1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

بلدة بافارية تجسد آلام المسيح تخليدا لضحايا الطاعون

٢٥ مارس ٢٠١٠

كل عشر سنوات تتحول بلدة وبرامرجاو البافارية إلى خشبة مسرح مفتوح يؤدي عليها غالبية السكان مسرحية تجسد آلام السيد المسيح، هذا التقليد يعود إلى نذر قديم ألتزم به أبناء المنطقة إذا حل عنهم مرض الطاعون الفتاك.

https://p.dw.com/p/MaLb
صورة من: Passionsspiele GmbH

يلاحظ زائرو بلدة أوبرامرجاو في منطقة الألب بولاية بافاريا الألمانية أن كثيرا من الرجال يطيلون لحاهم وشعر رؤوسهم. ولا يرجع ذلك إلى الشتاء القارس في المنطقة، بل تلبية لأوامر مجلس المدينة التي تطالب السكان بإطلاق لحاهم.

يلاحظ الضيوف الذين يزورون بلدة أوبرامرجاو الواقعة بمنطقة الألب بولاية بافاريا الألمانية على الفور أن الكثير من الرجال يطيلون لحاهم وشعر رؤوسهم في هذا الوقت بالذات. وليس السبب في ذلك فصل الشتاء الطويل البارد بمنطقة الألب بل يرجع ذلك إلى أنه يأتي تلبية لأوامر مجلس المدينة والتي تقول : "اعتبارا من أربعاء الرماد ( 17 شباط/فبراير ) نطلب منكم أن تتركوا شعر رؤوسكم ينمو، وبالنسبة للرجال ينطبق هذا الأمر على اللحى أيضا ". إلا أن هذا الأمر لا ينطبق على جميع السكان وإنما على الأشخاص الذين سيؤدون أدوارا في المسرحية الشهيرة التي ستعرض بالبلدة هذا الشهر وتصور آلام السيد المسيح، ويشكل هؤلاء بطبيعة الحال غالبية سكان البلدة.

غالبية سكان البلدة يشاركون في المسرحية

Premiere Die Pest Ensemble
صورة من: Passionsspiele GmbH

وتصبح بلدة أوبرامرجاو السياحية بطبيعتها منطقة جذب أكثر للسياح بسبب عرض مسرحية آلام المسيح، فيها وهي تمثل القصة التي وردت في الإنجيل عن الأيام الأخيرة ليسوع المسيح على الأرض وصلبه وقيامته. ويؤدي نحو 2500 شخص من سكان البلدة الذين يبلغ عددهم 5300 نسمة أدوارا متفرقة في المسرحية سواء الأدوار الرئيسية ليسوع أو مريم العذراء أو بونطيوس بيلات (الحاكم الروماني الذي رأس المحاكمة التي عقدت ليسوع وأصدر أمرا بصلبه) أو الحواريين والقساوسة والجنود الرومان أو مجرد سكان مدينة القدس. كما يشارك في تمثيل المسرحية حوالي 500 طفل بالإضافة إلى مشاركة 120 رجلا وسيدة في الغناء في الكورس، كما يعزف ستون شخصا في فرقة موسيقى الأوركسترا.

نذر قديم للخلاص من الطاعون

Flash-Galerie Oberammergau Passionsspiele Bild 13
بعض سكان البلدة الذي يشاركون في مسرحية هذا العامصورة من: DW

ويرجع تاريخ المسرحية إلى نحو أربعمائة عام وتحديدا إلى فترة حرب الثلاثين عاما ( 1618 ـ­ 1648) عندما اجتاح وباء الطاعون منطقة أمرجاور بالألب الألمانية وأسفر عن وفاة العديد من السكان، وفي عام 1633 تجمعت مجموعة من المواطنين ونذروا أن تؤدي البلدة مسرحية آلام المسيح كل عشرة أعوام إذا انتهى الوباء بسرعة. وتوقف الوباء عن حصد مزيد من الأرواح وفقا للروايات المحلية، وبعد ذلك بعام أوفى أهل القرية بنذرهم. وتم عرض المسرحية في منطقة مقابر البلدة وفوق " قبور ضحايا الطاعون "،كما يقول فريدريك مايت الذي يبلغ من العمر ثلاثين عاما والذي سيقوم هذا العام بأداء دور المسيح، وكان قد قام منذ عشر سنوات بأداء دور الحواري يوحنا. وتقضي اللوائح المحلية بأن يؤدي دور يسوع الأشخاص الذين ولدوا في بلدة أوبرامرجاو فقط أو الذين عاشوا فيها لمدة عشرين عاما على الأقل.

(ه.إ/د.ب.أ/إيه.بي.دي)

مراجعة: عبده المخلافي

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد