1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

وجهة نظر: هزيمة داعش في الفلوجة ليست نهايتَه

Sollich Rainer Kommentarbild App
راينر زوليش
٢١ يونيو ٢٠١٦

أعلنت الحكومة العراقية عن "تحرير" مدينة الفلوجة، على الرغم من أن القتال مستمر هناك. وبعد ذلك، تسعى الحكومة العراقية لإخراج داعش من الموصل. فهل أوشكت نهاية الجهاديين؟ الخبير في شؤون الشرق الأوسط، راينر زولش يشك في ذلك.

https://p.dw.com/p/1JAWl
Irak Kämpfe um Falludscha
صورة من: Reuters/T. Al-Sudani

على مدى أكثر من عامين، عاش أهالي الفلوجة تحت حكم عصابة من القتلة يتخفون تحت ستار الدين ويعملون على إرهاب المدنيين بقطع الرؤوس وعمليات الإعدام الجماعية. وفي الآونة الأخيرة استخدمت هذه العصابة من القتلة السكانَ كدروع بشرية. ولكن عندما أعلن رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي قبل بضعة أيام أن الجيش العراقي تمكن من "تحرير" المدينة من قبضة تنظيم"الدولة الإسلامية"، لم يكن ذلك الحدث مبعث سرور لأهالي الفلوجة.

أحد الأسباب وراء ذلك قد يكون هو تواصل القتال بين الجيش العراقي ومقاتلي داعش في بعض المناطق. ولهذا فقد يكون بمثابة انتحار إذا خرج الأهالي للاحتفال في الشوارع. ولكن ما حدث هو شيء آخر، إذ هرب الكثير من السكان من هذا "التحرير".

هرب الأهالي من "التحرير"

تتحدث الأنباء عن أن ما يناهز 80 ألف شخص قد غادروا الفلوجة منذ هجوم الجيش العراقي في 23 مايو/ أيار. ونحو 30 ألف منهم فروا، بعد الإعلان عن "تحرير" الفلوجة بشكل رسمي يوم الجمعة الماضي (17.06)، وذلك وفقا لتقديرات المراقبين النرويجيين. وفي ظل ظروف صحية كارثية ينتظر هؤلاء الناس مصيرهم في مخيمات خارج الفلوجة، في الوقت الذي يخطط فيه رئيس الوزراء العبادي لاستعادة مدينة الموصل، أكبر وآخر مدينة عراقية في قبضة داعش.

الأمر الإيجابي الذي يمكن ملاحظته في ظل هذه التطورات، هو أن عرش "الخلافة" بدء ينهار - على الأقل في المعقل الأصلي للتنظيم الإرهابي. ويبدو من المرجح إلى حد كبير أن يغادر التنظيم الفلوجة في غضون بضعة أيام أو أسابيع. وذلك بعد أن خرج من مدن عراقية أخرى، ومن أبرزها تكريت والرمادي، التي طرد منها داعش قبل عدة أشهر. وحتى في الجارة سوريا و في ليبيا يبدو أن التنظيم الإرهابي تحت ضغط عسكري كبير.

Sollich Rainer Kommentarbild App
راينر زوليش: خبير شؤون الشرق الأوسط في DW

ولكن رغم الانتكاسات المتكررة، تبقى الهزيمة العسكرية لداعش بعيدة المنال في المنطقة. فحتى من دون سيطرتها على مناطق معينة، فإن التهريب وإمدادات الأسلحة عبر العديد من الطرق، تجعل التنظيم قادرا على نشر الخوف والإرهاب في شكل هجمات إرهابية، ليس فقط في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، ولكن أيضا في الولايات المتحدة وأوروبا.

المعركة العسكرية ضد تنظيم "الدولة الإسلامية"- وخاصة عبر القوات البرية - ضروري دون أدنى شك و ينبغي الترحيب بكل نجاح على الأرض. ولكن قيمة ذلك تبقى محدودة، لطالما لم تتم معالجة الصراعات الحقيقية في المنطقة. وإلا لم يكن ليلجأ معظم الناس في الفلوجة السنية للفرار، ليس فقط من داعش أو القتال الدائر فقط. فقد فر الكثيرون ربما خوفا من أعمال الانتقام أو الهجمات التعسفية للميليشيات الشيعية، التي لا تقل وحشية. وعلى الرغم من الشكوك التي تحوم حول سمعتها والدعم الإيراني المفتوح، لعبت الميليشيات الشيعية دورا عسكريا كبيرا في الهجوم البري على الفلوجة، في الوقت الذي وفرت فيه الولايات المتحدة الأمريكية غطاءا جويا وشنت غاراتها الجوية على المدينة. بيد أنه توجب بحسب خطة الهجوم، بقاء الميليشيات الشيعية خارج مدينة الفلوجة.

إيران والسعودية يشعلان لهيب الحرب

من جهته لم ينجح رئيس الوزراء العبادي - الشيعي - في بناء ما يكفي من الثقة داخل الأقلية السنية التي كانت تتمتع بالعديد من الامتيازات في عهد الدكتاتور السابق صدام حسين، وبعد ذلك أصبحت مهمشة بشكل ممنهج. رئيس الوزراء العرقي يفتقر إلى الحزم الضروري، وربما أيضا الإرادة السياسية. ولذلك يبدو من المحتمل أن يزيد الهجوم على الموصل الغنية بالنفط وأكبر مدينة عراقية يسيطر عليها داعش، من حدة التوتر بين الجماعات العرقية في البلاد - بمن فيهم الأكراد الذين يشاركون بوحداتهم العسكرية في الهجوم على داعش وقد يسعون إلى أن يكون لهم بعض الحقوق في المشاركة السياسية والاقتصادية. ولهذا أيضا يتوقع المزيد من المعاناة الإنسانية والمزيد من موجات اللجوء.

كل هذا يدل على أن الأمر لا يتعلق فقط بمحاربة داعش، بل أيضا بالنزاعات القائمة في الواقع حول السلطة وتوزيع الثروات. وهو ما يتم استخدامه، في بعض الأحيان بشكل ممنهج، عبر تأجيج الصراعات الطائفية أو العرقية لتأمين دعم جماعات أو عشائر معينة.

النظام السوري، ومختلف جماعات المعارضة السورية، البشمركة الكردية والميليشيات الشيعية في العراق - جميعهم يعتمد على هذه الطرق والآليات مثل تنظيم داعش. وفي كل هذا تلعب القوتان الإقليميتان الغريمتان، إيران والمملكة العربية السعودية، دورا خطير وغير مشرف. فبدلا من التأثير على هذه النزاعات بشكل معتدل، تعمل هذه القوى على تأجيج الصراعات الطائفية بشكل ممنهج.

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد