نفحات رمضانية من مدينة نابلس الفلسطينية
يحاول الفلسطينيون نسيان مشاكلهم الحياتية، ومنغصات الاحتلال، والاحتفاء برمضان على طريقتهم الخاصة، من مدينة نابلس العريقة، التي تُعرف بصناعاتها التقليدية، وحلوياتها المشهورة نتعرف من خلال الصور على الحياة الرمضانية فيها.
أطلق الرحالة ابن بطوطة على مدينة نابلس بأنها "دمشق الصغرى"، كما وصفها شيخ الربوة الدمشقي بأنها "قصر في بستان"، وذلك لطلتها الجميلة. يظهر هنا جانب من البلدة القديمة والتي تعتبر واحدة من أقدم مدن العالم.
ويعلق الفلسطينيون الزينة في رمضان، ويحتفل الجميع بقدوم هذا الشهر الفضيل، كما أن هذا الشهر يعتبر مناسبة لإظهار التلاحم الديني بين السكان، إذ أن نابلس الفلسطينية هي مدينة الديانات الثلاث، الإسلام والمسيحية، والسامرية.
منطقة خان التجار، حيث كان التجار يستقبلون البضائع عن طريق قوافل الجمال، إذا أن مدينة نابلس هي قلب فلسطين لربطها شمالها بجنوبها وشرقها بغربها. والمتجول بين حاراتها وأزقتها يشعر في كل خطوة يخطوها بعبق الماضي الجميل.
وتنشط الحركة التجارية في الأسواق مع قدوم شهر رمضان، ويحصل الأطفال على هدايا تشجيعية من أجل تجربة عادة الصيام، إذ يكون صيام الأطفال عادة بعد وجبة الإفطار الصباحية وحتى فترة الظهيرة، وذلك لتعويدهم على الصيام مستقبلا.
ويعتبر رمضان فرصة لمحبي الحلويات، إذا تشتهر المدينة بحلوياتها، مثل حلاوة الزلابية المصنوع من لب القرع، والكلاج، وحلاوة السمسم، والمدلوقة، إلا أن الكنافة النابلسية قد تكون الأشهر على الإطلاق.
صحن الحمص المخلوط بطحينة السمسم، هو رفيق الفلسطينيين الدائم في رمضان، ويتواجد على الفطور والسحور، ويعتبر وجوده على المائدة تقليدا رمضانيا.
كما أن الكبة والفلافل تعتبر من الأكلات المحببة لدى الفلسطينيين في رمضان، وتفضل بعض العائلات، وخاصة في نابلس، أن تكون وجبة الفطور الأولى لهم في رمضان، خضراء أو بيضاء، بمعنى أن يكون الطعام من النباتات اللخضراء مثل الملوخية أو السبانخ، أوأبيض اللون مثل طبخة العكوب الفلسطينية، أو اللبن المطبوخ وذلك للتفاؤل بقدوم هذا الشهر.
وفي رمضان يقبل الناس على شراء المشروبات الرمضانية، مثل شراب السوس، والتمر الهندي ، والخروب، والقيمر، كما يكون هنالك العديد من أنواع الخبز، ولعل أشهره الخبر مع حبات القزحة ( حبة البركة).
ولا يمكن تخيل رمضان بدون القطايف، حيث يقبل الجميع على تناول هذه الحلويات المشهورة، والتي تحشى باللوز أو الجوز، أو الجبن، ثم تقلى أو تشوى.
العوامة الفلسطينية أو لقمة القاضي هي من الحلويات المحببة في رمضان، وكذلك كرابيج حلب، والبقلاوة وغيرها، ويقبل الناس على شراء الحلويات قبل موعد الإفطار بقليل، كي تبقى طازجة لدى تناولها. رمضان كريم للجميع. ( كتابة وإعداد: علاء جمعة)