1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

تركيا واليونان.. حرائق غابات مستعرة تخرج عن السيطرة

٥ أغسطس ٢٠٢١

تكافح تركيا واليونان اللتان ضربتهما موجة حر استثنائية، سلسلة حرائق غير مسبوقة تسببت في عدد من الضحايا وإجلاء مئات القرويين الذين هددتهم النيران. حكومتا الدولتين تعرضتا لانتقادات شديدة على خلفية إدارتهما لملف الحرائق.

https://p.dw.com/p/3yc51
تركيا واليونان تواجهان حرائق غابات تخرج عن السيطرة ، الصورة من حرائق تركيا.
تركيا واليونان تواجهان حرائق غابات تخرج عن السيطرة صورة من: DHA

على وقع إنذارات الإخلاء اليوم الخميس (الخامس من آب/ أغسطس 2021)، كان السكان يكدسون المقتنيات القليلة التي تمكنوا من أخذها من منازلهم على متن زوارق سريعة لحرس السواحل في مرفأ أورين في جنوب تركيا.

وقرب محطة ميلاس الحرارية لتوليد الكهرباء والمليئة بآلاف الأطنان من الفحم، يسود قلق، إذ إنها مهددة بنيران أشعلتها الرياح. وأكدت السلطات المحلية أن مخازن الهيدروجين المستخدمة لتبريد المحطة التي تعمل بالفيول والفحم، أفرغت ومُلئت بالمياه احترازا. لكن المسؤول المحلي عثمان غورون قال للصحافيين "ثمة احتمال في انتشار الحريق ليطال الآلاف من أطنان الفحم الموجودة" داخل المحطة.

بيد أن بعض القرويين رفضوا مغادرة المنطقة. وقال خلوصي كينيتش الذي يبلغ (79 عاما) في ميناء أورين "إلى أين نذهب في عمرنا هذا؟". وأضاف "نحن نعيش هنا. هذه ديارنا. وكملاذ أخير، كان بإمكاننا أن نلقي بأنفسنا في المياه (في حال وقوع انفجار) لكن الحمد لله أن هذا لم يحدث".

وأظهرت معاينة أولية أن الحريق الذي اقترب من محطة الكهرباء خلال الليل، لم يتسبب في "أضرار جسيمة للوحدات الرئيسية" بحسب مكتب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.

مهد الألعاب الأولمبية مهدد

ومن الجهة الأخرى لبحر إيجه، تواجه اليونان أيضا حرائق يربطها الخبراء بالاحترار المناخي فيما تتراوح درجات الحرارة بين 40 و45 درجة مئوية. وقال رئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس من بلدة أوليمبيا القديمة "إذا كان البعض ما زال يتساءل عما إذا كان تغير المناخ حقيقة، فليأتوا ويروا شدة هذه الظاهرة هنا".

كذلك، أرسلت العديد من الفرق إلى منطقة قرب قرية أوليمبيا القديمة، بهدف حماية الموقع الأثري حيث أقيمت الألعاب الأولمبية الأولى في العصور القديمة، في غرب شبه جزيرة بيلوبونيز. وتم إخلاء قرية أوليمبيا القديمة التي عادة ما تكون مزدحمة بالسياح في هذا الوقت من العام، بالإضافة إلى ست مدن أخرى مجاورة أخليت من سكانها في اليوم السابق.

وقال نائب وزير الحماية المدنية اليوناني نيكوس هاردالياس مساء أمس "نبذل جهودا جبارة على جبهات عدة". فعلى مداخل أثينا، استعر الخميس حريق كاد أن يسيطر عليه الإطفائيون الأربعاء، بعدما أججته الرياح، وانتشرت سحب من الدخان الكثيف فوق العاصمة اليونانية. وصدر أمر بإجراء تحقيق لمعرفة سبب الحريق.

وفي جزيرة إيفيا، الواقعة على مسافة 200 كيلومتر شرق أثينا التي كانت مسرحا لحريق شديد وخارج عن السيطرة، أتى على منطقة جبلية مليئة بالأشجار، جفت بفعل الحرارة. وعلى مسافة 200 كيلومتر شرق أثينا، اندلع حريق آخر خارج عن السيطرة منذ الثلاثاء في جزيرة إيفيا فيما أحاطت النيران بالعديد من القرى ودير بعد إخلاء سكانهما.

وقال ايوانيس اسلانيس لوكالة فرانس برس "غادرت مع اولادي وزوجتي واحفادي وأنقذت بقدر ما استطعت. لكنها كارثة، كل شيء احترق في القرية". وأضاف كونستانتينوس كونستانتينيديس "إنها لحظة حزينة جدا. لكن لحسن الحظ الجميع بخير".

حوالي 300 حريق في تركيا واليونان

وقتل ثمانية أشخاص ونقل العشرات إلى المستشفى في جنوب تركيا، في المقابل سجّلت فقط إصابات طفيفة في اليونان. واشتعلت أكثر من 110 حرائق غابات في اليونان خلال الـ 24ساعة الماضية و180 حريقا في تركيا منذ نهاية تموز/يوليو.

ووفقا لمرصد كوبرنيكوس التابع للاتحاد الأوروبي، فإن شهر تموز/يوليو 2021 هو ثاني أكثر الأشهر حرا على الإطلاق في أوروبا. وقال نائب وزير الحماية المدنية نيكوس هاردالياس "لم نعد نتحدث عن تغير المناخ بل عن تهديد مناخي (...) نحن في مرحلة اضطراب مناخي مطلق".

وصرح وزير الزراعة التركي بكر باكديميرلي "نحن نشن حربا. يجب أن تبقى معنوياتنا عالية. أحض الجميع على التحلي بالصبر".

رغم كل الجهود والمساعدات القادمة من دول أخرى، خرجت حرائق تركيا واليونان عن السيطرة.
رغم كل الجهود والمساعدات القادمة من دول أخرى، خرجت حرائق تركيا واليونان عن السيطرة.صورة من: Vasilis Rebapis/ANE Edition/imago images

انتقادات حادة لسلطات الدولتين

وفي البلدين، تواجه السلطات انتقادات كثيرة حول إدارتها للأزمة والنقص في طائرات مكافحة الحرائق. وقال يورغوس تسابورنيوتيس رئيس بلدية ليمني في جزيرة إيفيا "نطلب من السلطات تعزيز القوات الجوية والبرية حتى لا يكون هناك تهديد على السكان".

وفي تركيا، تأخذ المعارضة على الرئيس التركي رجب طيب أردوغان فشله في المحافظة على صيانة قاذفات المياه التي تملكها البلاد والتأخر في قبول المساعدة الدولية.

من جانبه اتهم أردوغان المعارضة بالسعي لتحقيق منفعة سياسية من الوضع، في حين تتأثر دول الجوار مثل اليونان أيضا بالحرائق. وقال إن "حرائق الغابات تشكل تهديدًا دوليا مثل جائحة كوفيد... مثل أي مكان في العالم، حدثت زيادة حادة في حرائق الغابات في بلادنا. يجب ألا يكون هناك مجال للسياسة في هذه القضية".

 

ف.ي/ أ.ح (أ ف ب)