1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

وزيرة الدفاع الألمانية تتهم روسيا بشن "حرب هجينة"

٦ فبراير ٢٠١٥

بعض من صناع القرار في العالم يحاولون في ميونخ إعمال الدبلوماسية والدفع باتجاه حل للأزمات العالمية. محاربة الإرهاب والنزاع في أوكرانيا أبرز تلك القضايا التي يناقشها المشاركون في مؤتمر ميونخ للأمن.

https://p.dw.com/p/1EXPE
Münchener Sicherheitskonferenz 2015 Rede von der Leyen
وزيرة الدفاع الألمانية "أورزولا فون دير لاين" تلقي كلمة في اليوم الأول للمؤتمرصورة من: picture-alliance/dpa/A. Gebert

على خلفية تفاقم الأزمات الساخنة في كثير من بقاع العالم، جددت وزيرة الدفاع الألمانية أورزولا فون دير لاين عرضها بأن تقوم ألمانيا بدور قيادي أكبر على الصعيد العالمي. وقالت فون دير لاين اليوم الجمعة في افتتاح مؤتمر الأمن في ميونخ إن ألمانيا لا تريد انتزاع دور قيادي لها أو أن تقحم نفسها في هذا الشأن.

وأوضحت الوزيرة قائلة: "هل نفهم من مصطلح القيادة مجرد ارتداء خوذة القائد؟ كلا، أم هل نفهم منه أن تنتزع ألمانيا عجلة القيادة بيديها وتحدد الاتجاه؟ كلا! أو أن تقحم ألمانيا نفسها لأنها تعتقد أنها رقم واحد بين الدول الأوروبية؟ مرة أخرى كلا. إلا أن فون دير لاين ذكرت أن القيادة المعنية هي "القيادة من وسط المجموع"، مبينة أن من مقتضيات تلك القيادة الاستعداد غير المشروط للتحليل المشترك واتخاذ القرار المشترك، مضيفة أنه "ليس هناك أمة وحدها حتى وإن تعاظمت وسائلها - يمكنها أن تحل الصراعات بنجاح حلولا دائمة.

واتهمت وزيرة الدفاع الالمانية أورزولا فون دير لاين اليوم الجمعة روسيا بشن ما أسمته بـ"حرب هجينة" تجمع بين الأنشطة العسكرية والدعاية الإعلامية فى أوكرانيا، مشيرة إلى أن شحنات الأسلحة لن تضع نهاية للنزاع فى أوكرانيا. وقالت الوزيرة "أي تركيز على الأسلحة فقط يمكن أن يكون عاملا مسرعا لاشتعال النيران ويبعدنا بصورة أكبر عن إيجاد حل"، مضيفة أن هذا الأمر يمكن أن يقدم لموسكو ذريعة للتدخل بصورة صريحة فى النزاع. وأوضحت وزيرة الدفاع الألمانية أن موسكو تستخدم عمليات استخباراتية وعسكرية وتكتيكات لزعزعة الاستقرار السياسي وحملة دعائية هائلة لتقويض النظام الحالي فى أوكرانيا. وقالت فى مؤتمر الأمن المنعقد حاليا فى ميونخ "الجديد تماما يتمثل في المزج والتزامن الذي يتم بحرفية عالية لهذه الحرب غير المعلنة التي تنكشف طبيعتها العدوانية فقط إذا ما نظرت اليها ككل". يذكر أن الحرب الهجينة هى تلك الحرب التى تجمع بين الانشطة العسكرية، إضافة إلى العديد من العناصر ألأخرى مثل الحملات الإعلامية والعملاء المستترين.

Münchener Sicherheitskonferenz 2015 Stoltenberg Ankunft
الأمين العام لحلف الناتو الجنرال "ينس ستولتنبيرغ"صورة من: Reuters/M. Rehle

وتهيمن ثلاث قضايا أساسية على أعمال مؤتمر الأمن السنوي في ميونخ، هي: النزاع في أوكرانيا، والحرب على تنظيم "الدولة الإسلامية"، و"انهيار النظام العالمي".

ويضاف إلى تلك القضايا، التي يبحثها المؤتمر خلال اجتماعات تستمر ثلاثة أيام، المباحثات النووية مع إيران، والحرب في سوريا وأزمة اللاجئين الضخمة، والانتشار السريع لفيروس إيبولا في غرب إفريقيا، والإرهاب في المجال الالكتروني. وتشمل لائحة الحضور المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل بالإضافة إلى 20 آخرين من رؤساء الدول والحكومات، فضلا عن 60 وزيرا للخارجية والدفاع، بينهم وزيرا الخارجية الأمريكي جون كيري والروسي سيرغي لافروف.

وكان المؤتمر قد افتتح بعد ظهر الجمعة بكلمة رئيس اللجنة المنظمة ألقاها الدبلوماسي "فولفغانغ إيشينغر"، كما تحدث الأمين العام للناتو الجنرال "ينس ستولتنبيرغ" بكلمة أمام الحضور. وشارك في النقاش القائد الأعلى لقوات الناتو في أوروبا الجنرال الأمريكي فيليب بريدلاف في كلمة ألقاها حول "الحرب الهجينة" - وهو مصطلح يصف الصراع في أوكرانيا- حيث تُتهم روسيا بشن حرب سرية بمقاتلين متطوعين وشحنات من الأسلحة.

وستلقي المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل السبت خطابا في المؤتمر، يليها وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، ثم نائب الرئيس الأمريكي جو بايدن، والرئيس الأوكراني بيترو بوروشينكو.

ومن المتوقع أن تتطرق ميركل إلى الأزمة الأوكرانية، بالإضافة إلى رغبة بلادها في لعب دور دبلوماسي أكبر في الساحة الدولية يتناسب مع قوتها الاقتصادية. وذلك بعد عقود من التأثير الباهت في القضايا الدولية، بسبب تداعيات الحرب العالمية الثانية. وأرسلت ألمانيا قواتها إلى أفغانستان، كما أنها تساهم في احتواء أزمات عالمية أخرى، رغم تفضيلها إرسال أسلحة أو مساعدات بدلا من جنود.

وقادت ميركل جهودا دبلوماسية، لم تسفر عن نتيجة حتى الآن، لإقناع روسيا بإنهاء الأزمة الأوكرانية التي أودت بحياة حوالي خمسة آلاف شخص، في حين تدرس واشنطن إرسال أسلحة إلى كييف. إلا أن الشعب الألماني لا يبدي حماسة مماثلة: إذ أظهر استطلاع للرأي -أجري لصالح مؤتمر الأمن في ميونخ- أن 34 في المئة يرحبون بتدخل أكبر، فيما يعتقد 62 في المئة أن على ألمانيا الاستمرار في سياسة التحفظ.

Münchener Sicherheitskonferenz 2015 Kerry Ankunft
وزير الخارجية الأمريكي جون كيري أحد أبرز الحاضرين في المؤتمرصورة من: Reuters/M. Dalder

وقال منظم المؤتمر الدبلوماسي الألماني السابق فولفغانغ ايشنغر: "إن الاجتماع يبحث الازدياد غير المسبوق في الأزمات العالمية، خلال العام المنصرم، وعدم قدرة المجتمع الدولي على مواجهتها. وحذر ايشنغر من أن "النظام العالمي ينهار حاليا". وأضاف: "نعيش في زمن انهيار النظام. يختبر الجميع في هذا الفراغ إلى أي حد يستطيعون المواصلة: (الرئيس الروسي فلاديمير) بوتين في أوكرانيا، والصين في مواجهة اليابان، وإيران في الملف النووي، والجهاديون في أفعالهم الفظيعة". وأكد ايشنغر أن "هناك حاجة ضرورية جدا لحوكمة عالمية. يجب على مجلس الأمن الدولي حل أزمة كل أسبوع: (كأزمة) إيران، أو سوريا. ولكن عوضا عن ذلك يبدو المجلس في طريق مسدود"، ولا توجد أي رغبة في الإصلاح.

وحذرت منظمة مجموعة الأزمات الدولية في المؤتمر الأمني من أنه "على الصعيد العالمي، تبدو الزيادة في التنافس الجيوسياسي، وكأنها تتجه نحو عالم أقل سيطرة"، وتتجه الأمور لتصبح غير قابل بالتنبؤ بها. وأشارت المجموعة إلى "نقاط إيجابية" حصلت خلال العام الماضي، بينها استمرار المحادثات النووية مع إيران، ومحاولات تشكيل الحكومة الأفغانية، ومحادثات السلام في كولومبيا، فضلا عن التقدم الإيجابي في العلاقات بين الولايات المتحدة وكوبا. ولكن بشكل عام، "اتسمت غالبية العام بالكآبة"، وفق مجموعة الأزمات الدولية، التي أضافت بالقول إن "النزاعات تتصاعد مجددا بعد تراجع كبير اثر انتهاء الحرب الباردة. إن حروب اليوم تقتل وتشرد أشخاصا أكثر وهناك صعوبة في إنهائها مقارنة مع الأعوام الماضية".

وكان وزير الخارجية التركي مولود شاوشأوغلو قد أعلن الجمعة، أن بلاده تراجعت عن حضور مؤتمر الأمن في ميونخ، بسبب مشاركة إسرائيل. ونقلت وكالة الأنباء التركية الرسمية عن شاوشأوغلو قوله: "كان من المفترض أن أشارك في المؤتمر ولكن بسبب الدعوة الموجهة لممثلين، عن إسرائيل للمشاركة في الدائرة المستديرة حول الشرق الأوسط، قررنا عدم المشاركة". حيث كان من المفترض أن يشارك وزير الخارجية التركي بمداخلة خلال هذا الاجتماع.

ع.أ.ج/ف.ي (د ب أ، رويترز، أ ف ب)

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد