1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

نائبة أوروبية لاتستبعد صراعات بعد تحرير الموصل

٣١ أكتوبر ٢٠١٦

في مقابلة مع DW أوضحت النائبة الألمانية في البرلمان الأووربي باربارا لوخبيلرالمتواجدة في إربيل، أن المساعدات الإنسانية غير كافية هناك في الوقت الحالي وأن تحرير الموصل لا يعني مباشرة إحلال السلام.

https://p.dw.com/p/2RwMc
Irak Militäroperation gegen IS bei Mossul
صورة من: Reuters

DW: السيدة باربارا لوخبيلر نحن نتحدث معك عبر الهاتف حيث تتواجدين في أربيل. لماذا سافرت إلى شمال العراق وما هي انطباعاتك عن المكان؟

أهم شيء بالنسبة لي هو عدم السماح بوقوع جرائم حرب خلال عملية تحرير الموصل. وبصفتي كسياسية مدافعة عن حقوق الإنسان، فأنا أتذكر جيدا ما حدث في مايو/ أيار 2016 عند تحرير الفلوجة. فقد لقي العديد من المدنيين حتفهم هناك، حيث كانت هناك أعمال تعذيب وحالات إعدام. وقد التقيت يوم السبت مع رئيس الجمعية العراقية لحقوق الإنسان وممثلين عن الاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة. وقالوا لي جميعا إن القيادة العسكرية العليا تعرف تمام المعرفة أنه يجب عليها منع وقوع أي شيء من هذا القبيل، وأن ممارسة أي عمل انتقامي ممنوع. وقد كان مهما بالنسبة لي سماع ذلك.

DW: هل قيل لك أيضا، ما الذي سيتم فعله لمنع وقوع أعمال عنف من هذا القبيل؟

بعد الفلوجة كانت هناك محاولة لتقييم ما حدث هناك. وفي الأسبوع الماضي كنا قد استضفنا وزير الخارجية العراقي في البرلمان في بروكسل، وقال إن ما حدث في الفلوجة يجب ألا يتكرر. رغم ذلك لم يتم التوصل إلى شيء محدد. لذلك فالأهم هو أن نحصل على معلومات موثوقة من القرى حول الموصل ومن الموصل نفسها بطبيعة الحال.

DW: ما هو تقييمك للوضع الإنساني في عين المكان؟

Barbara Lochbihler
باربارا لوخبيلر نائبة بالبرلمان الأوروبي عن حزب الخضر الألمانيصورة من: Olaf Köster

في العراق، تقع أكبر كارثة إنسانية في العالم على الإطلاق. لكن بسبب الحرب في سوريا وغيرها من الأمور، لم يعد يتم الالتفات إليها بقدر كبير. يوجد في العراق أكثر من عشرة ملايين شخص بحاجة إلى مساعدات إنسانية، بما في ذلك 3.3 مليون من المدنيين، الذين نزحوا من ديارهم، بعضهم نزح فعلا للمرة الثانية أو الثالثة . "السيناريو الأسوأ" بالنسبة لمنظمات الإغاثة هو أن مليونين إلى ثلاثة ملايين من العراقيين سيكونون مرة أخرى في حاجة إلى المزيد من المساعدات الإنسانية.

DW: إذن، هل استعدت منظمات الإغاثة هناك بما فيه الكفاية من أجل التعامل مع هذا الوضع؟

بالنسبة للوضع الحالي يوجد في المخيمات حول الموصل بين 17 ألف حتى 18 ألف نازح، يمكن التعامل معهم بشكل جيد بالنسبة للقائمين هناك على أعمال المساعدة. فهم يقومون حاليا بنصب خيام، وتوفير مواد غذائية وتقديم منتجات النظافة الشخصية وهلم جرا. وهناك ممثل عن الأمم المتحدة، مختص بالتعامل مع مسارات الأحداث في منطقة الشرق، ومن المتوقع أن يصل العدد إلى 60 ألف نازح، وهذا عدد لا يمكن التعامل معه. وعندها ستكون هناك حاجة إلى موارد أكثر بكثير. وبالنسبة لمبلغ الـ 284 مليون دولار، التي كانت الأمم المتحدة تريد جمعها من أجل المساعدات الإنسانية في الموصل، فقد تم الحصول على نصف هذا المبلغ فقط حتى الآن. وقيل لي إن ألمانيا تساعد حقا بسخاء وبشكل جيد جدا، لكن نداء المساعدة موجه طبعا إلى بلدان أخرى في الإتحاد الأوروبي أيضا.

DW: الاتحاد الأوروبي تعهد بتقديم 50 مليون يورو كمساعدات للموصل. هل هذا كاف؟

قد يكفي ذلك، إذا لم يحدث ما هو أسوأ. هناك من يعتبر من بين منظمات المجتمع المدني أيضا، مثل المجلس النرويجي للاجئين، أن الاستعداد ليس جيدا في حال توافد عدد كبير من النازحين. وهو يحضرون لذلك. وأنا مقتنعة الآن أن الاتحاد الأوروبي قام بتحسين هياكل مساعده الإنسانية وأنه سيعمل بشكل وثيق ومترابط مع الأمم المتحدة.

Irak Flüchtlingslage in Duhok
معسكر للاجئين في داهوك القريبة من الموصل. تقول بابارا لوخبيلر إن المرء لا يحتاج المأوى فقط وإنما التعليم أيضا.صورة من: Reuters/A. Jalal

هناك مشكلة أخرى لاحظتها وهي أن كل شخص يخرج من الموصل يتم تفتيشه، خصوصا الشباب في عمر 18 عاما، وبعدها فقط يسمح لهم بدخول مخيم للاجئين. وبطبيعة الحال، فإن كلا من الأكراد والحكومة العراقية أيضا يريدون معرفة من تعاون مع تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش). لكن هذا الفحص يستغرق وقتا طويلا، ولا يتسم بالشفافية، ومرارا وتكرارا يتم الاشتباه خطأ في تعاون نازحين مع "داعش". في محادثات مع ممثلي الأكراد، سؤأكد على أن هذه العملية يجب أن تتم بشكل ملائم.

DW: في الهجوم على الموصل شاركت أطراف بمصالح مختلفة تماما. فماذا سيحدث عندما يتم الاستيلاء على المدينة؟

من خلال عملية تحرير الموصل تؤكد الحكومة العراقية رسميا على وحدة الموقف مع أطراف أخرى مثل الأكراد. بيد أن طرد "داعش" لن يحل السؤال حول مصير الموصل. لقد سمعت أن كل طرف قد يدعي أحقيته في المنطقة المحررة. وعندما يحدث ذلك، فإن الصراع المقبل أمر لا مفر منه. كذلك الأمر أيضا بالنسبة لخشيتنا من سير معارك تحرير الموصل بشكل وحشي، حيث قد يكون من المحتمل أن تشتعل الصراعات مرة أخرى. لقد حان الوقت لأعمال المصالحة.

DW: ما هو الدور الذي يمكن للاتحاد الأوروبي القيام به في ذلك؟

ينظر إلى الاتحاد الأوروبي من قبل السكان على أنه "وسيط نزيه". وهناك أيضا تقدير للمساعدة المقدمة. والكثيرون يتمنون أن يتدخل الاتحاد الأوروبي بشكل استباقي في العملية السياسية. وعندما أسمع هذا بصفتي نائبة أوروبية، فأنا أؤيد مثل ذلك بالطبع. لكنني أعرف أيضا، إلى أي مستوى تكون الخلافات في المجلس الأوروبي، وتأثيرات ذلك على الاتحاد الأوروبي عندما لا يتحدث بصوت واحد.

يتعين على الاتحاد الأوروبي أن يضع الصراع في العراق في دائرة اهتمامه، أكثر مما فعله حتى الآن. ويمكن رؤيت ذلك هنا في أربيل: فهناك الحاجة إلى دعم سخي لإعادة إعمار البنية التحتية، وبناء وإدارة مخيمات اللاجئين. فالمرؤ لايكون في حاجة إلى مأوى فقط، بل يحتاج التعليم أيضا.

** باربارا لوخبيلر هي المتحدثة باسم كتلة الخضر في البرلمان الأوروبي للسياسة الخارجية وسياسة حقوق الإنسان . كما إنها نائبة رئيس لجنة حقوق الإنسان في البرلمان الأوروبي. وهي عضوة في العديد من المنظمات من بينها منظمة العفو الدولية فرع ألمانيا.

أجرى المقابلة فريدل تاوبى/ ص.ش

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد