1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

واشنطن وطهران: هل سيتحول الغزل الخجول إلى حوار؟

يوسف بوفيجلين٢٢ سبتمبر ٢٠١٣

تبدي واشنطن وطهران اهتماما متزايدا الواحدة تجاه الأخرى، وذلك من خلال التصريحات المتبادلة والصادرة عن اوباما وروحاني. وإن كانت تلك الإشارات خجولة إلا أنها تبعث الأمل في استئناف الحوار بينهما، فهل سينجح ذلك؟

https://p.dw.com/p/19lLw
Iran's new President Hasan Rouhani smiles during his first press conference since taking office at the presidency compound in Tehran, Iran, Tuesday, Aug. 6, 2013. Rouhani says his country is ready for "serious" and swift talks with world powers over the nation's controversial nuclear program. (AP Photo/Ebrahim Noroozi)
روحاني يحث زعماء العالم على الحوار مع ايرانصورة من: picture-alliance/AP Photo

منذ أن استلم مهامه كرئيس لإيران، يحاول حسن روحاني من خلال تصريحاته إرسال إشارات إلى الغرب مفادها انه على استعداد للدخول في حوار بشأن عدد من القضايا الخلافية. آخر هذه التصريحات ما كتبه على صحيفة "واشنطن بوست" حيث حث زعماء العالم على "انتهاز الفرصة" التي سنحت بانتخابه بالانخراط مع إيران في حوار "بناء"، مضيفا أن بلاده مستعدة لتسهيل المحادثات بين حكومة الرئيس السوري بشار الأسد ومعارضيه.

وقبل أيام من توجهه إلى نيويورك للمشاركة في الجمعية العامة للأمم المتحدة، رحب روحاني في مقابلة تلفزيونية بلهجة اوباما التي وصفها بـ"الايجابية والبناءة" مؤكدا أنهما تبادلا رسائل بعد تنصيبه رئيسا. بل وذهب روحاني إلى إمكانية لقاء اوباما في نيويورك، الأمر الذي لم يستبعده البيت الأبيض. وقال اوباما في وقت سابق ردا على تصريحات روحاني إنه يعتزم اختبار نوايا رئيس إيران الجديد بشأن البرنامج النووي للجمهورية الإسلامية.

الضوء الأخضر

تصريحات متبادلة تحمل في طياتها نبرة جديدة، حتى وإن وصفها المراقبون بأنها خجولة، إلا أنها قد تكون بداية لحلحلة الجمود الذي طبع ملفات عديدة كالملف النووي الإيراني. ويصف على نوريزاده مدير مركز الدراسات الإيرانية العربية في لندن، في تصريحات لـ DW عربية، المرونة التي يبديها الرئيس الإيراني روحاني على أنها "ضوء أخضر من المؤسسة الدينية في البلاد، فالمرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية يشعر بقلق جراء غليان الشارع الإيراني، بالإضافة إلى ما تشهده دول المنطقة من تغييرات. فآية الله خامنئي يثق في روحاني وهو بحاجة إليه في الوقت الراهن لإنقاذ نظام الجمهورية الإسلامية من الانهيار".

Bild 1: Iraqi journalists shout slogans and carry banners during a rally in Al-Mutanabi Street in Baghdad, Iraq on 14 August 2009. The journalists protest over what they say are dangerous threats by a top Shiite political leader in a war of words over a deadly bank heist in the capital. Jalal Eddin Saghir, a leader of the formerly Iran-based Supreme Iraqi Islamic Council, is accused of making violent threats against journalist Ahmad Abdel Hussein during a Friday sermon over an article in the state-run Al-Sabah newspaper alleging SIIC links to the 28 July raid in central Baghdad, in which eight guards were killed and 3.8 million dollars were stolen. EPA/ALI ABBAS +++(c) dpa - Report+++
ازدياد الغضب داخل ايران من الوضع الاقتصادي وتدني الحرياتصورة من: Picture-Alliance/dpa

وكان قائد الثورة الإسلامية الإيرانية آية الله علي خامنئي قد أكد خلال لقائه الأخير لقادة كوادر حرس الثورة الإسلامية على ضرورة انتهاج الدبلوماسية المرنة مع الحفاظ على الأسس والمبادئ، موضحا أن التحدي الرئيسي للثورة هو تقديم نظام جديد في مواجهة نظام "الهيمنة". الأمر الذي رأى فيه مراقبون على انه استعداد جديد على أعلى مستوى في إيران لدراسة حل لتسوية الصراع النووي لطهران مع الغرب.

التخلي عن الشعارات

ووفق جل المراقبين، يبحث النظام الإيراني في الوقت الراهن عن السبل التي من شأنها أن تخرجه من العزلة المفروضة عليه، وذلك بسبب العقوبات الاقتصادية الدولية، والتي كبّدت الاقتصاد الإيراني خسائر بمليارات الدولارات. عقوبات أثرت بشكل مباشر على حياة الإيرانيين، وهو ما بدا جليا في خيارات الناخب الإيراني في الانتخابات الرئاسية الأخيرة، كما يقول الخبير الإيراني نوريزاده والذي يضيف:"إن أحد أسباب انتخاب روحاني كان العمل على إخراج البلاد من الوضع المأساوي الذي وقعت فيه، وتوفير مناخ مناسب للخروج من العزلة والانفتاح على العالم، فروحاني باعتباره رجل براغماتي، قد يكون مناسبا لهذه المرحلة، أي مرحلة التخلي عن الشعارات الصاخبة لتفادي الانفجار الداخلي".

وقد بلغ التضخم نسبة أربعين في المائة، كما أدت العقوبات المفروضة على القطاع النفطي والبنوك الإيرانية إلى تدهور سعر صرف الريال الإيراني مقابل الدولار؛ ما أثر على القدرة الشرائية للمواطن البسيط.

ماذا يمكن أن يفعل؟

لكن ماذا يمكن لروحاني أن يقدمه من تنازلات للغرب؟ فإدارة اوباما التي بدت حذرة في تصريحاتها تجاه القيادة الإيرانية الجديدة، كررت عبارتها "الأفعال أكثر أهمية من الأقوال". وبعد أن حذر روحاني مؤخرا من أن بلاده "لن تتراجع قيد أنملة" عن حقوقها النووية، عاد وأكد يوم الخميس (19 أيلول/ سبتمبر 2019) متحدثا لشبكة ان بي سي الأمريكية بالقول: "لم نسع يوما لحيازة قنبلة نووية ولن نسعى إلى ذلك أبدا". وبهذا الشأن يقول نوريزاده: "بإمكان روحاني أن يفعل الكثير لطمأنة الغرب، باستطاعته فتح الأبواب أمام المفتشين الدوليين، على الأقل لإظهار حسن النية، روحاني باستطاعته كذلك إقناع العالم أن له القدرة على وقف تخصيب اليورانيوم، أو على الأقل عدم تجاوز نسبة العشرين في المائة من التخصيب، ويبدو انه حصل على إذن من خامنئي للتفاوض بهذا الشأن".

قدرة اوباما محدودة؟

epa03861397 US President Barack Obama is seen partially obscured by a door as he walks out of a meeting with the Senate Democratic Caucus in the US Capitol in Washington, DC, USA, 10 September 2013. President Obama is lobbying Congress to back a limited strike on Syria, saying that they want to degrade Syrian President Bashar al-Assad's delivery systems after he allegedly carried out a sarin gas attack on 21 August that killed more than 1,400 people. EPA/MICHAEL REYNOLDS
هل سيعمل اوباما على رفع العقوبات على ايران؟صورة من: picture-alliance/dpa

ويبدوا أن الوضع الذي تعيشه المنطقة بالإضافة إلى تضخم الخلافات الإيرانية مع الغرب، خاصة أثناء فترة رئاسة محمود احمدي نجاد، تحتم على الطرفيين الأمريكي والإيراني إيجاد توافقات من شأن كل طرف أن يسوقها على أنها تخدم مصالحه القومية؛ فالرئيس الأمريكي بحاجة ماسة في الوقت الحالي إلى الظهور على أنه يمسك بزمام الأمور في الملفين السوري والإيراني، وذلك بعد أن فشل في اتخاذ قرار بشأن أزمة سوريا الملتهبة منذ ما يزيد عن العامين والنصف. وبهذا الشأن يقول على نوريزاده، إن "أي حوار بين الولايات المتحدة الأمريكية و إيران سيؤثر على الملف السوري، وهذا ما سيحسب لصالح إدارة اوباما".

لكن يبقى السؤال: إلى أي مدى يمكن لأوباما أن يخفف أو يرفع العقوبات المفروضة على نظام طهران، وهل بإمكانه إقناع الكونغرس بذلك؟ خاصة وأن حكومة إسرائيل طالبت المجتمع الدولي بأن لا ينخدع بتصريحات الرئيس الإيراني حسن روحاني، واصفة إياها بـ"المضللة".

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد