جولة مصورة في متحف التعدين الألماني

متحف التعدين الألماني في بوخوم هو أكبر متحف من هذا النوع في العالم وهو يجتذب أكبر عدد من الزائرين سنويا على مستوى ألمانيا. ولا عجب في ذلك، فالزائر يستمتع في هذا المتحف بإلقاء نظرة على أسرار أعمال التعدين من خلال منجم بعمق 20 مترا تقريبا.

يعتبر متحف التعدين في بوخوم أكثر متاحف ألمانيا جذبا للزوار الذين يقدر عددهم سنويا بحوالي 380 ألف زائر. ويمثل الأجانب حوالي خمسة بالمائة من إجمالي عدد زوار المتحف.

يعد البرج الذي يعلو متحف التعدين الألماني في بوخوم أول الرموز الصناعية لمنطقة الرور. وقام بعمل تصميم البرج المعماري الألماني الشهير فريتس شوب. ويشهد المتحف عمليات توسيع مستمرة منذ افتتاحه في بداية ثلاثينات القرن الماضي. وأخيرا انضمت "الماسة السوداء" للمتحف وهي عبارة عن مبنى داكن اللون يلمع عند سقوط أشعة الشمس عليه.

يستقبل المتحف الزائرين عند المدخل بغرفة تغيير الملابس الخاصة بعمال المناجم. وكان العمال في الماضي يخلعون ملابسهم في هذه الغرفة ويضعوها في سلال خاصة حتى لا تتسخ أثناء العمل ثم يذهبون لغرفة أخرى ويرتدون ملابس العمل المتسخة.

أهم ميزة في هذا المتحف والتي تجعله فريدا من نوعه تقع على عمق يتراوح بين 17 إلى 22 مترا تحت الأرض، وهي عبارة عن نفق يتعرف خلاله الزوار على أسرار العمل في المناجم.

يمثل لون هذه الماكينة الصارخ تناقضا مع طبيعة المكان كالشمس التي تشرق فجأة في مكان مظلم. ويمكن للزوار بالطبع لمس هذه الماكينات التي كانت تستخدم في أعمال الحفر داخل النفق.

يسمح المتحف بتشغيل بعض الماكينات أثناء وجود زائرين ومن بينها ماكينة التفريز هذه التي تدخل في طبقات الفحم وتحدث ضوضاء عالية. وبدأ باستخدام مثل هذه الماكينات منذ مطلع سبعينات القرن الماضي.

مازالت هذه الأعمدة مستخدمة في المناجم حتى اليوم في أعمال التعدين. ووظيفتها الأساسية هي دعم سقف النفق ومنعه من الانهيار

يضم المتحف مجموعة هائلة من المقتنيات يعرضها للزوار في 20 صالة. وتتنوع المقتنيات بين أدوات لها علاقة باستخراج المعادن والمواد الطبيعية المختلفة وكيفية الاستفادة منها. وفي الصورة جزء من معرض" التعدين اليوم".

المقتنيات الفنية لها نصيب أيضا في المتحف مثل هذه الرقعة المزينة بأدوات وتصاميم لها علاقة بأعمال المناجم والتعدين.

من يشعر بالملل من كثرة المعروضات في المتحف يمكنه استخدام المصعد والاستمتاع ببعض الهواء المنعش من فوق برج المتحف. ومن ارتفاع 62 مترا فوق البرج يستطيع الزائر إلقاء نظرة على منطقة الرور ومشاهدة مدينة بوخوم الملقبة بـ"لؤلؤة الوطن".