نيستلروي ينضم إلى هامبورغ وعينه على جنوب إفريقيا

عقد نادي هامبورغ لكرة القدم الاثنين (25 يناير/كانون الثاني) مؤتمرا صحفيا أعلن فيه عن واحدة من أهم الصفقات التي قام بها هذا النادي في السنوات الأخيرة. فقد تعاقد إلى غاية 2011 مع النجم الكبير، الهولندي رود فان نيستلروي.

وعمت الفرحة معسكر هامبورغ ورحبت صحافة المدينة بقدوم هذا المهاجم الخطير الذي يحمل لقب "فان غول" للإشارة إلى سجله الحافل بالأهداف في ثلاث أندية أوروبية عريقة، توج في كل منها بلقب أفضل الهدافين. بدءا بالدوري الهولندي مع نادي اندهوفين، والانجليزي مع فريق مانشستر يونايتد وصولا إلى الإسباني مع نادي ريال مدريد الذي شكل آخر محطة لفان نيستلروي قبل انتقاله إلى هامبورغ.

وقد يستغرب البعض كيف أن النادي الملكي العملاق استغنى عن خدمات مهاجم بقدرات رود الذي أحرز لصالحه 46 هدفا في 86 مباراة في السنوات الأربع الأخيرة. إلا أن النادي الإسباني، المدجج بنجوم متألقين على غرار الإسباني راؤول والبرتغالي كريستيانو رونالدو والفرنسي كريم بنزيما والنجم البرازلي كاكا، لم يعد له مكان لفان نسيتلروي الذي غاب في الأشهر الأخيرة عن الملاعب بسبب الإصابة في أربطة الركبة.

ماكنة أهداف لكنها معرضة للعطل

كثيرا ما وقع نيستلروي ضحية الإصابة، ففي عام 2000 حين كان على وشك توقيع عقد للانتقال إلى صفوف نادي مانشستر يونايتد أصيب أول مرة في ركبته ولم يستطع اللعب لشهور عديدة. لحسن حظه تمسك به وقتها المدرب المحنك سور أليكس فرغسون الذي أصر رغم إصابة اللاعب على إنهاء ترتيبات العقد غير مكترث بالأصوات المعارضة داخل ناديه التي طالبت بعدم المخاطرة ب28,5 مليون يورو والتي دفعها النادي آنذاك مقابل ضم المهاجم المصاب.

وبعد فترة وجيزة، أثبت فان نيستلروي بأنه كان يستحق كل هذا المبلغ وأحرز 95 هدفا في 150 مباراة خاضها لصالح مانشتر ضمن منافسات دوري الأضواء. وإلى اليوم لا يزال فرغسون يؤكد "أن نيستلروي أفضل مهاجم شهده ناديه". رغم ذلك تخلى عنه بعدما راهن على النجم الصاعد آنذاك كريسيانو رونالدو. ولم يتبق أمام نيستلروي سوى ترك النادي الانجليزي باتجاه ريال مدريد مقابل ستة ملايين يورو سنويا.

نيستلروي مخاطرة لهامبورغ؟

التحق فان نيستلروي بالنادي الملكي 2006 وتخلص سريعا من آثار الإصابة، فقاد الفريق عامي 2007 و2008 نحو لقب بريميرا ليغ. إلا أنه أصيب من جديد في ركبته. ومن جديد حل كريسيانو رونالدو مكانه. فجاء قرار الرحيل عن الريال، وهذه المرة إلى فريق هامبورغ. لكن قبل أن يلتحق بناديه الألماني، ودع المهاجم مشجعي الريال على ملعب "سانتياغو بيرنابيو" في العاصمة مدريد، فوقف أزيد من 70 ألف متفرج يوم الأحد الماضي يهتفون باسمه تعبيرا عن التقدير الكبير الذي يكنونه له.

وجاء ذلك قبيل انطلاق المباراة التي جمعت بين ريال مدريد وفريق مالقا. في المقابل، عمت حركة غير عادية نادي هامبورغ الذي يفتقد للاعب قادر على إنهاء الهجمات في مرمى الخصم، فالوجه الجديد نجم غير عاد بل"لاعب خارق" كما وصفه مدرب هامبورغ برونو لاباديا. إلا أن هناك من حذر من تحول صفقة فان نيستلروي إلى فرقعة في الهواء، حسب هاري ريدكناب مدرب توتنهام الانجليزي الذي شكك في "قدرة لاعب يبلغ من العمر 33 عاما على استعادة مستواه". مضيفا أنه قد يصبح نيستلروي عبئا ماديا كبيرا على ناديه الجديد.

"أطمح في إحراز اللقب"

فان نيستلروي، من جهته صرح لوكالة سيد الرياضية الألمانية بحماسة شديدة أنه يطمح إلى إحراز لقب الدوري الموسم القادم مع الفريق الألماني، كما أنه يأمل في الأسابيع القادمة "أن يصبح قادرا على اللعب لمدة 90 دقيقة كاملة". وإن كان قد اجتاز الفحص الطبي الإلزامي بنجاح، إلا "أنه غير جاهز مائة بالمائة".

ويتوقع نيستلروي أن يقوم المدرب لاباديا بإدخاله لأول مرة بعد أسبوعين وتحديدا في المباراة القادمة ضد كولونيا، أي في المرحلة الإحدى والعشرين للبوندسليغا. ما يعني أيضا، أنه قد يلعب ضد فريقه السابق، فريق اندهوفين ضمن منافسات بطولة كأس أوروبا المقررة في الثامن من الشهر القادم.

هامبورغ، بوابة إلى جنوب إفريقيا؟

في المقابل ذكرت صحف هولندية أن قرار نيستلروي للانتقال إلى هامبورغ كان طمعا منه بالعودة إلى صفوف المنتخب الهولندي الذي سيشارك في نهائيات جنوب إفريقيا.

وفي هذا السياق كتبت صحيفة "سبورت ويك" "أن رود فان نيستلروي يود المشاركة في كأس العالم وهذا هو السبب الحقيقي وراء انتقاله". موضحة أنه كان بإمكانه البقاء مع الريال ولكن الفريق يلعب من دونه منذ نصف عام وانضمامه هناك إلى المنتخب أمر بالغ الصعوبة". في حين أنه يستطيع إثبات ذاته في هذا الفريق نظرا أنه لن يواجه المنافسة ذاتها التي واجهها في الريال. ومهما تكن الأسباب، فإن المنتخب الهولندي بحاجة ماسة إلى فانستلروي قوي بإجماع المراقبين. والأرقام تؤكد بدورها ذلك، لأن سجله من الأهداف لصالح هولندا بلغ 33 هدفا دوليا في 64 مباراة بين عامي 1998 و2008.

الكاتبة: وفاق بنكيران

مراجعة: حسن زنيند