1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

الهاجس الأمني في القدس وشعور بانسداد الآفاق

تانيا كريمر/ م.أ.م٦ مايو ٢٠١٦

أعمال العنف متواصلة منذ أكثر من ستة أشهر في إسرائيل والأراضي الفلسطينية. وقد سُجل بعض الهدوء في الأسابيع الأخيرة، غير أنه لاأفق أمام حل سياسي. تانيا كريمر بعثت بالتقرير التالي من القدس:

https://p.dw.com/p/1Ihaf
Israel Palästina Felsendom
صورة من: DW/T. Krämer

محل إصلاح السيارات مليء عن آخره بالدواليب والإطارات ومختلف أدوات العمل، وفي وسطه يجلس أبو فؤاد يترقب الزبائن. مصلح السيارات الفلسطيني يقول:"حاليا حركة العمل متعثرة". فمنذ تفجر موجة العنف قبل أكثر من ستة أشهر، لا أثر للزبائن الإسرائيليين. محل إصلاح السيارات لأبي فؤاد يقع في الجزء العربي الشرقي للمدينة. "الإسرائيليون لا يخافون مني، بل يخافون من الوضع المتوتر، وأولئك الذين مازالوا يترددون علي يعرفوني منذ 10 أو 15 سنة"، يقول أبو فؤاد الذي يدير المحل الواقع في شرق القدس بحي وادي جوز. تلك المنطقة الصناعية الصغيرة تبعد ببضع مترات عن المدينة القديمة، وهي معروفة بمحلاتها المتعددة لإصلاح السيارات وبمتاجر قطع الغيار ومحطات الغسيل. الإسرائيليون المتوافدون سابقا على الشطر الشرقي للقدس كانوا يذهبون عادة إلى تلك المنطقة لإصلاح سياراتهم أو غسلها. ويقول أبو فؤاد "أسعارنا مناسبة جدا مقارنة مع منطقة القدس الغربية".

Abu Fuad Der Automechaniker Abu Fuad macht sich Sorgen um die Zukunft
إصلاح السيارات - الفلسطيني أبو فؤاد في القدس الشرقيةصورة من: DW/T.Kraemer

انعدام الآفاق السياسية

ليست الهواجس التجارية وحدها هي التي تشغل بال أبي فؤاد البالغ من العمر 50 عاما وهو رب عائلة. "هناك شعور بانسداد الأفاق أكثر فأكثر، ولذلك نشهد حاليا هذا التفجر للأوضاع"، يقول أبو فؤاد عن العنف الذي أودى في الأسابيع الستة الماضية بحياة 29 إسرائيليا و 4 أجانب. وعلى الجانب الفلسطيني قُتل 180 فلسطينيا، بينهم مهاجمون مشتبه بهم وكذلك مدنيون ومتظاهرون. ويقول أبو فؤاد الذي لديه 5 أطفال:"كانت هناك في البداية المشاكل بشأن المسجد الأقصى. وأعتقد أن هناك تصعيدا في الأحداث. 50 عاما من الاحتلال أرهقت الناس هنا". ويؤكد أبو فؤاد أن الفلسطينيين يشعرون بأنهم بدون حقوق، ولا وجود لآفاق تشير إلى احتمال تغيير الأوضاع، وخلال حديثه ينظر إلى دراجته التي تعمل بالكهرباء ويتحرك بها في القدس الشرقية، لأنه لا يحق له سياقة السيارة في القدس. أبو فؤاد متزوج فعلا في القدس الشرقية، لكنه ينحدر أصلا من الضفة الغربية. ولذلك ترفض السلطات الإسرائيلية منذ سنوات تعديل رخصة سياقته. ويمزح أبو فؤاد قائلا: "الشيء الوحيد الذي سأحصل عليه من الإسرائيليين هو شهادة وفاتي". هكذا يستمر أبو فؤاد في دعابته حتى في الأوقات الصعبة.

بعيدا ببعض الأمتار نجد مطيع و إيال معبري وهما يتأهبان لوقت الظهيرة. الأب وابنه يملكان مطعما للوجبات السريعة بشارع حنفيم القريب من الحدود الافتراضية مع القدس الشرقية. الابن إيال يقول:"لقد هدأ الوضع بعض الشيء فيما يتعلق بالهجمات"، ويضع كويرات الفلافل في الزيت الساخن، ويضيف:"الناس لا يرغبون في البقاء في الخارج". وغالبية الزبائن تأتي من المكاتب المجاورة أو هم سياح مثل كيني فايس من نيويورك. هذا الأمريكي يعلن بصراحة:"أنا لست خائفا، أنا من نيويورك وهناك تحصل هجمات أكثر بالسكاكين".

لكن هناك آخرون بنظرة أقل تفاؤلا مثل أفي الذي يسكن في شارع حنفيم ويقول:"إنهم مقدسيون شرقيون يحمل بعضهم هويات إسرائيلية يشعرون بالكراهية ويهاجموننا". ويفيد بأنه يتفادى حاليا الذهاب إلى المدينة القديمة بالقدس ولا يشتري عند العرب، ويقول :"كلا الطرفين مسئولان عن هذا الوضع، لكن لا أرى حاليا أي توجه نحو التغيير".

Tania Krämer DW
المراسلة تانيا كريمر من القدسصورة من: DW

شكوك حول مبادرة السلام الفرنسية

وحتى مبادرة السلام الفرنسية الأخيرة ينظر إليها كثير من الإسرائيليين والفلسطينيين بعين الريبة. ففي الـ 30 من مايو الجاري تعتزم الحكومة الفرنسية عقد قمة بين وزراء خارجية العديد من البلدان بدون ممثلين إسرائيليين وفلسطينيين للتحضير "لمؤتمر سلام" في الصيف. والهدف هو تحفيز الطرفين على استئناف المحادثات. القيادة الفلسطينية في رام الله رحبت بالمشروع الذي رفضته إسرائيل.

داخل مطعم الوجبات السريعة في القدس الغربية من المستبعد أن تغير مبادرة سياسية جديدة شيئا جذريا في الوضع. صاحب المحل مطيع معبري يقول:"لا أريد في الحقيقة التحدث عن السياسة. ولكن الأمور ستطول وستستغرق سنوات قبل أن يتغير هنا شيء ما". وهذا ما يخشاه أيضا أبو فؤاد في حي وادي جوز الذي قال:"كانت هناك مبادرة فرنسية وأخرى أمريكية وحتى عربية ـ لكن في النهاية كل ذلك خوض في كلام فارغ". أما جاره سيد أبو نشمة الذي يملك محلا صغيرا لقطع الغيار فيشير إلى الأحداث على أرض الواقع ويلاحظ: " على جدول الأعمال الدولي تراجع موضوع النزاع بين الإسرائيليين والفلسطينيين إلى المؤخرة بسبب المشاكل في سوريا والحرب ضد داعش ".

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد

المزيد من الموضوعات