركة أوتش إلى العراق لوحات خام لأرقام السيارات، وماكينات آلية لطباعتها. وبلغ حجم تلك الصفقة ثلاثين ألف مارك، أي ما يعادل حوالي خمسة عشر ألف يورو.

كما أن نشاط شركة أوتش في الشرق الأوسط لا يقتصر على تعاملها مع العراق؛ فقد تعاقدت الشركة أيضا مع كل من الكويت وقطر والمملكة العربية السعودية ولبنان، لتوريد اللوحات المعدنية للسيارات. وفي هذا الشأن يقول رئيس الشركة مانفريد أوتش: "لقد تأكدت آنذاك أن الألمان يتمتعون بنوع من الأفضلية هناك، فهم مشهورون بالدقة والجدية". ويضيف أوتش أن الجدية والمثابرة كانتا لازمتين لكسب العروض الجديدة في العراق في ظل الظروف السياسية الصعبة هناك، فقبل التوقيع على الصفقة الجديدة عام 2008 جرت محادثات على مدى خمس سنوات بدأت في فترة الإدارة الأمريكية للعراق؛ فحينها بدأت عمليات إعادة الإعمار في البلاد.

لوحات للسيارات بأحدث تقنيات الأمان

Utsch
شركة أوتش تقدم نظام لوحات السيارات في العراق بعد أن أرسلت لوحاتها إلى مصرصورة من: DW

وما أقنع الجانب العراقي بجدوى هذه الصفقة يتمثل بالدرجة الأولى في سياسة الابتكار التي رسخها مانفريد أوتش في شركته، والتي يقول عنها: "كنت أدرك تماما أنه يجب علينا أن نجري الأبحاث لتطوير منتجاتنا، وهذا ما وضعته نصب عيني".

ويضيف أن الأبحاث والابتكارات أضفت على الشركة قيما لها جدواها المستديمة. ولا عجب إذاً أن يجري إعداد مراكز إصدار تراخيص السيارات في العراق بأحدث ما وصلت إليه التقنيات في هذا المجال.

وهكذا ستعمل البنية التحتية للاتصالات في العراق في تناسق، فمراكز إصدار تراخيص السيارات في أنحاء البلاد سترسل بياناتها عن طريق الأقمار الصناعية إلى المركز الرئيسي في بغداد. كما أنه فيما يتعلق بلوحات السيارات نفسها تقوم شركة أوتش بطبع عديد من العلامات الأمنية المميزة عليها، بحيث يستحيل تزويرها، كما يقول رئيس مجلس إدارة الشركة هيلموت يونغبلوت.

وقد أرسلت الشركة فعلا الكثير من اللوحات والماكينات، كما تمت عمليات تدريب العاملين في وزارة الداخلية العراقية في مجال إصدار تراخيص السيارات ولوحاتها، أي أنه تتوفر الآن الأطر الجيدة لبدء تشغيل العمل في المراكز العراقية العشرين الخاصة بذلك بحلول نهاية هذا العام.

الثقة وسيلة الدفاع عن السمعة

Utsch
تتميز شركة أوتش بعالميتها، فقد استطاعت غزو الأسواق في الشرق والغربصورة من: DW

يذكر أن شركة أوتش ليست الشركة الوحيدة في ألمانيا في مجال إنتاج لوحات السيارات، بيد أن ما يميز هذه الشركة عن الشركات الأخرى هو أنها شركة عالمية. ويقول بونغبولت إن كون الشركة تعد ظاهرة استثنائية على مستوى العالم فعلا أثبتته الشركة أولا داخل ألمانيا، موضحا أن النجاح الكبير بالنسبة للشركة داخل ألمانيا تمثل في إعادة توحيد شطري ألمانيا، وذلك عندما صار من الواجب بين عشية وضحاها إنشاء خمسمائة مركز لطباعة أرقام السيارات.

واليوم تنشط الشركة عبر مشروعاتها في أكثر من مائة وعشرين دولة. وفي العام الماضي بلغ حجم مبيعات الشركة على مستوى العالم حوالي مائتي مليون يورو. وتكفي إطلالة سريعة على ساحة مصنع الشركة في مدينة زيغين لتكوين انطباع فيما يتعلق بشبكة الصفقات التي تشمل العالم. وعبر أربعة خطوط للإنتاج تنتج الشركة الملايين من لوحات السيارات للسعودية ومصر وأفغانستان من ناحية، وسويسرا والسويد والدانمرك من ناحية أخرى. وبمعنى آخر تصدر شركة أوتش سبعين في المائة من منتجاتها من لوحات السيارات وماكينات الطباعة الآلية الخاصة بها.

الكاتب:ريشارد أ. فوكس / محمد الحشاش

مراجعة: سمر كرم

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد