المعارضة القرغيزية تعلن السيطرة على معظم أنحاء البلاد

قالت المعارضة في قرغيزستان اليوم الخميس (08 أبريل/نيسان 2010) إنها سيطرت على الحكم وحلت البرلمان في الدولة الفقيرة ذات الأهمية الإستراتيجية التي تقع في آسيا الوسطى بعد أن أجبرت احتجاجات عنيفة الرئيس كرمان بك باكييف على الفرار من العاصمة بشكك. وطالبت روزا أوتونباييفا بوصفها رئيسة الحكومة المؤقتة ووزيرة الخارجية السابقة باستقالة الرئيس الذي كانت قد ساعدته في تولي الحكم قبل خمسة أعوام. وقالت إن باكييف يحاول حشد تأييد أنصاره في معقل نفوذه بجنوب قرغيزستان. وأضافت أوتونباييفا لرويترز قبل ساعات من الإدلاء بتصريحات للصحفيين في مبنى البرلمان "لدينا الآن حكومة مؤقتة قائمة وأنا رئيستها". وأضافت أن الحكومة ستظل "لمدة نصف عام ستضع خلالها مسودة الدستور ونهيئ الظروف لإجراء انتخابات (رئاسية) حرة ونزيهة". وكانت الانتفاضة التي امتدت إلى العاصمة بشكك امس الأربعاء بعد يوم من بدئها في إحدى البلدات قد تفجرت نتيجة الاستياء من الفساد والمحسوبية وارتفاع الأسعار في البلاد التي يعيش ثلث سكانها البالغ عددهم 5.3 مليون نسمة تحت خط الفقر.

المعارضة تسيطر القوات المسلحة وحرس الحدود

و في هذه الإثناء أجرت رئيسة الحكومة الانتقالية روزا اوتونباييفا مكالمة هاتفية مع رئيس الوزراء الروسي فلاديمير بوتين، حسب ما اعلن عمر بك تيكيباييف احد قادة المعارضة التي استولت على السلطة اثر ثورة شعبية. وأكد المتحدث باسم بوتين ان بلاده عرضت تقديم مساعدات روسية لقرغيزستان. وكانت المعارضة أطاحت بنظام باكييف بعدما استولى مئات المتظاهرين على مقري البرلمان والرئاسة في بشكك، خلال مواجهات أسفرت عن 68 قتيلا على الأقل، وإصابة 527 بجروح، وفق مسؤول في وزارة الصحة. يأتي هذا فيما أعلنت المعارضة في قرغيزستان صباح اليوم أنها باتت تسيطر على معظم أقاليم البلاد وان القوات المسلحة وحرس الحدود تحت سيطرتها ايضا. وقالت زعيمة المعارضة روزا أوتونباييفا التي قادت الاحتجاجات ضد حكومة باكييف من داخل مبنى البرلمان "كل الأقاليم تحت سيطرتنا لكننا مازلنا نعمل بشأن أوش وجلال أباد." وعاد باكييف إلى موطنه جلال اباد في جنوب البلاد لحشد تأييد أنصاره. وكان وزير الدفاع في الحكومة المؤقتة التي شكلتها المعارضة صرح اليوم الخميس ان القوات المسلحة وحرس الحدود باتت تحت سيطرة المعارضة.

"ما من شيء سيتغير" مع واشنطن

وفي ردود الفعل حول الأوضاع في قرغيزستان أعرب وزير خارجية ألمانيا جيدو فيسترفيله الأربعاء عن القلق إزاء الاضطرابات التي عرفتها البلاد داعيا كل الإطراف إلى ممارسة ضبط النفس. و الدخول في حوار سلمي، يذكر ان ألمانيا هى الدولة الوحيدة في الاتحاد الأوروبي الممثلة بسفارة في قرغيزستان.

أما في واشنطن، فقد عبر البيت الابيض عن "قلقه الشديد" حيال الوضع في هذا البلد وأسف لأعمال العنف التي شهدتها العاصمة بشكك. وكان مسؤول عسكري أميركي أكد انه تم تعليق كل الرحلات الجوية العسكرية الأميركية في قاعدة ماناس في شمال البلاد بعدما أغلقت السلطات المطار.

من جانبها أعلنت رئيسة الحكومة الانتقالية في قرغيزستان اوتونباييفا اليوم الخميس بأن القاعدة الجوية الأميركية في بلادها، والتي تعتبر حيوية للعمليات العسكرية لحلف شمال الأطلسي في أفغانستان، ستبقى مفتوحة. وقالت في مؤتمر صحافي ان "ما من شيء سيتغير" في ما يتعلق بالاتفاق الموقع بين بشكك وواشنطن بشأن الوجود العسكري الأميركي والعمليات في قاعدة ماناس، الواقعة في ضاحية عاصمة هذه الجمهورية السوفيتية السابقة التي تتمتع بموقع استراتيجي في آسيا الوسطى. ويستخدم حوالى 35 ألف جندي أميركي شهريا قاعدة ماناس معبرا لهم في طريقهم للتوجه إلى أفغانستان او العودة منها.

(ي ب / ا ف ب / د ب ا / رويترز)

مراجعة: ابراهيم محمد