1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

تهديدات ضد مساجد في ألمانيا- الدولة مطالبة بحماية المسلمين

٢٤ يوليو ٢٠١٩

تسببت سلسلة تهديدات بشن اعتداءات بقنابل على مساجد عديدة في ألمانيا في حدوث قلق لدى المسلمين في جميع أنحاء البلاد. ويلجأ ممثلو الجمعيات الإسلامية الآن إلى السلطات الألمانية، وهم لا يشعرون بالحماية الكافية من قبل الدولة.

https://p.dw.com/p/3Mf3k
Bombendrohung gegen Ditib-Moschee in Duisburg
صورة من: picture-alliance/dpa/F. Gambarini

لقد بلغ السيل الزبى بالنسبة لنورهان سويكان. فبعد تهديدات، في شهر يوليو/ تموز وحده، بشن هجمات بالقنابل على مساجد في إيزرلون، وفيلنغن-شفنينغن وميونيخ، وكذلك على المسجد المركزي في كولونيا، التابع للاتحاد الإسلامي التركي "ديتيب" (DITIB)، أكبر مجمع إسلامي به مسجد في ألمانيا، جاءت في الأيام القليلة الماضية تهديدات أخرى ضد مساجد في دويسبورغ ومانهايم وماينز.

نورهان سويكان محامية عمرها 49 عاما، وهي المتحدثة باسم المجلس التنسيقي للمسلمين في ألمانيا "KRM"، الذي تأسس عام 2007، ليكون منصة العمل لأكبر أربع منظمات إسلامية في ألمانيا. أعضاؤه هم المجلس المركزي للمسلمين في ألمانيا (ZMD)، والاتحاد الإسلامي التركي للشؤون الدينية (DITIB)، والمجلس الإسلامي لجمهورية ألمانيا الاتحادية (IR) ورابطة المراكز الثقافية الإسلامية (VIKZ).

بالنسبة لسويكان، فإن التهديدات المتجددة هي سبب كافٍ لمخاطبة السلطات الألمانية من خلال نداء عاجل: "المسلمون غير آمنين إلى حد بعيد والدولة يجب عليها اتخاذ تدابير لبناء الثقة"، حسبما صرحت أمس الثلاثاء (23 يوليو/ تموز) في كولونيا. مضيفة أن المسؤولية ببساطة تقع على عاتق الجمهورية الاتحادية من أجل أن يتمكن جميع الناس من ممارسة شعائر دينهم دون خوف أو تهديد بتعرضهم لعنف، "تعايشُنا في خطر، وبالتالي ديمقراطيتُنا. وهذا أمر غير مقبول"، تتابع نورهان سويكان.

كلمات سويكان تتماهى مع ما يقوله أيمن مزيك، رئيس المجلس المركزي للمسلمين في ألمانيا، الذي كتب على موقع تويتر متحدثا عن تلك التهديدات "إن صمت السياسة والمجتمع في تزايد وبذلك يقوي معاداة الديمقراطية و(يقوي) المتطرفين".

أيمن مزيك المولود في آخن عمره الآن 50 عامًا وقال في مقابلة مع دويتشه فيله (DW) لم يخفِ قلقه بشأن العنف ضد المسلمين. وبالنسبة له، فمن الواضح أن "رهاب الإسلام أو المشاعر المعادية للمسلمين قد ازدادت بشكل كبير". ويضيف مزيك: "نشتكي كل أسبوع تقريبًا من هجمات على المساجد أو حتى تدنيسها". كما أن المسلمين "يتعرضون لهجمات بشكل متزايد".

ويوضح رئيس المجلس المركزي للمسلمين في ألمانيا أنه "منذ عام 2017 ، العام الذي بدأ فيه للمرة الأولى احصاء الاعتداءات، ذات الطابع المعادي للمسلمين، سواء على المسلمين أو المنشآت الإسلامية، أصبحت الهجمات التي تسببت في أضرار جسدية للناس أكبر".

"لقد أصبحت نوعية الاعتداءات أكثر حدة والأرقام التي لم يتم التعامل معها أكبر بكثير، لأن الشرطة والقضاء لم يتم استثارة حساسيتهما وتدريبهما حتى الآن بشأن هذا الموضوع". بالإضافة إلى ذلك: لم يقدم كثير من المسلمين أي شكاوى.

تحفظات تجاه المسلمين

هناك أرقام رسمية تدعم أطروحات مزيك. فوفقًا لوزارة الداخلية الاتحادية، تم في عام 2017 تسجيل 1075 جريمة تم تصنيفها على أنها معادية للإسلام. منها 239 جريمة هجوم على مساجد فقط. وعلى الرغم من أن الأرقام النهائية لوزارة الداخلية الاتحادية لعام 2018 لم تتوفر بعد؛ إلا أنه كان هناك استفسار صغير من حزب اليسار، وأظهرت الأرقام الأولية أن عدد الجرحى زاد في عام 2018، فقد أصيب 40 شخصًا في هجمات معادية للمسلمين حتى سبتمبر/ أيلول. بينما في نفس الفترة من عام 2017، كان هناك 27 جريحا فقط، وبلغ العدد في العام كله 32 جريحا.

Symbolbild | "Antimuslimischen Rassismus"
كثير من المسلمين في ألمانيا يشعرون منذ فترة أنهم مهددون، وكانت هناك فعاليات كثيرة في عام 2016 تضمنت مسيرات ضد العنصريةصورة من: imago images/M. Heine

وتُظهر ما تسمى بـ"دراسة الوسط" لمؤسسة فريدريش إيبرت، إلى أي مدى تنتشر التحفظات في المجتمع تجاه المسلمين. فمنذ عام 2006، تقوم المؤسسة كل عامين بتقديم دراسة عن مدى انتشار المواقف المتطرفة اليمينية في ألمانيا. ومن بين أمور أخرى، يقارن الباحثون في تلك الدراسة التحيزات ضد فئات سكانية مختلفة، والنتيجة: واحد تقريبًا من بين كل خمسة من المستطلعة آراؤهم تحدث منتقصا من قدر المسلمين.

لا حماية دائمة للشرطة

بالنظر إلى هذه الأرقام، لم يكن من المفاجئ أن تكون بعض جمعيات المساجد قد بدأت بالفعل منذ عدة سنوات في إعداد نفسها لمواجهة التهديدات من خلال حلقات دراسية، كما قال مزيك قبل بضعة أشهر. وقد أدخلت عمليات تفتيش أمني في الجمعيات، كما تحسنت استجابة الشرطة، وتمت التوعية بشأن إدراك المشاكل لمنع الجمعيات من تجاهل الجرائم.

Deutschland Sehitlik-Moschee in Berlin-Neukölln
سيارة الشرطة تقف أمام مسجد "الشهادة" في برلين لحماية المصلين. منظر يبقى استثنائيا في ألمانيا صورة من: DW/C. Strack

ورغم كل الحرص هناك شيء واحد واضح: لا يوجد حاليا أي حماية شرطية دائمة للمساجد. وقال أكبر رأس في الشرطة، وزير الداخلية الاتحادي هورست زيهوفر، حول هذا الأمر باقتضاب "حتى المؤسسات الدينية يمكن أن تكون أهدافًا للإرهابيين، وعندما يكون هناك دليل على وجود خطر، فسيتم تعزيز الحماية".

ومع ذلك، فإن نورهان سويكان، المتحدثة باسم المجلس التنسيقي للمسلمين في ألمانيا "KRM"، لم تعد تكفيها هذه التصريحات في ضوء التهديدات الأخيرة بالهجوم بقنابل: "لقد تم التقليل من خطورة التهديد الحالي ولم يتم تلبية دعواتنا لمزيد من الحماية للمساجد". ورغم أن التهديدات بشن هجمات بالقنابل لم تتحقق، لحسن الحظ، إلا أن المسلمين، في ظل الظروف الحالية، بعيدون جدا عن الذهاب إلى المسجد؛ دون أن تكون لديهم مخاوف.

دانيل هاينريش/ ص.ش

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد

المزيد من الموضوعات