1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

انقسام المصريين حول مفاوضات سليمان مع المعارضة

٦ فبراير ٢٠١١

بدا الشارع المصري منقسما على نفسه حول المفاوضات التي يجريها نائب الرئيس المصري عمر سليمان مع عدد من قادة المعارضة المصرية. دويتشه فيله جالت في شوارع العاصمة المصرية وسألت بعض المواطنين عن رأيهم في هذه المفاوضات.

https://p.dw.com/p/10BkI
هل تسفر مفاوضات الحكومة والمعارضة عن حل يرضي الشباب؟صورة من: dapd

يبدي كريم، وهو طالب بالثانوية العامة، استغرابه من هذه المفاوضات لأنها تدور بين "ممثلي السلطة والمعارضة الرسمية، وهما طرفان ليس لهما وجود حقيقي في الشارع". ويضيف كريم، في حوار مع دويتشه فيله، بأن "الوجود الحقيقي في الشارع المصري هو للشباب الذي صنع هذه الثورة". وبرأي كريم فإن هذه المفاوضات هي محاولة من كلا الطرفين، أي "النظام المصري" من جهة أو ما يطلق عليها بـ "المعارضة" من جهة أخرى، "ليكونا في الصورة ويركبان الموجة".

إلا أن هذه المحاولات لن تنجح برأي كريم. فالنظام المصري "يموت، بينما ماتت المعارضة منذ زمن طويل، ولذلك لا يحق لهما التفاوض معا لأنهما كائنات غير حقيقية"، والكلام لطالب الثانوية العامة. لكن لأخيه إسلام، الطالب بكلية الهندسة، رأيا آخر. فهو يعتقد بأن الحوار والتفاوض أساليب هامة وحضارية خاصة في مثل هذه الأزمة التي تمر بها البلاد. ويرى إسلام أن نائب الرئيس المصري عمر سليمان "شخصية ذات مصداقية واحترام"، مشيرا إلى أنه، ومن خلال طريقته في الحديث عن الحوار في التلفزيون المصري "اكتسب ثقة الكثيرين. كما أن هناك رموزا في المعارضة المصرية يحظون بالقبول أيضا"، حسب قوله.

المظاهرات ورقة الضغط الأساسية على النظام

Ägypten Proteste Chaos Flash-Galerie
المحتجون يصرون على رحيل مبارك شرطاً لمغادرة ميدان التحرير وانهاء احتجاجهمصورة من: dapd

ويؤكد الطالب الجامعي المصري في حوار مع دويتشه فيله أن الحوار بين الأطراف المعنية مهم جدا "حتى لا تهدأ وتنام الأمور"، حسب كلامه. ويلاحظ إسلام بأن "وتيرة الاحتجاجات بدأت في التناقص". والتفاوض "يلعب على المكتسبات التي حققها الشباب في ثورتهم، خاصة أن هناك عناصر شبابية بدأت أيضا حوارا مع نائب الرئيس للوصول إلى هدفها الأول وهو تنحي الرئيس حسني مبارك".

وبدوره يرى عادل، وهو طبيب أسنان، بأن "المفاوضات خطوة جيدة ولكنها ينبغي أن تحدد بإطار زمني حتى لا يستغلها النظام لكسب الوقت فقط ، مشيرا إلى أن الثقة منعدمة بين كافة الأطراف في مصر. ويضيف عادل لدويتشه فيله بأن "الخطوات العملية على الأرض وتحديد أطر زمنية يمثلان الخيوط الحقيقية الفاصلة في هذه الأزمة". إلا أن إجراء المفاوضات يجب أن يتزامن مع استمرار الاحتجاجات، إذ "على المتظاهرين مواصلة الطريق في ميدان التحرير لأنهم ورقة الضغط الأساسية على السلطة في هذه المفاوضات".

"من يرفض الحوار يجر البلد إلى الهاوية"

من جانبها ترى فاطمة، وهي ربة منزل، أن المفاوضات خطوة رائعة من جانب العقلاء لكي يجلسوا ويتحاوروا ويحاولوا إعادة الأمور إلى نصابها. وتتهم فاطمة، في حوار مع دويتشه فيله، الشباب الرافض لهذه المفاوضات بـ"أنهم صغار لا يتحلون بالحكمة ويريدون جر البلاد إلى الهاوية". وتضيف فاطمة لدويتشه فيله بأن "الوقت الآن للكبار وكفاية أصوات الشباب الطائش اللي حيخرب (سيخرب) بيوتنا ويعطل حياتنا".

ويشاركها الرأي سيد، الذي يمتلك ورشة نجارة. ويضيف سيد لدويتشه فيله بأن "النظام يمد يده للشباب والمعارضة ولابد للآخرين أن يقبلوا هذه البادرة لتعديل الدستور وإصلاح الأمور وحتى نرى بالفعل المزيد من التطورات الايجابية لبلادنا".

"الشباب غيروا وجه مصر"

Ägypten Proteste
بدء التفاوض بين الحكومة والمعارضة لم يؤثر على حشود المحتجين الذين تدفقوا على ميدان التحريرصورة من: dapd

وإذا كان سيد وفاطمة يدعوان المجموعات الشبابية إلى قبول عرض الحكومة في الدخول في مفاوضات فإن محمود، وهو يعمل في جمع القمامة، يرى أن هذه "المفاوضات جاءت رغما عن الحكومة والمعارضة على السواء". ويضيف محمود لدويتشه فيله بأن "الشباب نجحوا في تغيير وجه مصر، لذا على الجميع أن يتفاوضوا، رغما عنهم، لمستقبل أفضل للبلاد". ويشدد محمود على أن "هؤلاء الشباب لم يتركوا فرصه لهؤلاء لممارسة المزيد من الاستعباط. لأن الوقت هو وقت الجد وآن آوان الحوار والتفاوض لتحقيق مزيد من المكاسب".

إلا أن الرسامة التشكيلية حنان تصف المفاوضات بأنها "عملية ضحك على الذقون" سواء من قبل النظام أو من قبل المعارضة، فكلا الطرفين في "موقف لا يحسدان عليه". وتتساءل الفنانة المصرية عن "الضمانات التي يوفرها هذا الحوار للشباب الرائع و للشارع المصري الذي حقق هذه الانجازات"!.

نيللي عزت ـ القاهرة

مراجعة: أحمد حسو

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد