1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

هل تأتي العلاقات الخليجية-العراقية على حساب إيران؟

١ فبراير ٢٠٢١

لقاءات متوالية بأعلى المستويات، اتفاقات تعاون اقتصادي، إعادة فتح معابر حدودية، خطط للربط الكهربائي. بعض أوجه الحيوية التي تدب منذ فترة بأوصال العلاقة بين مجلس التعاون الخليجي والعراق فهل تخرج طهران من بغداد خالية الوفاض؟

https://p.dw.com/p/3ogZM
المؤتمر الصحفي للأمين العام لمجلس التعاون الخليجي نايف فلاح الحجرف ووزير الخارجية العراقي فؤاد حسين
المؤتمر الصحفي للأمين العام لمجلس التعاون الخليجي نايف فلاح الحجرف ووزير الخارجية العراقي فؤاد حسينصورة من: Murtadha Al-Sudani/AA/picture alliance

العلاقات العراقية-الخليجية "استراتيجية". كلام جاء على لسان الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي نايف فلاح الحجرف الاثنين (الأول من شباط/فبراير 2021) في مستهل زيارته للعاصمة العراقية بغداد وبعد لقائه بوزير خارجيتها فؤاد حسين. وأكد الحجرف "وقوفنا إلى جانب العراق في محاربة الإرهاب وبسط الأمن الاستقرار في البلاد". وأضاف أنه تمت مناقشة ملف الربط الكهربائي بين دول مجلس التعاون الخليجي والعراق ومناقشة عقد مؤتمر لرجال الأعمال بين الجانبين.

من جانبه، قال الوزير العراقي إنه تم بحث موضوع الانتخابات العراقية المقبلة، وإمكانية دعم دول الخليج والمنطقة لهذه الانتخابات.

الكاظمي "صديق شخصي" لابن سلمان

ومن جهته، دعا رئيس الحكومة العراقية مصطفى الكاظمي اليوم الاثنين إلى الإسراع بملف الربط الكهربائي وتعزيز التبادل التجاري بين العراق ودول مجلس التعاون الخليجي. وأكد الكاظمي خلال استقباله هو الآخر للحجرف: "سعي العراق لتمتين العلاقات مع دول مجلس التعاون الخليجي، وإلى تحقيق التكامل مع دول المجلس بمختلف المجالات السياسية والثقافية والاقتصادية والتجارية، لاسيما وأن تلك العلاقات لم تصل بعد إلى ما يتطلع له العراق"، وذلك بحسب بيان عراقي. 

ووقع العراق قبل سنة اتفاقية مع دول مجلس التعاون الخليجي لاستيراد حوالى 500 ميغاواط من الكهرباء لمعالجة النقص الحاد في التيار الكهربائي الذي يفتقر إليه العراقيون. وتصل ساعات انقطاع التيار أحيانا الى 20 ساعة في اليوم الواحد.

وفي السادس من كانون الأول/ ديسمبر الماضي التقى وزير الخارجية العراقي والأمين العام لمجلس التعاون في البحرين على هامش أعمال مؤتمر حوار المنامة للأمن. واعتبر وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين أن الكويت والسعودية هما بوابتا  بلاده إلى الخليج، مشددا على ضرورة إيجاد آلية عمل مع مجلس التعاون الخليجي.

اقرأ أيضا: الانتهاكات التركية للعراق.. هل تقود إلى تحالفات جديدة؟ 

وقال الوزير إن العراق يبني علاقاته على مبدأ التوازن، وتفعيل المصالح المُشترَكة، والاحترام المُتبادَل. وأكد ضرورة أن تضطلع الشركات الخليجيّة بدور في عمليّة إعمار العراق عبر الاستثمار في مجال البنى التحتية، وضرورة تشكيل لجنة لمُتابَعة مُخرَجات مُؤتمَر الكويت للمانحين، والتنسيق مع البنك الدولي.

واليوم الاثنين شدد الكاظمي على أهمية متابعة الملف الاستثماري وتعهدات مؤتمر المانحين، لما لها من أثر في تحقيق الاستقرار الاقتصادي والاجتماعي والأمني في العراق.

مجلس تنسيقي عراقي-سعودي

سجلت العلاقات الاقتصادية والتجارية بين العراق والسعودية في الربع الأخير من العام الفائت قفزات كبيرة بعد التوصل إلى سلسلة اتفاقات في إطار اجتماعات المجلس التنسيقي العراقي-السعودي، التي عقدت في كانون الأول/ ديسمبر الماضي. والمجلس يعمل على تنسيق التعاون في المجالات السياسية والأمنية والاقتصادية. وتوج التعاون المستجد في 18 تشرين الثاني/ نوفمبر بافتتاح معبر عرعر الحدودي المغلق منذ ثلاثين عاما، أمام التبادل التجاري بين البلدين.

وقطعت السعودية علاقاتها مع نظام صدام حسين إثر غزوه الكويت عام 1990، واستأنفتها فعليا في 2017. وتسعى الرياض على الأرجح إلى العودة الى السوق العراقية الذي تجتاحه السلع الإيرانية والتركية.

وتأتي خطوة فتح المعبر كمؤشر على توجه رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي لتعزيز علاقات بلاده مع الرياض. وكانت أول زيارة خارجية مقررة للكاظمي بعد توليه منصبه في أيار/ مايو إلى الرياض لكنها ألغيت في اللحظة الأخيرة بسبب مشاكل صحية تعرض لها ملك السعودية سلمان بن عبد العزيز حينها.

اقرأ أيضا: وجهة نظر: الرياض وطهران .. عدوان متفقان ضد "ربيع عربي جديد"

عرعر "بوابة" الأمل

يقع منفذ عرعر الحدودي في محافظة الأنبار التي تمتد في غرب وجنوب غرب العراق، وتشترك بحدود مع الأردن وسوريا والسعودية. وتهدف الخطوة الى السماح بمرور البضائع والمسافرين، ما يعني بوابة أخرى للواردات التي تدخل العراق الذي يستورد القسم الأكبر من حاجاته من إيران، ثاني أكبر بلد من حيث التبادل التجاري مع العراق.

الصحفي العراقي فاروق يوسف ذهب بتاريخ 12 تشرين الثاني/ نوفمبر 2020 في مقال بصحيفة العرب اللندنية يحمل عنوان "إيران في حاجة للسعودية في العراق" إلى أنه "ليس هناك شيء غير طبيعي في التقارب العراقي السعودي (...) من غير الاستثمارات السعودية فإن العراق قابل للانفجار. ذلك ما صارت إيران على يقين منه منذ سنوات (...) ليس من المستبعد أن تتوجه عيون العراقيين إلى عرعر باعتبارها بوابة الأمل".

والتقى رئيس الوزراء العراقي الأسبق حيدر العبادي المسؤولين السعوديين خلال زيارة للمملكة العربية السعودية في حزيران/يونيو 2017، بعد أربعة أشهر من زيارة قام بها وزير الخارجية السعودي عادل الجبير إلى بغداد آنذاك، وكانت الأولى على هذا المستوى منذ عام 2003. وأعقب ذلك تنظيم رحلة طيران تجارية كانت الأولى بين بغداد والرياض وساهمت بتسريع التقارب بين البلدين.

"استعمار" سعودي

أثارت إعادة فتح المعبر وبشكل واضح حفيظة الفصائل المسلحة العراقية الموالية لإيران التي تتهم السعودية بمحاولة "استعمار" العراق تحت ستار الاستثمارات. ورفض بشدة بيان، صادر عن ميليشيا شكلت حديثا، التقارب بين العراق والسعودية. وهدد البيان الصادر عن "أصحاب الكهف" بأن "استخبارات المقاومة الإسلامية (محور الفصائل الموالية لإيران) تتابع بدقة كل حركة للعدو السعودي على الحدود العراقية وكذلك الاتصالات الهاتفية بين محمد بن سلمان ومصطفى الكاظمي".

اقرأ أيضا: تعاون سعودي عراقي في الأفق.. هل تعود المياه إلى مجاريها؟

لكن الكاظمي دافع عن الخطوة، وقال خلال مؤتمر صحافي "هناك من يروج لكذبة الاستعمار السعودي! وهذا عيب، وعيب على من يقول إن هناك استعمارا في بلده. فالعراقي لا يقبل الضيم ولا يقبل بأن يتحكم به أجنبي". وأضاف "هل تحول الاستثمار إلى استعمار؟ وهل إيجاد مئات الآلاف من فرص عمل لأبنائنا عن طريق الاستثمار يعد استعمارا؟".

وكان منفذ عرعر خلال السنوات الماضية يفتح فقط أمام مرور الحجاج العراقيين المتوجهين إلى مكة لأداء مناسك الحج. ويسعى البلدان أيضا إلى إعادة فتح معبر الجميمة، وهو منفذ بري ثان في جنوب العراق.

خ.س/ص.ش

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد