1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

موسكو وواشنطن ـ ذهبت السكرة وجاءت الفَكرة

١٦ فبراير ٢٠١٧

بعد التصريحات الأمريكية الأخيرة بشأن جزيرة القرم يبدو أن النشوة الروسية بعد انتخاب ترامب رئيسا للولايات المتحدة قد تحولت إلى خيبة أمل. لكن الأمل "يبقى واردا في إقامة علاقة بناءة" بين الطرفين، حسب وجهة النظر الروسية.

https://p.dw.com/p/2XgDC
Karikatur Trump Ukraine von Sergey Elkin

بمزيج من الرفض والتهديد ردت روسيا على التصريحات الأخيرة في واشنطن بشأن قضية جزيرة القرم. وقالت وزارة الخارجية الروسية الأربعاء (15 فبراير/ شباط) إن موسكو لن تُعيد السيطرة على شبه جزيرة القرم إلى أوكرانيا. وجاء ذلك ردا على تعليقات من البيت الأبيض بأن الولايات المتحدة تتوقع أن تجري إعادة القرم إلى أوكرانيا. وقالت ماريا زاخاروفا المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية في إفادة صحفية "لا نعيد أراضينا. القرم أرض تابعة لروسيا الاتحادية."

وكان البيت الأبيض قال الثلاثاء (14 فبراير/ شباط) إن الرئيس دونالد ترامب أوضح أنه يتوقع أن تعيد روسيا القرم. وضمت موسكو القرم عام 2014 مما دفع الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي إلى فرض عقوبات على روسيا لتصل العلاقات بين الغرب والكرملين إلى أدنى مستوياتها منذ نهاية الحرب الباردة. كما أن تصريحات بعض المسؤولين الروس جاءت بنبرة تهديدية، إذ أوضح الرئيس السابق لإدارة الكرملين أن من يطرح قضية القرم يتدخل في السيادة الروسية.

لا تحوَل

وفي دوائر الخبراء يتم التقليل من شأن موقف ترامب من قضية جزيرة القرم. وقال فيودور لوكيانوف رئيس مجلس السياسة الخارجية والدفاع: "الولايات المتحدة الأمريكية لن تقبل تحت أي رئيس ضم القرم". وأوضح أنه لا أحد في موسكو يتوقع تغييرا بـ 180 درجة في علاقة الولايات المتحدة الأمريكية بروسيا بعد تولي ترامب زمام الحكم. المسألة تكمن في مدى أهمية قضية القرم بالنسبة إلى إدارة ترامب، كما أشار إلى ذلك لوكيانوف الذي قال:"ليس هناك وضوح"، وبالتالي لا شيء مطروح للبحث.

باول إيفان من مركز السياسة الأوروبية في بروكسيل لا يعتقد بأن التطورات الأخيرة ستأتي بتغيير في العلاقة بين روسيا والولايات المتحدة الأمريكية. فالإدارة الأمريكية الجديدة تميل إلى تحسين العلاقات، لكن ذلك يبقى صعبا. " الكثير يبقى مرهونا بمدى اهتمام الكرملين في تقديم تنازلات أمام المصالح الأمريكية والغرب". وفي حال ظل الوضع متوترا في شرق أوكرانيا، فمن المتوقع صدور تصريحات منتقدة من واشنطن.

وفيما يخض موضوعات شائكة أخرى لها صلة بروسيا لم تفقد موسكو التوازن، إذ قال المتحدث باسم الكرملين بيسكوف إن استقالة مستشار ترامب للأمن القومي مايكل فلين على خلفية تقارير حول اتصالاته مع السفير الروسي في واشنطن تبقى "قضية داخلية" للولايات المتحدة الأمريكية، معتبرا في آن واحد أن تقارير وسائل الإعلام الأمريكية حول اتصالات مزعومة لفريق الحملة الانتخابية لترامب مع أجهزة استخبارات روسية تبقى "بدون أدلة". وهذا ينطبق أيضا على تقارير حول نشر مزعوم لصواريخ روسية حديثة مما قد يخرق اتفاقية نزع السلاح لعام 1987. وقال بيسكوف إن روسيا تتمسك بالتزاماتها.

أمل موسكو

الأسلوب الخطابي المتبع من قبل موسكو يوحي بأن موسكو لا تريد التأثير على الإعلان عن تحسين العلاقات الثنائية. فبعد المكالمة الهاتفية بين بوتين وترامب في نهاية يناير/ كانون الثاني الماضي يعد الطرفان للقاء شخصي بينهما، والتفاصيل تبقى غير معروفة.

لكن يظهر من خلال تصريحات بعض السياسيين الروس أن النشوة الأصلية بترامب تدع المكان لخيبة أمل. وقال ليونيد سلوسكيخ رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الدوما: "اعتقدنا مبكرا بالنظر إلى أسلوب ترامب الخطابي البناء أنه بشكل من الأشكال مساند للنهج الروسي". وأوضح أن موسكو ستواصل العمل من أجل "علاقات بناءة" مع واشنطن، إلا أن ذلك سيظل عملية بطيئة.

واستبعد بعض الخبراء الروس أن يطرأ تحول كبير على العلاقات الروسية الأمريكية، لاسيما بعد استقالة المستشار الأمني مايكل فلين بحيث أن العلاقة بين موسكو وواشنطن سيطغى عليها الموقف المحافظ للحزب الجمهوري. وهذه العلاقة تعني أن روسيا والولايات المتحدة الأمريكية متنافسان. لكن ترامب بخلاف أسلافه لن يحاول تغيير روسيا.

إرينا فيلاتوفا/ م.أ.م

 

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد