1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

"الوضع فظيع وغير إنساني بمخيمات المهاجرين في ليبيا"

٨ سبتمبر ٢٠١٧

وصفت رئيسة منظمة أطباء بلا حدود، جوان ليو، سعي الاتحاد الأوروبي إلى إغلاق طريق المهاجرين من ليبيا إلى إيطاليا، بأنه أمر "فظيع"، في وقت أصبحت فيه أوضاع هؤلاء المهاجرين في المخيمات الليبية لا تطاق.

https://p.dw.com/p/2jZgy
Menschenschmuggel
صورة من: picture-alliance/dpa/S. Kremer

قبل بضعة أيام عادت رئيسة منظمة أطباء بلا حدود، جوان ليو، من ليبيا. تمكنت هناك من زيارة أماكن إيواء المهاجرين. ما رأته هناك أصابها بصدمة كبيرة، وفي مؤتمرها الصحفي في بروكسل بدا أنها ى تزال تعاني من تأثير تلك الصدمة. قالت ليو للصحفيين، إن الأوضاع فى المخيمات التي أقامتها الحكومة الليبية والانتهاكات الوحشية لحقوق الإنسان هي أسوأ ما شاهدته هناك، حيث يتعرض السجناء للضرب بالعصي حتى يتراجعوا عن الأبواب.
بحسب ليو، فإن الرجال والنساء والأطفال هناك جاثمون على الأرض في غرف مظلمة ومزدحمة. وتتعرض النساء، وخاصة الحوامل منهن، للاغتصاب المنظم ويتعرض أزواجهن للضرب. وتقول الطبيبة المتأثرة بشدة: "هذا ما قالوه لي. كانوا يستطيعون التكلم بالهمس فقط، وكانوا يتوسلون أن نخرجهم من هناك. لم أستطع أن أفعل شيئاً سوى الاستماع". 
أتى شاب من غامبيا إلى قسم الرعاية لأطباء بلا حدود في المستشفى، وكان يعاني من الجوع في المخيم حتى أصيب بسوء التغذية، ولذلك كان لابد من معاجته في المستشفى. وتصف ليو حالته بالقول: "لم يستطع أن ينظر إلى وجهي، الدموع كانت تسيل على خديه عندما كان يتحدث. تساءلت في نفسي، عما أفعله هنا؟ سنعالج هذا الرجل، ثم يجب عليه أن يعود للمخيم ليعاني من الجوع مرة أخرى!".

Dr. Joanne Liu
رئيسة منظمة أطباء بلا حدود جوان ليو شعرت بـ"الصدمة" إزاء ما شاهدته في مخيمات المهاجرين في ليبياصورة من: DW/B.Riegert

الميليشيات الليبية تعامل المهاجرين كـ "بضائع"
وفقاً لمشاهدات موظفي "أطباء بلا حدود"، المهاجرون الموجودون في هذا المخيم هم الذين تعترض قوات خفر السواحل الليبية قواربهم. لكن يتم القبض على الناس بشكل تعسفي في شوارع طرابلس أيضاً، ويُجرّون من البيوت والسيارات ليتم نقلهم إلى السجون.
وغالباً ما تحرس الميليشيات هذه المخيمات الرهيبة، بدون أن يتم تسجيل الأشخاص الموجودين فيها. لا توجد إدارة، ولا أحد يعرف ماذا يجري للناس. هناك حوالي 40 مخيما من هذه المخيمات "الرسمية". ويقول جان-بيتر ستيليما من "أطباء بلا حدود" إن عدد الميليشيات التي لا تزال تتعامل "بوحشية" غير معلوم، ويضيف "نحن نشعر بعدم الارتياح، لأننا نحافظ على صحة هؤلاء الناس، فقط لتتمكن الميليشيات من استغلالهم بشكل أكبر، من خلال بيعهم لمهربي البشر!. هم يحصلون على مبلغ معين من الحكومة مقابل كل شخص، ويجنون المال من خلال ذلك".
وبحسب ستيلما فإنه لا توجد حكومة حقيقية تسيطر على أي شيء. ويعتقد أنه سيكون من الأفضل أن يتعاون خفر السواحل، الذي يتلقى التدريب و التمويل من الاتحاد الأوروبي، مع الميليشيات في المخيمات. ووفقاً لوسائل الإعلام الإيطالية، فإن الحكومة في روما تدفع المال مباشرة إلى الميليشيات لإيقاف هؤلاء المهاجرين!.

هل الاتحاد الأوروبي شريك لهؤلاء السجانين؟
وقد أثارت أوضاع المهاجرين في ليبيا غضب رئيسة "أطباء بلا حدود"، فوجهت رسالة مفتوحة إلى حكومات دول الاتحاد الأوربي متهمة أوروبا بالتواطؤ مع الميليشيات وتجار البشر. وقالت ليو للاتحاد الأوروبي "هذا هو نجاحكم المزعوم"، وأضافت "يعرفون أنكم تتركون هؤلاء الناس للمجرمين. قولوا لي كيف يمكن أن نقبل بهذا؟ لا يجب أن نترك الناس في الفخ الليبي، علينا إيجاد مخرج، لا يجوز أن نجبرهم على العودة إلى ليبيا".
بحسب ليو فإنه يجب أن تكون هناك طرق شرعية إلى أوروبا لإنهاء الوضع الفظيع الذي لا يصدق في المخيمات، كما أنه لا يمكن اعتبار ليبيا شريكاً عادياً في المفاوضات. وتضيف "هذه المخيمات هي بالنسبة لي مصانع لانتاج المعاناة. هذه صناعة للمعاناة، لا أستطيع أن أصدق أن أية حكومة أوروبية تريد المساهمة بشكل مباشر أو غير مباشر  في هذه الصناعة".

"لا تذهبوا إلى ليبيا!"
وقال المدير العام لمنظمة "أطباء بلا حدود"، أريان هينكامب، في جوابه على سؤال لـ DW في بروكسل، إن البلدان التي يأتي منها المهاجرون في أفريقيا لا تملك في كثير من الأحيان الوسائل ولا الإرادة لتحمل مسؤولية مواطنيها، وأضاف: "من الواضح بالنسبة لي أنه لا ينبغي على الناس أن يسافروا إلى ليبيا، ويجب علينا وعلى الحكومات أن تفعل كل شيء لمنع هؤلاء الناس من المغادرة والمعاناة من هذا الوضع".
وقد سمع المدير العام لمنظمة أطباء بلا حدود أيضاً قصصاً مشابهة لما سمعته زميلته جوان ليو في المخيمات الليبية، وقال: "تحدثت مع مهاجرين قالوا لي إن جميع أصدقائهم انفصلوا عنهم وذهبوا إلى أوروبا. ورغم أنهم قد سمعوا عن قصص الرعب، إلا أنهم قالوا إن ذلك لن يحدث لهم". ووفقا لهينكامب، فإن الرحلة إلى ليبيا خطأ "مجنون" يرتكبه مهاجرون لديهم معلومات مغلوطة عن الرحلة إلى اوروبا. والآن في ليبيا يقف أولئك الناس أمام طريق مسدود ميؤوس منه حيث إن الطريق إلى أوروبا مغلق.

الاتحاد الأوروبي يرفض الاتهامات
لكن المتحدثة باسم مفوضية الاتحاد الأوروبي والتى تلقت أيضاً رسالة احتجاج من "أطباء بلا حدود"، ترفضت اتهامات المنظمة ورئيستها جوان ليو. وقالت بأنه من المعروف أن الظروف في المخيمات قاسية. وأضافت أن الاتحاد الأوروبي سيعمل مع الحكومة الليبية والأمم المتحدة على تحسين هذه المخيمات، لكنها أكدت في الوقت نفسه أنه لا يجوز أن يكون هناك حديث عن أي نوع من الشراكة أو التواطؤ من قبل الاتحاد الاوروبي.
وكانت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل أيضاً قد وصفت الوضع في ليبيا بأنه غير إنساني، وذلك خلال قمة للاتحاد الأوروبي مع دول أفريقية حول اللاجئين عقدت في باريس مؤخرا. وأعلنت ميركل في باريس أن إغلاق طريق اللجوء عبر البحر الابيض المتوسط إلى ايطاليا لا يزال الخيار الصحيح. وكان رئيس المجلس الرئاسي الليبي فايز السراج قد وعد في القمة نفسها بتحسين في الأوضاع، لكنه اعترف أيضاً أن حكومته ليست لها سلطة على كامل الأراضي الليبية.

Libyen Zentrum für Bekämpfung der illegalen Migration in Tripoli
المدير العام لمنظمة "أطباء بلا حدود": يجب منع الناس من الذهاب إلى ليبيا في سعيهم للوصول إلى أوروباصورة من: Getty Images/AFP/M. Turkia

برنرد ريغرت/ محي الدين حسين

 

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد