1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

هل يهدد الخطر فسيفساء الأديان في العراق؟

آندرياس غورزيفسكي/ ش.ع٩ أبريل ٢٠١٣

يعاني غير المسلمين في العراق، من المسيحيين والأيزيدية والمندائيين من اعتداءات إرهابية وعمليات اختطاف لإرغامهم على دفع فديات مالية عالية. دفع هذا بالعديد منهم إلى الهجرة، حتى أضحى تواجدهم التاريخي في أرض الرافدين مهددا.

https://p.dw.com/p/188Dg
An Iraqi policeman stands guard at the site of a car bomb attack in front of a Christian church in Palestine Street, Baghdad, Iraq on 13 July 2009. A wave of attacks targeted five Christian churches across Baghdad killed four people and wounded more than 30, Iraqi police said. EPA/SHEHAB AHMED +++(c) dpa - Bildfunk+++
صورة من: picture-alliance/dpa

تشهد الأقليات في العراق بشكل يكاد يكون يوميا اعتداءات أو عمليات اختطاف أو تفجيرات إلى درجة أن الفسيفساء العرقية والطائفية والدينية التي ميّزت بلاد الرافدين أصبحت تتلاشى شيئا فشيئا.

هذا التلاشي بدأ حتى قبل سقوط نظام صدام حسين قبل عشر سنوات، وتجلى من خلال الصراع الدائر بين العرب والأكراد من جهة وبين السنة والشيعة من جهة أخرى. وقد شملت تبعات هذا الصراع العرقي والطائفي طوائف أخرى على غرار المسيحيين والأيزيدية والمندائيين.

أضحت الكنائس منذ أعوام هدفا لتفجيرات وعمليات إرهابية. وعندما تولى الزعيم الديني للطائفة الكاثوليكية في العراق البطريق لويس رافائيل الأول منصبه في مارس/آذار الماضي كانت الدرجة الأمنية القصوى هي السائدة في أنحاء واسعة من العراق. وقد شهدت أعداد الطائفة الكاثوليكية كغيرها من الطوائف المسيحية تراجعا ملحوظا في العراق، حيث هاجر عدد متزايد من المسيحيين إلى خارج البلد، إلى درجة أنه لم يتبق من إجمالي مليون مسيحي كانوا يعيشون في بلاد الرافدين سوى بضع مئات الألوف، وفقا لتقديرات كنسية.

الأقلية المندائية : وجود تاريخي مهدد بالاندثار

الأقليات الدينية الأخرى في العراق تواجه مصيرا مماثلا، إذ يُعد وضع الطائفة المندائية، التي موطنها الأصلي جنوب العراق منذ أكثر من ألفي عام، صعبا للغاية. ورغم أن المندائيين يؤكدون أن القرآن يعتبرهم من أهل الكتاب وبالتالي فهم أهل بالحماية، إلا أن العديد من المسلمين يرونهم من منظور مختلف.

Mandaeans wait to be baptised on the banks of the Tigris River which runs through the center Baghdad on September 21 2008. Baptism is the central sacrament of Mandaean religious life, revering several Old Testament characters especially John the Baptist. Since the invasion of Iraq by the US-led forces the 100,000-strong sect has depleted to 5000, with most fleeing the country. The Mandaeans have practiced their Gnostic religion for generations along the banks of the Tigris after they were driven out of Jordan and settled in southern and central Iraq around AD 67. AFP PHOTO/SABAH ARAR (Photo credit should read SABAH ARAR/AFP/Getty Images)
الطائفة المندائية، التي يعد جنوب العراق موطنها الأصلي، مهددة بالاندثار تماما من العراق بسبب الهجرة جراء أعمال العنف التي تستهدفها..صورة من: Sabah Arar/AFP/Getty Images

صبيح الزهيري، الذي كان يشعل منصب بروفسور في اللغة المندائية ببغداد، يقول إن الطائفة المندائية، التي ينتمي إليها، لا تزال معرضة للاعتداءات. ويضيف الزهيري في حديث مع DWأن الكثيرين من أتباع هذه الطائفة لا يكشفون عن انتمائهم الديني خوفا من التمييز، لافتا مثلا إلى أنه في حال طلب شخص مندائي قهوة في أحد المقاهي وكشف عن هويته فلا يحصل عليها.  ويوضح قائلا: "الناس سوف يمتنعون عن شرب أي شيء من كوب شرب منه شخص مندائي قبلهم."

وقد هاجر عدد كبير من المندائين إلى الخارج إلى درجة أن وجودهم في وطنهم الأصلي العراق أصبح مهددا، فقبل عشر سنوات كان نحو 30 ألف شخص من الطائفة المندائية يعيشون بين بغداد والبصرة، أما اليوم فإن عددهم ربما لا يتجاوز 5 آلاف شخص. وقد هاجر أغلبيتهم إلى ألمانيا والبلدان الاسكندينافية والولايات المتحدة. "العديد يعتقد أن الطائفة المندائية ستندثر مستقبلا بالكامل في العراق"، على ما يقول الزهيري.

الطائفة الأيزيدية : حرية نسبية ، ولكن في كردستان العراق

طائفة الأيزيدية الكردية في العراق عانت بدورها من الملاحقة والاعتداءات، فعلى الرغم من أن عدد أتباعها لا يتجاوز مئات الآلاف ويعيش أغلبهم في شمال البلاد، إلا أن المسلمين المتطرفين يعتبرونهم كفارا من عبدة الشيطان. 

وفي آب/أغسطس عام 2007 وصلت أعمال العنف ضد الطائفة الأيزيدية ذروتها، حيث قتل أكثر من 400 شخص من أتباعها في تفجيرات إرهابية. ويحظى الأيزيديون في الشمال الكردي من العراق بحقوق أفضل من أولئك الذين يعيشون في المناطق العربية.

يقول إلياس يانك من المنتدى الأيزيدي في مدينة أولدنبورغ الألمانية إن "الحكومة الكردية أنفقت ملايين الدولارات لترميم أحد أهم معابد الطائفة الأيزيدية في لاليش بالقرب من مدينة الموصل".

Dohuk, IRAQ: Iraqi Yazidis light candles outside Lalish temple situated in a valley near Dohuk, 430 km (260 miles) northwest of Baghdad, during celebrations for the Yazidi New Year, late 17 April 2007. The Yazidis, who number about 1.6 million, commemorate the arrival of the light into the world during the celebration. AFP PHOTO/SAFIN HAMED (Photo credit should read SAFIN HAMED/AFP/Getty Images)
الأكراد الأيزيديون في كردستان العراق يمارسون شعائرهم الدينية بحرية.صورة من: Safin Hamed/AFP/Getty Images

ورغم أن الأعياد الأيزيدية هي أيام عطلة رسمية كما يبين الياس يانك الا أنه "لا يزال هناك تمييز ضدهم خاصة في سوق العمل أو في مجال التعليم".  

من جهته، يقول كمال سيدو، المتخصص في شؤون الأقليات العراقية من المؤسسة الألمانية لحماية الشعوب المهددة: "مظاهر التمييز اليومي يمكن أن تأخذ أشكالا مختلفة، مثلا في أحد القرى التي يعيش فيها مسلمون ويزيديون، يقوم المؤذن بتلاوة سور من القرآن تعتبر مهينة لليزيديين."     

في الواقع، يضمن الدستور العراقي للأقليات الدينية على غرار المسيحيين واليزيديين والمندائيين حرية المعتقد، ولكن هذا القانون لا يحميهم من التمييز في الشارع وعدة مجالات حياتية. كما أنهم عرضة للاعتداءات والتفجيرات الإرهابية. كما يعمد البعض إلى اختطاف المسيحيين أو المندائيين للحصول على فديات مالية عالية. وبعض الجماعات المتطرفة تعتدي على المحالات التجارية التي يملكها أتباع الطوائف الأقلية، خاصة إذا كانت تباع فيها مشروبات كحولية.   

ويرى سيدو مستقبل الأقليات في العراق بنظرة تشاؤمية، فيقول: "بالنسبة للمندائيين لن يعود الزمن القديم مرة أخرى" لافتا الأنظار إلى أنه رغم سعي الحكومة العراقية إلى تحسين إجراءات حماية الأقليات، لكن مساعيها لم تحظ بنجاح يذكر : " في الشمال الكردي حصرا ، بإمكان الأقليات غير المسلمة أن تعيش وتمارس شعائرها الدينية بكل حرية"، وفق ما يقول سيدو. 

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد