1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

وجهة نظر: صورة لا إنسانية لأوروبا

Riegert Bernd Kommentarbild App
بيرند ريغرت
٢١ سبتمبر ٢٠١٥

أحداث درامية تشهدها العديد من مناطق أوروبا. عائلات بأكملها لا تعرف أين تذهب وما ينبغي فعله، وحكومات تستسلم أمام هذا الوضع البائس، مثلا في كرواتيا من خلال شهادة مراسل إذاعة غرب ألمانيا بيرند ريغرت هناك.

https://p.dw.com/p/1GZmx
Kroatien Serbien Grenze Flüchtlinge am Bahnhof Tovarnik Zug
صورة من: Reuters/A. Bronic

لماذا تفعلون هذا بنا؟ إنه سؤال شاب سوري في قرية توفارنيك الكرواتية الحدودية. الشاب فرّ مع والدته وأختيه من دمشق إلى تركيا ثم اليونان فمقدونيا فصربيا حتى وصل كرواتيا. والآن يجلس في حفرة بدرجة حرارة تبلغ 40 درجة مئوية تحت الظل وبحوزته القليل من الماء والطعام، وليس هناك من مرحاض أيضا. والأهم بالنسبة له هو عدم وجود معلومات عن كيفية المضي قُدماً. السبب في ذلك هو أن السلطات الكرواتية تترك آلالف البشر يعيشون في ظل ظروف لا إنسانية وبدون معلومات عن مسارهم. وهناك فقط بعض المتطوعين الذين يقدمون مساعدات لهم من بين سكان القرية أو من مجموعة نشطة على الفيسبوك، ومقرها في ميونيخ بألمانيا.

هل سيواصل اللاجئون رحلتهم بالحافلات أو بالقطارات أم على الأقدام؟ لا أحد يعرف. فجأة يتم الإعلان عن حافلات متجهة إلى المجر أو إلى سلوفينيا. الناس متعبون ومتسخون. عويل نساء وأطفال يبكون، أوضاع قد لا تصدق. رجال الشرطة عاجزون ويسعون إلى عدم استخدام العنف، ولكن ليست لديهم تعليمات واضحة. وهكذا يتشارك رجال الشرطة واللاجئون خرطوم المياه الموجود في الحديقة. لقد فشلت الدولة الكرواتية في ذلك وتم وقف العمل باللجوء السياسي، في حين يقود إبعاد اللاجئين إلى الحدود السلوفينية والمجرية إلى حدوث توتر في العلاقات بين البلدين، كما لا يمثل حلاً سياسياً للمشكلة. أما اللاجئون فإنهم يريدون فقط الإفلات من هذه المصيدة.

Riegert Bernd Kommentarbild App
كاتب التعليق: بيرند ريغرت

التلاعب بمصائر الناس

حينما علم الشاب السوري أن عليه المغادرة مع عائلته إلى المجر، وكأنه كرة تتلاعب بها دول البلقان، انهمرت الدموع من عينيه ليسأل مرة ثانية: لماذا تفعلون هذا بنا؟ لا يمكنني الإجابة على سؤاله، وليس هناك من جواب أيضا من العاملة بمفوضية شؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة أو من زميلتها من منظمة الصليب الأحمر. اللاجئون ينتظرون لساعات ويتدافعون ويتزاحمون بذعر لتحاشي ركوب الحافلات أو القطار الذي سيغادر محظة القطارات في توفارنيك. ويقول الشاب السوري إن لديه ما يكفي من المال لشراء تذاكر سفر. ويضيف أنه لا يريد مساعدة من صربيا أو كرواتيا أو من المجر أو سلوفينيا، فهو يريد أن يذهب إلى ألمانيا أو هولندا فقط.

هل هي أوروبا التي أنتمي أنا إليها؟

لا أستطيع أن أوضّح للشاب السوري تقلّب السياسة الأوروبية وتجاهل القواعد الأوروبية. وهل يستطيع أحد توضيح ذلك حقا؟ أنا عاجز عن ذلك. ولا علاقة للأوضاع في توفارنيك بقيم الإنسانية. فأوروبا في حاجة إلى حل ما نتيجة توافد المزيد من اللاجئين عليها عبر صربيا. لماذا تفعلون هذا بنا؟ نحن لسنا حيوانات، يسألني الشاب السوري اليائس مرة أخرى، ثم يدفع بأمه للوقوف في طابور أناس ينتظرون، وهم منهكون. توفارنيك هي أحد مراكز الإنتظار وتجمع اللاجئين العشوائية في أوروبا، ومثل هذه المراكز موجودة أيضاً في كوس وكاليه وبروكسيل وبرلين...وغيرها. إنه أمر مخجل. فهل هذه هي أوروبا التي لازلت أنتمي أنا إليها؟.

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد