1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

هل سيحل البترو - يورو محل البترو - دولار؟

دويتشة فيلة٨ أبريل ٢٠٠٦

هل سيتحول احتياطي بعض الدول من الدولار كالصين والإمارات العربية المتحدة إلى ورقة ضغط لتحقيق مكاسب سياسية والتلويح باستخدام اليورو كعملة صعبة؟ هل أضحت الولايات المتحدة الأمريكية عرضة للابتزاز في هذا المجال؟

https://p.dw.com/p/8EJM
منشأة نفطيةصورة من: AP

لم تكن زيارة السيناتور الأمريكي شالرز شومر في نهاية الشهر المنصرم إلى الصين معبّدة بالورود، بل اصطدمت بحقل من الأشواك بشأن قيمة العملة الصينية والجمارك. فقد حمل في جعبته رسالة واحدة ومحددة من واشنطن مفادها إمّا أن تقوم الصين بتخفيض قيمة عملتها أو أن تواجه رفعا لنسبة الجمارك المفروضة على بضائعها المصدرة إلى السوق الأمريكية بنسبة 28 بالمئة.

أوروبا قبلة المستثمرين

Frankfurt bekommt in der Silvesternacht ein Euro-Denkmal
لوحة تحمل شعار اليوروصورة من: AP

إن سياسة المعارضة التي لاقتها صفقة تسلم شركة موانئ دبي إدارة شؤون الشحن في ستة موانئ أمريكية من أعضاء الكونغروس والإحباطات التي يتعرض لها الصينيون من السياسة الاقتصادية الأمريكية قد تدفع المستثمرين الإماراتيين أو الصينيين إلى توجيه رؤوس أموالهم نحو أوروبا، كما يرى البروفسور نوريل روبين الذي عمل مستشارا سابقا لدى وزير المالية الأمريكية. ولكن من الملاحظ أنّ مثل هذه التحذيرات التي يطلقها الخبراء لم تلاقِ آذانا صاغية عند أصحاب القرار في الولايات المتحدة. فالإدارة الأمريكية كما يرى البروفسور نوريل روبيني عليها أن تستخلص العبر من هذه السياسات وأن تدرك مدى انعكاساتها على عجلة نمو الاقتصاد الأمريكي، خاصة وأنّ نسبة العجز في الميزانية الأمريكية تقدر بـ 800 مليار دولار وأنّها تعتمد بشكل كبير على المستثمرين الأجانب. مثل هذا الأمر لن ينعكس على الدولار فحسب، بل على نسبة الفائدة أيضا.

وعلى الرغم من هذا العجز في الميزانية الأمريكية، إلا أنّ هذا لا يعني أنّها أصبحت عرضة للابتزاز، فهي ما تزال محركة عجلة الاقتصاد العالمي وأكبر سوق استهلاكية عالمية وكذلك رائد التصدير في العالم. وكذلك ما زال الأجانب يهرعون لشراء أصول تجارية أمريكية وأنّ انتقال الدولار من أمريكا إلى الصين والهند والشرق الأوسط يشكل حجر الأساس لانطلاق المستثمرين في هذه البلدان.

بورصة نفطية تعتمد اليورو؟

جاء فشل صفقة موانئ دبي بمثابة ضربة شديدة للإدارة الأمريكية. فقد أضرّ ذلك بالصورة الدولية والسياسية للرئيس الأمريكي جورج بوش. وبالمقابل هدد البنك المركزي الإماراتي بتحويل 10 بالمائة من احتياطي العملة الصعبة من الدولار إلى اليورو. وكذلك إيران ما زالت تنادي بضرورة تأسيس بورصة نفطية تعتمد اليورو أساسا في تعاملاتها التجارية.

New Yorker Rohstoff- und Warenterminbörse Ölpreis
بورصة نويورك للمواد الخامصورة من: AP

ويبدو أنّ الإيرانيين كما يرى فيل فلاين من شركة"Aloran trading" يحاولون تغيير لغة الخطاب النفطي المعتمد على الدولار أساسا إلى أي عملة أخرى . إذ يعدّ النفط إلى حد بعيد السلعة الأكثر أهمية للتجارة العالمية بوصفه محرك عجلة الصناعة الحديثة. وفي هذا الإطار فإنّ منظمة البلدان المنتجة للنفط وافقت على بيع نفطها مقابل الدولار فقط . وطالما استمر الأمر على هذا الحال، فإنّه ليس من المتوقع أن يصبح اليورو عملة الاحتياط الرئيسة. ولكن يبقى السؤال قائما، إلى أي مدى تستطيع الدول الشرق أوسطية اعتماد اليورو أساسا للتعامل التجاري في مجال تجارة النفط بدل الدولار ليصبح الحديث عن بترو-يورو بدل بترو-دولار؟ وردا على هذا التساؤل يرى فلاين أنّ السيناريو المذكور لن يكتب له النجاح ضمن المعطيات الدولية الراهنة.

رفض أوروبيّ

Irak Ölproduktion Ölraffinerie Erdöl Öl
عامل يتفقد مضخة للنفطصورة من: AP

الأوروبيون لا يريدون ممارسة ضغوط على الدولار الأمريكي لما لذلك من تأثير على مصالحهم وشراكتهم الاستراتيجية مع أمريكا ولأسباب أخرى تتعلق بأسعار النفط وقوة اليورو. ومع تعطش الولايات المتحدة للنفط واستيراد السلع بأثمان رخيصة من الهند والصين، إلا أنّه ليس من مصلحة الاقتصاد العالمي الدخول في صراع اقتصادي مع أمريكا، كما ترى ناريمان بيرافشو من Global Insightإذ ما تزال الولايات المتحدة تمسك بمفاتيح الاقتصاد العالمي. كما أن حدوث انخفاض حاد في الدولار الأمريكي سيجلب نتائج كارثية إلى العديد من الدول. إنّ حدوث مثل هذا الأمر سيحتّم على الأوروبيين والآسيويين إدامة عجلة الاقتصاد الأمريكي والقدرة الاستهلاكية للأمريكيين.