1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

230810 Pakistan Wirtschaft

٢٤ أغسطس ٢٠١٠

رغم تضافر الجهود الدولية لمساعدة باكستان لمواجهة كارثة الفيضانات فإن اقتصاد هذا البلد لاسيما في قطاعي الزراعة والنسيج معرّض لأزمة طويلة الأمد ما دفع برلين إلى دعوة أوروبا إلى فتح أسواقها أمام المنتجات الباكستانية.

https://p.dw.com/p/Ouvw
المياه جرفت كل شئ فيما يخشى الخبراء من انهيار الاقتصاد الباكستاني أمام حجم الكارثةصورة من: AP

اعترفت الحكومة الباكستانية بأن الدمار الذي سببته الفيضانات سيجعل من المحال تحقيق نمو اقتصادي كان متوقعا بمعدل 4.5% خلال السنة المالية الحالية، بل يتوقع أن تتجاوز نسبة العجز المالي نسبة 8 %من إجمالي الدخل القومي. تداعيات الفيضانات الاقتصادية والاجتماعية أججت مشكلات الفساد والإرهاب كمعضلات كبرى تعاني منها باكستان.

تأثر الزراعة والنسيج عصب الاقتصاد

وتشكل الزراعة نسبة 20 % من إجمالي الدخل القومي في باكستان، وحسب تقديرات البك الدولي فإن أضرارا قيمتها مليار دولار لحقت بهذا القطاع، وما زال الرقم مرشح للتصاعد. الرئيس الباكستاني آصف علي زرداري أوضح أن تزويد ملايين الفلاحين المتضررين بالطعام والأسمدة والبذور والمعدات الأخرى سيستغرق سنتين، فيما يخشى الخبراء أن يستغرق ذلك وقتا أطول.

Superteaser NO FLASH Pakistan Überschwemmung Flutkatastrophe Flüchtlinge Insel
تحاصرهم المياه والسماء غطاؤهمصورة من: AP

من جانبه أعلن البنك الدولي أنه لن يتمكن من تقدير حجم الدمار الكلي الذي خلفته الفيضانات في قطاع الزراعة فبل منتصف أيلول/ سبتمبر المقبل بعد أن تنحسر المياه. فيما يذهب الاقتصادي الباكستاني شهيد حسن صديقي إلى أن قيمة الأضرار تبلغ تريليون روبية باكستانية، أي ما يعادل 13.5 مليار دولار مسلطا الضوء على مرحلة ما بعد الفاجعة. ويرى الخبير الباكستاني "أن هناك مسارين ينبغي متابعتهما بعد عمليات الإغاثة الفورية، إعادة التأهيل، وإعادة البناء. سيلزمنا مبلغ يصل إلى 700 مليار روبية خلال ثلاثة أعوام، وإذا أرادت باكستان تفادي المزيد من المشكلات فعليها أن ترفض أي نوع من القروض، لأن مجمل الديون العالمية الجارية بلغت مستوى يصعب معه سدادها".

وكانت باكستان قد خططت لتصدير بضائع تبلغ قيمتها 21 مليار دولار، تشكل المنسوجات والمحاصيل الزراعية ثلاثة أرباعها. لكن الفيضانات ألحقت أضرارا فادحة بقطاعي الزراعة والنسيج، حيث دمر نحو 20 % من محصول القطن، فيما لحقت أضرار جسيمة بمحاصيل الرز وقصب السكر والذرة.

الديون تفاقم مشاكل الاقتصاد الباكستاني

Flash-Galerie Pakistan Überschwemmung
صعوبة ايصال المساعدات الى المتضررين بسسب حجم الكارثة.صورة من: AP

لكن يبدو أن باكستان لن تستطيع تجاوز الأزمة دون قروض جديدة، فالبنك الدولي قد أعلن انه سيقدم لها قرضا بقيمة 900 مليون دولار، فيما يحاول بنك التنمية الآسيوي ان ينهي تفاصيل قرض بقيمة ملياري دولار للبلد المنكوب، فيما يسعى صندوق النقد الدولي في واشنطن إلى إعادة جدولة برنامج إقراض متعدد المراحل يبلغ 10 مليارات دولار وبدأ العمل به عام 2008. وستوظف هذه القروض في إعادة الاعمار وتجهيز البنية التحتية في المناطق التي ضربتها الفيضانات ولإنعاش الاقتصاد الوطني.

الخسائر الشخصية والآلام الجسدية والصعوبات الاقتصادية بالتزامن مع قرارات خاطئة ومعدلات تضخم متفاقمة ونقص حاد في الغذاء، كل ذلك قد يؤدي كما يرى بعض الخبراء الى اندلاع احتجاجات شعبية واسعة. الخبير الاقتصادي شهيد حسين صدّيقي حذر من "أن المجتمع الدولي لا يمكن ان يتنبأ بما سيحدث، لكن تعاسة الضحايا وأحزانهم يمكن ان تنقلب لاحقا إلى كراهية وغضب، ويمكن ان تأخذ الاحتجاجات شكلا أكثر هجومية".

وتسعى مؤسسات التمويل الدولية والمانحة جاهدة للتخفيف من التأثير السلبي للفيضانات في باكستان على الشعب والاقتصاد. إسلام آباد بدورها تقول أنها تفعل كل ما بوسعها، رغم الانتقادات التي تصف هذه الجهود بالمتعثرة. و على كل حال، فإن باكستان لن تتعافى من هذه الكارثة الطبيعية قبل مرور أعوام طويلة.

الكاتب: مقبول مالك / ملهم الملائكة

مراجعة: حسن زنيند

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد