1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

ITB Tourismus Berlin

١٠ مارس ٢٠١٠

شبان العالم الذين يعشقون الرقص واقعون في حب برلين حيث يوجد عدد من المراقص والنوادي ذات الشهرة العالمية. في نهاية الأسبوع يتوافد الآلاف من السياح على تلك النوادي ويملئون المدينة بالصخب والحياة. ولكن لماذا يعشقون برلين؟

https://p.dw.com/p/MOuC
الاستمتاع بشمس برلين أمام البرلمان الألمانيصورة من: AP

بوابة براندنبورغ وجزيرة المتاحف وسور برلين: كانت هذه المعالم قبل عقود هي المغناطيس الذي يجذب السياح إلى برلين. غير أن الوضع تغير كليةً بعد أن أصبح أكثر من ثلث زوار العاصمة الألمانية من الشباب، وتحديداً في عمر أقل من الثلاثين. منذ ذلك الحين ومعالم برلين السياحية تدعى بيرغهاينBerghain و"وترغيت"Watergate و"بار 25 "Bar 25 و"دبليو إم إف"WMF و"ويك إند" Weekend. في هذه المراقص والملاهي يضع أفضل وأغلى وأشهر "دي جي" أو "ديسك جوكي" في العالم اسطواناتهم وموسيقاهم المفضلة، جاذبين بذلك في نهاية كل أسبوع نحو 15 ألف شخص من كافة أنحاء العالم.

الممنوع مرغوب

Berlin Club Voltage
في الملهى الروسي "فولتاج"صورة من: Voltage

هؤلاء الزوار يجيئون إلى برلين خصيصاً للاستمتاع بالملاهي الليلة في المدينة. إنهم يشترون تذاكر الطيران الرخيصة، ومن المطار يقصدون مباشرة الملاهي ذات الشهرة العالمية. أمام تلك الملاهي يرى الزائر طوابير طويلة تمتد إلى مئتي متر، يقف فيها طلاب وتلاميذ وموظفون وعمال شباب ينتظرون السماح لهم بالدخول.

ومن بين أفضل مئة ملهى ليلي في العالم هناك عشرة ملاهي في برلين، هكذا تقول إحصائية نضرتها مجلة انكليزية متخصصة في الموسيقى. لقد تطورت برلين منذ انهيار سورها إلى مدينة عالمية، لاسيما من خلال مراقصها ونواديها الليلية، إذ اكتشف الشبان برلين الشرقية آنذاك كمنطقة يعيشون فيها ويحتفلون في إباحية. احتل البعض منازل غير مأهولة بالسكان، والبعض الآخر احتل مصانع كاملة مهجورة. وهناك كانوا يضعون بعض صناديق البيرة، ثم يدعون الأصدقاء والمعارف ليرقصوا ويغنوا ويحتفلوا طيلة الليل.

Trendreiseziel Deutschland Berlin Flash-Galerie Friedrichshain Club Berghain
المرقص الشهير "برغهاين" في حي فريدريشسهاين في برلين كان في ا|لأصل محطة لتوليد الطاقةصورة من: picture-alliance / schroewig

في البنايات المحتلة بدأ الشبان يجربون أفكاراً جديدة. ويروي توماس أندريتساك، أحد رواد الملاهي في تلك الفترة، أنه جاء في عام 1987 إلى برلين من مدينة فسيبادن، وهناك اكتشف المرقص الشهير "تريزور" الذي يقدم موسيقى التكنو، وعندما عمل هناك كـ"ديسك جوكي" فقد ذاعت شهرة المرقص في العالم كله. ويقول أندريتساك إن الأشياء المخالفة للقانون كانت بمثابة مغناطيس يجذب الشبان: فكل ما هو ممنوع وغير مشروع كان مرغوباً وساحراً وجذاباً. لم يلتفت أحد آنذاك إلى القوانين واللوائح أو التراخيص أو الملكية. وهكذا بدأت حركة فنية جديدة، وأصبحت برلين في التسعينات مركزاً شبابياً للموضة والتصميمات والموسيقى. غير أن هذا الوضع تغير مع مرور السنين، وفقدت برلين الشرقية بريقها في نهاية التسعينات بعد أن باع مُلاّك العقارات بيوتهم ومصانعهم بأثمان مرتفعة لتتحول إلى بنايات جديدة.

السياحة على الطريقة البرلينية

IOSONO Beschallungstechnik
الملهى المشهور "تريزور" في قلب مدينة برلينصورة من: IOSONO GmbH

لقد تحولت الملاهي الشبابية في برلين إلى نقطة جذب وعامل اقتصادي مهم بالنسبة للعاصمة الألمانية الفقيرة، لدرجة أن الكاتب توبياس راب يقول إن الزوار الذين يحجون من كافة أنحاء أوروبا إلى ملاهي برلين في نهاية الأسبوع يعرفون الحياة الليلة للعاصمة أفضل بكثير من سكان برلين أنفسهم. إنهم يأتون إلى برلين لأن لديهم بعض الصور عن المدينة في رؤوسهم، وهم يريدون أن يروا تلك الصور، وهو ما يتحقق لهم عندما يحتفلون ويرقصون؛ إنهم عندئذ برلين، وبرلين تصبح هم.

برلين – المدينة الألمانية بامتياز – أضحت عبر السنين مدينةً عالمية. غير أن السياح الذين يتوافدون على المدينة يختلفون عن جماهير السياح التقليديين؛ فالشبان الذين يقصدون العاصمة الألمانية يبحثون عن الفردية والخصوصية. وبذلك أضحت برلين رائدة في نوعية جديدة من السياحة الأوروبية.

الكاتب: كريستوف ريشتر (س ج)

مراجعة: عبده جميل المخلافي

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد