1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

اخطر ما يواجه الإنتخابات

حسن الخفاجي١ مايو ٢٠١٤

يعلن حسن الخفاجي أن اخطر ما يواجه الانتخابات هي حالة اليأس والإحباط ، التي أصابت قطاعات واسعة من العراقيين بسبب ممارسات الساسة والبرلمانيين، وبسبب شعور البعض بفقدان الأمل بالتغيير.

https://p.dw.com/p/1Brv4
Wahlen im Irak
صورة من: picture-alliance/dpa

ارتدى "أبو محيسن" زيه الجنوبي "الصاية والجاكيت" وذهب إلى المركز الانتخابيفي ولاية كاليفورنيا بعد أن تعطر وظهر بكامل أناقته ، حينما سألته عن السبب بكل هذه المظاهر الاحتفالية أجاب: "اليوم يساوي عندي يوم زفافي ، فانا اشعر ان أصابعنا تقرر مصير أجيالنا ، هذه الانتخابات هي الأولى لي وأنا بعيد عن وطني لذلك أحببت ان اشعر الموجدين بالمركز الانتخابي وغيرهم أنني متمسك ببلدي وبجذوري". حدث هذا قبل في الانتخابات السابقة قبل أربع سنوات .

وما هو اخطر ما يواجه الانتخابات ؟

سؤال سألته لكل المقربين مني لكني لم احظ بإجابة شافية ، بعضهم قال: "خطر العمليات الإرهابية المحتملة" ، آخرون خافوا من فيضان يصيب العاصمة ، بعضهم تخوفوا من التزوير المحتمل ووو.

لكني اعتقد أن اخطر ما يواجه الانتخابات هي حالة اليأس والإحباط ، التي أصابت قطاعات واسعة من العراقيين بسبب ممارسات الساسة والبرلمانيين، وبسبب شعور البعض بفقدان الأمل بالتغيير.

حتى جارنا "أبو محيسن" امتنع عن الذهاب للانتخابات ، الأخطر انه منع أسرته من الذهاب أيضا !. بعد جلسة نقاش عاصفة لي معه تخللها الكثير من الشد لم يقتنع بوجهة نظري ، لكنه قرر الذهاب وأسرته وهو يقول :

"سأذهب لانتخب الخاطرك حتى لا تزعل وراح تشوف بعد أربع سنوات ان خلانه الله أحياء راح نمر بالحالة ذاتها وماكو شي راح يتغير"!.

سألني عن قائمة منتقاة أو مرشح محدد امتنعت عن تحديد قائمة ومرشح معين .

اليأس والإحباط هو العنوان الأكبر

من خلاله ومن خلال بعض أقاربي ومعارفي أدركت أن حالة اليأس والإحباط التي يعانونها بسبب الفساد ، اكبر من أي بارقة أمل وباعث للتغيير، هكذا يعتقدون !.

إذا كان كل هذا اليأس والإحباط الذي نعانيه لا يكون دافعا للتغيير.

ترى ما هو السبب والدافع الأكبر والأخطر الذي يجعلنا نكون سببا بالتغيير ؟.

الشعور باليأس من تغيير صدام هو من أطال فترة حكمه ، وهو من جعل بعض من رشحوا أنفسهم لهذه للانتخابات يمتنعون من السلام علي أو حتى السؤال عني عندما كنت معارضا لصدام وأقيم بالأردن ، بعضهم أقارب وجيران وبعضهم الآخر كانوا أصدقاء أعزاء ، حتى أنهم كانوا يرسلون لي كلمات قاسية وغير لائقة من قبيل: "أيريد يصير مناضل ويضرب رأسه بالجبل". كانوا سلبيين ولا أباليين وبعضهم كانوا وكلاء لأجهزة صدام الأمنية.

ترى كيف مروا من فلتر المسائلة والعدالة ؟ الله اعلم !.

لا أمل بالإصلاح دونما عمل وإصرار على انتخاب الأصلح . بعد ان تمكنا من حل عقدة "أبو محيسن" المستعصية ، اعتقد ان كثيرا من العقد ستحل .سيرمي العراقيون الفاسدين في القمامة ، حينما يعطون أصواتهم لمن يستحقونها.

ليتذكر الجميع أن أصواتهم أمانة وذهابهم للانتخابات واجب أخلاقي قبل كل شيء.

لنتذكر ان الشمس تولد من رحم الظلام