1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

التقرير الدولي للمخاطر: كيفية خفض عواقب الكوارث

١٧ يونيو ٢٠١١

قال التقرير العالمي للمخاطر لعام 2011 إن الأضرار الناجمة عن حوادث الطبيعة كالزلازل والعواصف يمكن خفضها بشكل كبير. وقدم التقرير توصيات بعيدة المدى لإعداد العدة لمواجهة هذه المخاطر وتوفير الحماية للسكان والممتلكات.

https://p.dw.com/p/11cFb
لا يمكن منع الفيضانات والزلازل، لكن يمكن التقليل من أضرارهاصورة من: AP

هناك فرق بين دولة وأخرى في الاستعداد لمواجهة الزلازل والبراكين والفيضانات. مثال ذلك فيضانات استراليا وفيضانات باكستان، وأيضا زلزال هاييتي وزلزال تشيلي. في باكستان وهاييتي مات مئات الآلاف، أما استراليا وتشيلي فمات العشرات فقط، رغم أن فيضانات استراليا كانت تاريخية في حجمها وزلزال تشيلي كان تاريخيا في قوته. لكن هاتين الدولتين اتخذتا عدة إجراءات تحسبا لمثل هذه الكوارث وذلك على عكس هايتي وباكستان.

وهذه هي الرسالة التي حملها التقرير العالمي للمخاطر لعام 2011، ويرجع التقرير ذلك إلى صلابة المجتمعات ومدى استعدادها لمواجهة مثل هذه المخاطر. وأشرفت على إعداده جامعة الأمم المتحدة للبيئة بالتعاون مع مؤسسات ألمانية وعالمية. وقام بعرض نتائجه يوم أمس الأربعاء (15.06.2011) بيتر موكه، الرئيس التنفيذي لاتحاد "انتفيكلونج هيلفت"، الذي قال في حديث خاص مع دويتشه فيله:

"أعددنا التقرير لتحديد المناطق المعرّضة أكثر من غيرها لخطر الكوارث الطبيعية، ولإظهار أن الأضرار تكون فادحة حين تقع كارثة طبيعية قوية، كزلزال مثلا، في منطقة لا يملك سكانها الوسائل الكافية لحمايتهم ويكونون أقل استعدادا لمواجهتها".

هل هناك فروق بين الدول من حيث قابليتها للتعرض إلى كوارث طبيعية؟

رصد التقرير وجود فروق واضحة بين الدول، فهناك دول معرضة للكوارث الطبيعية لكن الخسائر فيها تبقى محدودة لأن مجتمعاتها لديها الاستعداد والوسائل لمساعدة المنكوبين ولأن السكان يملكون بيوتا مبينة جيدا ولا يعانون من فقر التغذية، وهذا يعني في حال حدوث زلزال فإن احتمال تعرضهم لإصابات وأضرار يبقى محدودا.

كيف يمكن تقليل مخاطر حدوث الكوارث الطبيعية؟

هدفنا الأساسي من إعداد التقرير هو إظهار أن حوادث الطبيعة كالزلازل والبراكين والعواصف، لا يجب أن تؤدي إلى حدوث كوارث إذا اتخذت إجراءات السلامة والوقاية قبل وقوع هذه الحوادث. نحن لا نملك القدرة على منع وقوع عاصفة أو زلزال، لكن يمكننا عبر الوقاية، عمل الكثير لمنع وقوع كارثة.

ما هو وضع الدول العربية في مؤشر المخاطر، وهل الدول العربية مستعدة وتتخذ إجراءات وقاية كافية لحماية مواطنيها؟

بشكل عام تحتل الدول العربية منزلة وسطى في مؤشر المخاطر التي يتعرض لها العالم، وهناك دولٌ الخطر فيها قليل جدا مثل قطر. كما نلاحظ وجود فروق بين دول المشرق ودول المغرب العربي، فالمخاطر في الجزائر أكبر مما هي عليه في مصر والسعودية. ونلاحظ أن خطر تحول حدث طبيعي إلى كارثة إنسانية مرتفع نسبيا في دول شمال إفريقيا، وخاصة الجزائر التي تحتل مرتبة متقدمة في المؤشر في حين تحتل اليمن مرتبة متوسطة.

هل يحمل التقرير وصايا إلى الحكومات والمجتمعات لمساعدتها على حماية نفسها من الكوارث الطبيعية؟

تضمنت التحليلات الواردة في التقرير دراسة استعداد المجتمعات لمواجهة حدث طبيعي كزلزال أو عاصفة أو التغير المناخي. وقدمنا توصيات محددة لتحسين أداء السلطات وإدارة الأزمات كي تتصرف بسرعة وعلى وجه سليم في هذه الحال. ومن هذه التوصيات تحسين الخدمات الطبية، لأنها هامة جدا وكذلك سبل تعاون المواطنين بعضهم مع بعض عبر المنظمات والجيران والشبكات الاجتماعية. ونريد أن نشجع على استخدام التعليم والبحث العلمي وتمكين المرأة ومشاركتها في صنع القرار وأيضا عبر حماية البيئة، فهذه كلها عوامل تساعد على تحسين الوقاية وإجراءات السلامة.

وشمل التقرير على مؤشر مكون من 173 دولة ومدى تأثير الحوادث الطبيعية عليها، ويأمل معدو التقرير في أن يساعد على التخطيط بنظرة بعيدة المدى لمواجهة المخاطر وإعداد العدة تحسبا لهذه المخاطر وذلك من خلال توفير الحماية للمجموعات الأكثر عرضة للتأثر بالكوارث وكذلك التشكيل المسبق لفرق طوارئ طبية للتعامل مع هذه الكوارث.

عبد الرحمن عثمان

مراجعة: طارق أنكاي