1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

البقاء والاستمرار في السلطة بقوة السلطان والسلطة .

٢٠ نوفمبر ٢٠٠٨

د.سعد الحيالي

https://p.dw.com/p/FyqB

الوظيفة السياسية لخدمة مصالح الأسرة

دور المرأة في حكومة الظل !

الدكتور سعد الحيالي

Arabische -Deutsch Akademie für freies Lernen

كثير من زوجات المسوؤلين العرب (ولضعف تمثيل المراة في العالم العربي) يلعبن دورا مهما في تصريف الامور وتكوين القرار السياسي بحكم العلاقة الزوجية ، فهي تتدخل في تكوين القرار السياسي من خلال الحفاظ عل المصلحة العائلية و من خلال استثمارعلاقات الصداقات فيما بين زوجات المسؤولين ( زوجات الوزراء والمسوؤلين لحد مستوى مدير عام ) . إن هذا اللوبي النسائي المصلحي عاجز عن تقديم حل اجتماعي وسياسي واقتصادي للمشاكل العربية المعاصرة لانه يعبر عن مصالح شخصية ضيقة لاتتجاوز حدود الصراع على البقاء والاستمرار في السلطة بقوة السلطان والسلطة .

إن هذا التطلع لبناء الثروة للعائلة الصغيرة قضى على مطامح الأسرة الكبيرة التي ترفع الموظف السياسي لمنصبه ، ذلك أن تقلد المنصب يتحول إلى عهدة للثراء بالتعاون مع حكومة الظل أي زوجات المسؤولين اللواتي تتحالفن في إدارة المشاريع و الأموال و ميزانية الدولة الموازية، و هو ما قلص دور المرأة إلى مطامع مادية بحتة ، و إن كان هذا لا ينفي وجود ثلة من السيدات الشريفات اللواتي تمارسن نشاطات سياسية و إصلاحية خدمة للصالح العام. لكن دورهن لا يزال محدودا مقارنة بهيمنة الصنف الأول من السيدات التي تنذر بتراجع دور المراة السياسي الذي صار ناقصا أو شبه معدوم في دول الخليج العربي واليمن والسعودية عدا الامارات العربية.

ففي هذه الدول تقوض الذكورية الطائشة فرصة تواجد المرأة سياسيا متخذة من الاسلام ستارا في صد مبادرات حواء في العمل السياسي ،رغم أن الإناث يشكلن نسبة 60 % في العالم العربي حسب احصاءات السكان الأخيرة لكن تواجدهن السياسي لا يزيد عن نسبة 5 بالمئة فقط ، و هو ما لا يتناسب مع وزنها السكاني، فيما باتت نسبة السيدات اللواتي يحركن دولاب السياسة في الظل لخدمة مآربهن و مآرب العائلة الصغيرة في ارتفاع خطير. نعم المجتمع العربي والاسلامي يحاول تقويض دور المراة لصالح السلطات الحاكمة الفاسدة ، من خلال التوسل بقيم اجتماعية موروثة بالية تنتقص من المرأة لرفع ميزان الرجل وذكوريته الطائشة بعد غياب قيم الاسلام الأصيلة السمحاء عن المجتمع.

إن تصحيح دور المرأة و إخراجه للنور أفضل من تركه في العتمة، لأن أسوأ الأمور تُبَيت دائما بالظلام، و المرأة أن لم تكن في واجهة السلطة فهي دائما في دواليبها و كواليسها تنسج خيوط القرارات السياسية ، فهي كانت صانعة و مقررة أحيانا، و إن وقًع الرجل بدلا عنها ، لكنها في أحايين كثيرة كانت توقع بالدم و تبصم بالخنجر مثلما جرى في بلاط العرش البريطاني خلال قرون خلت.

ففي الغرب، يقترن دور المرأة السياسي دائما بمشروع رؤيوي بعيد المدى لا تقترن به أهواء النفس، ولعل موقف هيلاري كلينتون من علاقة زوجها بلوينسكي خير دليل على رجاحة عقل امرأة لم تخضع لنزعة الغيرة بل ترفعت عن انتقام و غضب الزوجة حفاظا على منصب زوجها الرئاسي . أما في العالم العربي فتحفظ كتب التاريخ أن آخر ملوك دولة الأندلس أسقطته امرأة وهي فاطمة الحرة التي كانت تحرض ابنها ضد أبيه كي يطيحه من عرشه انتقاما من زواجه من السيدة ثريا و هي مسلمة إسبانية الأصل، حاربتها فاطمة الحرة لكن بمحاربتها لضرتها قوضت عرش دولة كاملة قامت لقرون . و قبل أكثر من نصف قرن انهار عرش آخر ملوك مصر ، إذ أسقط الملك فاروق و نفي بالخارج بسبب الدور السلبي لوالدته الملكة نازلي و لفشل دور الزوجة بجنبه، فكلتاهما انشغلتا بعذابات الحب و الغيرة و حياتهما الشخصية قبل الاهتمام بالعرش و الحكم، فضاعت السلطة من يد الملك الشاب و ضاعت حياة السيدتين في أروقة الطلاق و الخلافات العائلية و الإبعاد عن القصر و الوطن.

أما اليوم، فالمرأة لا تزال حاضرة في دواليب الحكم، لكم الدور تغير من صنع القرار السياسي إلى طبخ الصفقات المالية و التجارية . و علمت من مصدر مطلع بإحدى العواصم العربية أن أكبر المشاريع الإقتصادية الكبرى تديرها زوجات الوزراء بالهاتف، و لا يملك الأزواج الوزراء سوى التوقيع على ما تقرره الزوجات ببيوتهن. و من هنا يمكن القول إن الوزارات صارت وكالات ريع ببعض الدول بالعالم العربي يجري فيها التخطيط لمشاريع مستقبل الأولاد و ليس لمشاريع مستقبل الوطن و الشعب، و لذلك باتت طبقات الأثرياء تنمو بشكل وحشي و مخيف ينذر بهلاك الفقراء بعدما تحولت كثل الثروة بقبضة موظفي السلطة الذين ركبوا مناصب الحكومة للثراء. أما الفتات فيوزع في العلن على مساكين العالم العربي . و في السر تحول أموال و أسهم صفقات المشاريع العامة نحو بنوك الداخل و الخارج.

إن اتحاد ذوي السلطة و المال في العالم العربي حفر خندقا رهيبا يفصل بين طبقتي الأغنياء و الفقراء، وهذا ما جعل اليأس يتجذر في نفوس الكالحين من عامة الشعوب العربية المتعطشة للتغيير.لا سيما و أن المشهد اليومي يحمل إلى الواجهة تحول حياة الوزراء و أولاد الوزراء إلى حياة أمراء، فيما يتهاوى أبناء الشعب في الحضيض رعم ثروات الوطن العربي التي بامكانها أن تسد جوع و رمق شعوب قارة بأكملها.

إن دور المرأة الظل في حياة الرجل السياسي أو بالأحرى في حياة الموظف السياسي بات يتجه كتوجه حيوان وحيد القرن نحو اتجاه واحد و هو الرصيد البنكي لتنمية الفوائد و الأرباح المتدفقة من رأس مال الوظيفة السياسية. و بالموازاة مع هذا الدور الرئيسي تمارس المرأة العربية بعض الأدوار الأخرى الهامشية في إطار مشاركتهن في جمعيات و منظمات انسانية و حقوقية و إجتماعية. لكن هذه المساهمات لا يرى لجعجعتها طحين أمام تضاعف طبقات الفقراء و الأميين و المغتصبين من الكبار و الأطفال سواء في حقوقهن الاجتماعية أو الإقتصادية أو الشخصية . لقد بات التناقض بين قيمة الأموال التي تصرف على مؤتمرات و سفرات السيدات لأداء نشاطاتهن الإنسانية و إقامتهن بالفنادق الراقية و اجتماعهن بصالات خمس نجوم و بين تورم المجتمعات بالفقر و الدنس الإخلاقي و الأمية يوحي بأن هناك خللا رهيبا في الأداء و في انفاق المال.

لقد صارت النشاطات النسوية إذن سياحة و جولات أكثر منها أداء فعلي و خدمات لتحسين وضع البؤساء، و هو ما يؤكد خطورة الأداء الاجتماعي و التوعوي بالعالم العربي بسب غياب مشروع الرؤيا و طغيان المشروع الذاتي الضيق و لعل ملفات الفساد المالي المعلن عنها و المكتوم عليها دليل واضح على ما يٌطبخ بالعالم العربي من صفقات تُتبلها زوجات موظفي السياسة.

الواقع والحاضر يكشف لنا تنشإة المراة في الحلية , وهي في الخصام غير مبين , هذا يرتبط بجذور عرب الجاهلية , وتسويق سياحي للنساء نحو التبرج والبغاء والرذيلة المستترة في بعض الدول العربية, في حين توجيه المراة للعمل الشريف والتصنيع بجميع مكوناته , صناعة الملابس , وصناعة المواد الغذائية الجاهزة الخيار الافضل للنهوض في الاقتصادات النامية , بدلا من تهريب رؤوس الاموال. في اقتطاع الدخل القومي وتشغيله في البنوك الامريكية والاوربية

في ضوء ماتقدم نقترح اتباع القاعدة الشرعية ( الذكر مثل حظ الانثيين ) وعليه ان تكون نسبة النساء الثلث في البرلمان العراقي والعربي, كي يتنساب مستوى التمثيل , الاجتماعي والسياسي والاقتصادي في البرلمانات العربية .