1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

الأنثى تتوارى ولا تغيب

٨ يوليو ٢٠١١

هل يعني حجاب الشرقيات رغبتهن في إخفاء أنوثتهن، أم هو تعبير عن رغبة الذكور في إخفاء ومداراة حسن إناثهم عن أعين الفضوليين؟ هذا التفسير لا يمت إلى الدين بصلة، لكنه يمت بأكثر من مجرد صلة إلى العلاقة بين الذكر والأنثى.

https://p.dw.com/p/11rZp
صورة من: DW

يقول العراقيون للتحبب (عيني) وهي كلمة تستخدم بإفراط في اللغة الدارجة، وربما كان مصدرها هو الكلمة السومرية (عينانا) وتعني الأنثى، وللمرء أن يتساءل هل كان السومريون يحسنون معاملة الأنثى، أم أنهم مثل اغلب الحضارات القديمة اعتادوا تحقيرها ووضعها في مرتبة صانعة الأطفال التي يتصدق عليها الذكر بالحماية والإيواء؟

صنع الأكديون للأنوثة إلهة أسموها (عشتار) ، وكانت عندهم رمز الأنوثة المعبود. سكن هؤلاء جنوب العراق وتحديدا في منطقة الأهوار. اتحاد عشتار مع تموز إله الفحولة كان يصنع الحياة، والفحل والأنثى هما صانعا الحياة.

ورغم أن الأديان- الوثنية منها والسماوية- كانت تضع على الأنثى قيودا وترسم لها موقعا أدنى في المجتمع الا أن بعض النصوص السماوية في الكتب المقدسة تضمنت إشارات كثيرة الى محاسن الأنثى، وفي سورتي يوسف ومريم إشارات متعددة للمرأة باعتبارها أنثى.

كما أورد العهد القديم في "نشيد الإنشاد المقدس " مقاطع مطولة تشيد بالأنثى وتبرز وظيفتها الطبيعية.

Irak Schirin Frau ohne Kopftuch
شيرين فخورة بانوثتهاصورة من: DW

الإصحاح الثاني

"انأ نرجس شارون سوسنة الأودية

كالسوسنة بين الشوك كذلك حبيبتي بين البنات

كالتفاح بين شجر الوعر كذلك حبيبي بين البنين تحت ظله اشتهيت ان اجلس وثمرته حلوة لحلقي

أدخلني إلى بيت الخمر وعلمه فوقي محبة

أسندوني بأقراص الزبيب أنعشوني بالتفاح فاني مريضة حبا

شماله تحت راسي ويمينه تعانقني

احلفكن يا بنات أورشليم بالظباء و بآيائل الحقول ألا توقظن ولا تنبهن الحبيب حتى يشاء ....."

الإصحاح الثالث

"في الليل على فراشي طلبت من تحبه نفسي طلبته فما وجدته

إني أقوم وأطوف في المدينة في الأسواق وفي الشوارع اطلب من تحبه نفسي طلبته فما وجدته

وجدني الحرس الطائف في المدينة فقلت أرأيتم من تحبه نفسي

فما جاوزتهم إلا قليلا حتى وجدت من تحبه نفسي فأمسكته ولم أرخه حتى أدخلته بيت أمي وحجرة من حبلت بي

أحلفكن يا بنات أورشليم بالظباء وبآيائل الحقل ألا توقظن ولا تنبهن الحبيب حتى يشاء

من هذه الطالعة من البرية كأعمدة من دخان معطرة بالمر واللبان و بكل أذرة التاجر...."

ولكن الديانة اليهودية القديمة رغم هذا النص الصريح المفعم بالمشاعر حطّت من قدر المرأة، والمسيحية كذلك ولكن بقدر أقل، فيما اعتبر الإسلام بشكل صريح أن المرأة نصف الرجل من ناحية العقل والمنزلة، لكن المسلمين في الغالب حريصون جدا على إخفاء نسائهم وهذا قد يضيف لمفهوم المرأة الأنثى عندهم بعداً آخر.

وشهد عالم الأدب الحديث ظهور كاتبات جريئات بقيت كتاباتهن تدور حول مفهوم الأنثى، ومنهن كوليت خوري وليلى بعلبكي وعالية ممدوح وغادة السمّان وأصغرهن عمرا جمانة حداد.

Die libanesische Dichterin Joumana Haddad
الشاعرة جمانة حدادصورة من: Laurent Denimal/by/sa

ويشير الصحفي سمير جريس في مقابلة مع جمانة حداد نشرتها دويتشه فيله إلى أن "جمانة حداد فجرت ضجة هائلة في عام 2009 عندما أصدرت أول مجلة إيروتيكية في العالم العربي بعنوان "جسد". وعندما أجرت صحفية سويدية مقابلة معها وسألتها عما دفعها إلى التفكير في إصدار مجلة إيروتيكية مثل "جسد" باللغة العربية، شعرت الشاعرة بالاستفزاز، واندفعت تكتب مجموعة من المقالات صدرت في كتاب بالانكليزية تحت عنوان "هكذا قتلت شهرزاد"، سرعان ما ترجم إلى عدد من اللغات الأوروبية.

في كتابها تثور جمانة حداد (من مواليد 1970) على الصورة النمطية للمرأة العربية المستكينة التي يُرمز إليها في الكتاب بشخصية شهرزاد. تروي جمانة حداد بجرا’ سيرتها واكتشافها القراءة طريقاً لتحرر العقل، وبصراحة صادمة تقول إن ممارسة القراءة والعادة السرية كانا هما النشاط المفضل لها عندما بلغت الثانية عشرة".

ملهم الملائكة

مراجعة: عارف جابو