1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

وجهة نظر: تركيا بحاجة إلى أكثر من إعلان الحرب على داعش

Seda Serdar Kommentarbild App
سيدا سردار
٢٥ يوليو ٢٠١٥

تركيا انضمت إلى التحالف الدولي ضد تنظيم "الدولة الإسلامية". لكن البلاد بحاجة لما هو أكثر من الحرب على داعش لتحقيق الاستقرار والأمن في البلاد. كما ترى سيدا سردار في تعليقها لـ DW.

https://p.dw.com/p/1G4Z0
Türkei Luftwaffe Kampfflugzeug F-16
صورة من: picture-alliance/AA/Veli Gurgah

قرر المسؤولون الأتراك القيام بعمل عسكري قوي ضد تنظيم داعش، بعد الهجوم الإرهابي في سورج الذي أودى بحياة 32 شخصا. الضربة التي وجهها الطيران التركي في تمام الساعة 3.40 بالتوقيت المحلي شكلت إعلانا عن تغيير في سياسة تركيا تجاه التنظيم.

سبب الضربات الجوية التركية لا يعود إلى الهجوم الإرهابي على سورج، بل إلى الخطر الذي تتعرض له تركيا على طول الحدود مع سوريا والذي بدأ يهدد أراضيها. فبعد أيام فقط من الهجوم على سورج، فتح عناصر من داعش النار على القوات التركية المرابطة على الحدود، نتج عنه رد عسكري. كما جاء هذا أيضا بعد عام من المفاوضات مع الحليف الأميركي من خلال لقاءات دبلوماسية تكثفت في الأسابيع الماضية هدفت للدفع بدخول تركيا إلى التحالف ضد داعش.

أقرب إلى الرقة

التعاون الوثيق في الحرب على الإرهاب قاد إلى فتح قاعدة انجرليك التركية لطائرات التحالف، التي تعني كثيرا في هذه الحرب. القاعدة التي تستخدم حتى اليوم لإغراض الدعم اللوجستي والاستخباري. والآن، يمكن لطائرات التحالف الانطلاق منها وضرب مقار داعش.

وهذا لا يعني فقط أن هذه الطائرات ستطير لمسافات أقصر، وتبقى محلقة في الجو لفترة أطول لتحقيق أهدافها، بل أن بوسع تركيا استهداف الهدف الأكبر، عين داعش نفسها (الرقة).

رغب الحليف الأميركي باستخدام قاعدة انجرليك منذ إنشاء التحالف ضد داعش وقصف طائراته لمقرات التنظيم. لكن الرغبة لم تتحقق بسبب الاختلافات في وجهات النظر بين الرئيس الأميركي اوباما ونظيره التركي اردوغان حول كثير من القضايا. فبينما كانت أولوية اوباما استهداف داعش والقضاء عليه. كان اردوغان يعتقد أن هذا الهدف لن يتحقق من دون إزاحة الرئيس السوري بشار الأسد، الذي دعم نظامه حزب العمال الكردستاني المعارض لأنقرة لعقود.

Seda Serdar Kommentarbild App
سيدا سردار، دويتشه فيله

من الجانب الآخر، واجهت تركيا موقفا صعبا عند انطلاق التحالف ضد داعش، فقد احتجز التنظيم 49 من مواطنيها في شهر يونيو/ حزيران 2014 في مدينة الموصل العراقية، بينهم القنصل العام في المدينة. إطلاق سراحهم جاء من دون خسائر حينها، لكن تركيا مازالت تدفع ثمنا باهظا. فرغم فهمها لجدية التهديد الذي يتسبب فيه التنظيم، لكن الحكومة التركية لم تتخذ الخطوات الصحيحة لمواجهة هذا التنظيم الإرهابي. السياسات الخاطئة لم تؤدي إلى الهجوم على سورج فقط، بل إلى المواجهة بين حزب العمال الكردستاني وتنظيم داعش، ما هدد الأمن في تركيا.

القضاء على خلايا الإرهاب

وهذا الأمر ينقلنا إلى الجانب الآخر من المشكلة. فالاتفاق على السلام مع حزب العمال الكردستاني الإرهابي قد انهار عمليا، بعد حرب امتدت لثلاثين عاما. بكلمات أخرى، الوضع الحالي متمثلا في البحث عن ائتلاف حكومي لن يساعد أيضا. ففي الأيام الأخيرة ارتفع عدد هجمات الحزب على قوات الأمن التركية ما يشير إلى أن المشكلة مازالت حية ومؤثرة.

والتزامن بين الضربات الجوية للطيران التركي على مواقع داعش واستهداف حوالي خمسة آلاف عنصر أمني لخلايا إرهابية داخل البلاد، يشير إلى أن الولايات المتحدة وتركيا متفقتان على ضرورة مكافحة الإرهاب أيا كان نوعه، والذي يهدد المجتمع الدولي.

خطوات يجب اتخاذها

بيد أن الشيء المهم بالنسبة لتركيا هو الاستقرار الأمني والسلام على الأراضي التركية. المسؤولون الأتراك صرحوا أن الضربات هي جزء من عملية مفتوحة ومستمرة. وبينما تحاول البلاد الدفاع عن نفسها من الإرهاب، يجب عليها أن تمنع نفسها من السقوط في حالة من الفوضى.

هذان هما الهدفان المهمان اللذان يجب تحقيقهما. وقبل كل ذلك، إنهاء العداء داخل المجتمع التركي. كل الأطراف السياسية يجب أن تدعو للوحدة واعتبار الإرهاب العدو الأول للبلاد. الأمر الآخر؛ يجب على تركيا الإسراع في تأمين حدودها. وأخيرا وليس أخرا، على تركيا أن تبحث اجتماعيا الأسباب التي تدفع بالمئات من الشباب للانضمام إلى داعش، ويجب عليها أن تأخذ إجراءات لمكافحة دعاية التنظيم المتطرف الإعلامية.

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد