1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

زيارة ماس لطهران.. هل ستنجح مساعي إنقاذ الاتفاق النووي؟

١٠ يونيو ٢٠١٩

فيما تدق الولايات المحدة طبول الحرب في منطقة الخليج، يسعى وزير الخارجية الألماني إلى إنقاذ الاتفاق النووي الإيراني خلال زيارته إلى طهران ودعوته إلى التعقل. لكن هل سينجح في مساعيه؟ وما هي أهداف كل طرف من التصعيد الراهن؟

https://p.dw.com/p/3K2hB
Statement von Bundesaußenminister Heiko Maas zu Atomabkommen
صورة من: Imago/photothek/T. Koehler

لماذا الآن؟

التصعيد وخطر اندلاع حرب في الخليج، يثير قلق ومخاوف كل الأطراف، بعد التطورات التي شهدتها المنطقة في الآونة الأخيرة ولاسيما مع الحملة الأمريكية "بممارسة أعلى درجات الضغط" على طهران من خلال تشديد العقوبات عليها. وتقول واشنطن إن طهران تخطط لضرب أهداف أمريكية في المنطقة وهي المسؤولة عن الهجوم على أربع ناقلات نفط قبالة سواحل الإمارات. كما عززت الولايات المتحدة تواجدها العسكري في المنطقة وسحبت دبلوماسييها غير الأساسيين من العراق.

أما إيران فقد نفد صبرها، بإعلانها عدم الالتزام ببعض بنود الاتفاق النووي بعد السابع من شهر يونيو/ حزيران 2019، إذا لم يجد الأوروبيون سبيلا لتخفيف العقوبات الاقتصادية الأمريكية. وزيادة في التصعيد، هاجم الحوثيون حلفاء إيران في اليمن، منشآت نفطية استراتيجية هامة في السعودية.

ماذا يريد ماس من زيارته إلى طهران؟

بالتشاور مع بريطانيا وفرنسا يريد وزير الخارجية الألماني هايكو ماس، أن يقنع الإيرانيين بالبقاء ضمن "خطة العمل الشاملة المشتركة JCPoA". وقبل سفره إلى طهران، قالت المتحدثة باسمه، إنه "سيدعو إلى الهدوء والتعقل واحتواء التصعيد". وعلى رأس أولويات مساعي ماس، إقناع إيران بعدم تنفيذ تهديدها القاضي بعدم الالتزام ببعض بنود الاتفاق النووي بعد المهلة التي حددتها. كما أنه سيبذل جهده لمنح مزيد من الوقت لما يعرف بـ "آلية دعم التبادل التجاري Instex"، وهي آلية مالية للتبادل التجاري مع إيران لتجنب العقوبات الأمريكية المفروضة على طهران، أسستها ألمانيا وفرنسا وبريطانيا عقب إعلان ترامب انسحاب بلاده من الاتفاق النووي مع إيران.

كما كان ماس قد تحدث مع نظيره الأمريكي مايك بومبيو، أثناء لقائه في برلين، حول زيارته إلى طهران. لكن واشنطن غير راضية عن الجهود التي يبذلها الأوروبيون لانقاذ الاتفاق النووي مع إيران، ومن هنا يُعتقد أن زيارة ماس ستزعج الولايات المتحدة.

ماذا تريد إيران؟

تريد إيران التخلص من فخ العقوبات الأمريكية. فسياسة "ممارسة أعلى درجات الضغط" التي تمارسها واشنطن، هي أكثر من مجرد حرب اقتصادية من وجهة النظر الإيرانية. إذ أن هذه السياسة قد ألحقت أضرارا كبيرة بالاقتصاد الإيراني بعد تراجع كميات تصدير النفط إلى أقل من النصف وفقدان العملة الإيرانية ثلثي قيمتها وزيادة التضخم. وصحيح أن المواد الغذائية والطبية مستثناة من العقوبات الأمريكية، إلا أن تشابك النظام المالي العالمي، أدى إلى تأثرها بالعقوبات وحدوث نقص حاد فيها.

وأدى كل هذا إلى تعزيز مواقع ونفوذ المتشددين في الحكومة الإيرانية، والذين منذ عام 2015 حذروا من الثقة بالغرب. ومن هنا الضغوط في طهران كبيرة، وبالتالي فإن الأمل ضعيف جدا، بأن يعود ماس بنتائج إيجابية محددة من طهران. التي كانت قد استبقت زيارته، برفض مناقشة برنامجها النووي والبالستي أو دورها في المنطقة.

محللون: ترامب حرق "طبخة" الاتفاق النووي، فوساطة أي من هذه الأطراف ستنزع فتيل الحرب؟

ما هو موقف الولايات المتحدة؟

في الفترة الأخيرة تراجعت حدة نبرة ترامب، الذي أعلن عدم سعيه لتغيير النظام في إيران أو شن حرب عليها مبديا استعداده لإجراء محادثات معها، وإن هدفه من العقوبات الاقتصادية هو منع إيران من امتلاك قنبلة نووية، حسب تصريحاته الأخيرة. وذلك على عكس مستشاره للأمن القومي، جون بولتون، الذي يدق طبول الحرب ويدعو ومنذ سنوات إلى تغيير النظام في إيران، وساهم بشكل فعال في التصعيد الأخير، وصرح مؤخرا بأن أي هجوم على المصالح الأمريكية أو حلفائها سيتم الرد عليه بحزم، من دون أن يحدد ما هي تلك المصالح ولا من هم الحلفاء الذين يقصدهم!

وزير الخارجية الأمريكي، مايك بومبيو، الذي يعتبر من صقور الإدارة الأمريكية، هو أيضا لم يعد يدلى بتصريحات نارية ويتطرق إلى شروطه الاثني عشر التي ذكرها سابقا للتفاوض مع إيران، إلا أنه يشترط أن "تتصرف إيران مثل دولة عادية"، وكأنه بذلك يسير على خطى ترامب في تصريحاته، لكن من الناحية العملية الأمر مختلف. ومن هنا فإن ما يقلق المراقبين هو أن ترامب فقط من يحول بين جون بولتون وشن حرب على إيران.

هل ستنجح المساعي الدبلوماسية؟

بعد إرسال الولايات المتحدة حاملة طائرات وقاذفات بي 52 إلى الخليج، بدأت المساعي الدبلوماسية لنزع فتيل الأزمة. فبعد زيارة وزير الخارجية الألماني، سيتوجه رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي إلى طهران بمباركة من ترامب ليقوم بالوساطة بين طهران وواشنطن، وفي هذا الإطار يبذل العراق وسلطنة عمان أيضا مساعيهما.

لكن دون تخفيف العقوبات لن تجلس إيران على طاولة المفاوضات مع الولايات المتحدة. وعلى المدى الطويل، لن تنعم المنطقة بالهدوء ما لم يتم الاتفاق على سياسة أمنية مشتركة تراعي مصالح كل الأطراف ولاسيما السعودية وإيران، القوتين الإقليمتين المتنافستين. وكان وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف قد أعلن في يناير/ كانون الثاني الماضي عن استعداد بلاده لإجراء محادثات مع السعودية.

ماتياس فون هاين/ عارف جابو

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد