1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

تقهقر داعش سبب رئيسي لتراجع الاعتداءات الإرهابية حول العالم

٢٩ يناير ٢٠١٩

عدد أقل بكثير من الناس قضوا بسبب الهجمات والاعتداءات في العالم، وأفادت دراسة حديثة أن عدد الهجمات الإرهابية أيضا انخفض. في حواره مع DW يتحدث خبير شؤون الإرهاب ماثيو هنمان عن الأسباب وراء ذلك.

https://p.dw.com/p/3CJd7
Syrien, Al-Rakka: Soldaten der Syrischen Demokratischen Kräfte (SDF)
صورة من: picture-alliance/AP/A. Waguih

عدد الاعتداءات الإرهابية حول العالم انخفض في عام 2018 بمقدار الثلث المقارنة بعام 2017. وذلك حسب نتيجة الدراسة التي أجريتها والتي كشفت أيضا أن عدد الضحايا المدنيين قد تراجع بمقدار الربع، ما هي أسباب هذا التراجع؟

عدد الاعتداءات ارتفع بقوة في عامي 2016 و 2017، وهذا يعود للعمليات القتالية في مناطق بالعراق وسوريا، لاسيما حول الموصل والرقة. لكن أيضا بسبب القتال في مناطق كان يسيطر عليها تنظيم الدولة الإسلامية "داعش". كما أن المواجهات أدت إلى عدد كبير من الاعتداءات أيضا. في 2018 لم تقع معارك بهذا الحجم حول مناطق سكنية كما حصل في السنوات السابقة. وإن تراجع عدد الاعتداءات في سوريا والعراق ساهم في تراجع عدد الاعتداءات الإرهابية في العالم بأسره. وهذا يعود بالأساس إلى إضعاف تنظيم "داعش".

هل طرأ تغير على نوعية الاعتداءات الإرهابية أيضا؟

غالبية أعمال العنف التي نلاحظها تتأتى من تنظيمات إسلامية، لكننا نلاحظ أيضا تزايد العنف لدى اليمين المتطرف. لكن الأعداد المتوفرة لدينا في أوروبا الغربية وأمريكا لا يمكن مقارنتها مع عنف الجماعات الإسلامية.

ما هي أخطر المجموعات الإرهابية في العالم؟

سيكون خطأ فادحا وتهورا الاعتقاد بأن تنظيم "داعش" قد هُزم. فرغم أن التنظيم فقد الجزء الأكبر من مناطقه، إلا أنه ظل السنة الماضية، بالنظر إلى عدد الضحايا، المنظمة الإرهابية الأعنف في العالم. والتهديد ليس موجودا فقط في العراق وسوريا، بل حتى في أفغانستان وغرب إفريقيا واليمن والصومال وجنوب شرق آسيا. فقط طالبان اقتربت من "داعش" حيث كان عدد ضحاياها عام 2018 ضعف السنة التي  قبلها 2017، لاسيما في صفوف قوى الأمن الأفغانية.

لهذا تحولت أفغانستان السنة الماضية قبل سوريا إلى أخطر بلاد في العالم؟

أكيد. السبب يعود لتضافر عاملين: الأول أن طالبان تنفذ اعتداءات كبيرة ضد قوى الأمن، والثاني أن تنظيم "داعش" ومجموعاته المحلية تنفذ اعتداءات متفرقة وقوية ضد السكان المحليين.

كيف هو الوضع في أوروبا ـ هل انخفض عدد الاعتداءات أم ارتفع؟

سرعة العنف تراجعت كما أن عدد الضحايا تقلص بقوة. حصلت سلسلة من الهجمات الصغيرة من قبل إرهابيين نعتبرهم جناة منفردين، لكن لم تحصل في غربي أوروبا اعتداءات كبيرة مثل السنوات السابقة. وبالرغم من ذلك يبقى مستوى التهديد مرتفعا، لأنه في أوروبا الغربية لا يرتبط الأمر فقط بالعنف الإسلاموي، إذا أن اليمين المتطرف يتقدم لكن الأمر يتعلق بخسائر عادة ما تكون مادية أو اعتداءات يسقط فيها جرحى.

سُجل عالميا تراجع في عدد الاعتداءات، لكن عددها ارتفع في أوكرانيا حيث تم تسجيل غالبية الاعتداءات الإرهابية في العالم. ما هو السبب في ذلك؟

النزاع في أوكرانيا يتميز بالثبات. إذ لا يمكن لنا العمل فقط على أساس الأخبار التي نتلقاها. فإذا استخدم انفصاليون أسلحة صغيرة على الحدود مع شرق أوكرانيا، فإن أوكرانيا تسجل ذلك كاعتداء. وفي أفغانستان أو سوريا لن يحصل هذا النوع من التدوين حول كل تبادل لإطلاق النار. وهذا يعني أن غالبية الاعتداءات المسجلة كانت في أوكرانيا، لأن التسجيل هناك يحصل بدقة كبيرة والعمليات القتالية تحصل في منطقة محددة، وهذا يسهل عملية تسجيلها.

ما هي المتطقى  الأخطر في العالم؟

لو كنت مجبرا على المراهنة بالمال لمعرفة المنطقة التي سيسيطر عليها إسلاميون، لقلت إفريقيا الغربية. فتنظيم "داعش" كبد الجيش النيجيري خسائر كبيرة، والعديد من الجنود هناك انشقوا وفروا من الجيش الذي هو ليس في وضع جيد للدفاع عن مناطق تتعرض لهجمات مستمرة من قبل تنظيم "داعش". ستكون مفاجأة كبيرة بالنسبة لي لو أن التنظيم الإرهابي لم تنجح في إعادة السيطرة على مناطق كبيرة في شمال نيجيريا.

ماذا تعتقد، كيف سيتطور عدد الاعتداءات الإرهابية عالميا؟ هل ستراجع أم سيرتفع من جديد، على ضوء التطورات الحالية في الشرق الأوسط؟

أعتقد أنها ستظل على ما هي عليه، وربما تسجيل ارتفاع طفيف. لقد أمضى تنظيم "داعش" الشهور الاثني عشر الأخيرة في سوريا والعراق في إعادة تنظيم صفوفه لنيل قسط من الراحة من الخسائر المسجلة والاستعداد لانطلاقة جديدة كحركة مقاومة، وليس كحركة إقليمية كما حصل في السابق. وسيبدأ ببطء في زيادة عدد الاعتداءات، لاسيما في شرق سوريا وجنوبها وفي شمال العراق ووسطه. وأنشطة حلفائه في مناطق أخرى ستزداد، إذ ربما ستحصل عمليات قتالية أكثر في إدلب وحملة عسكرية للحكومة السورية وروسيا لاستعادة السيطرة هناك. كما أنه من المرجح أن تشن تركيا هجوما على الأكراد في سوريا. والنزاع في أوكرانيا لن تخف حدته. وفي أفغانستان تتحرك طالبان من موقع قوة.

أجرى المقابلة راحل كلاين

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد