1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

ميونيخ: جمال وفخامة وتعدد ثقافي يجذب السياح

صلاح سليمان٩ مارس ٢٠١٤

ميونيخ مدينة مفعمة بالنشاط والحيوية، وتتميز بالتنوع والتعدد الثقافي والتعايش السلمي بين مكوناتها الاجتماعية المختلفة، كما أن الجمال والأبهة والفخامة لا تغيب عنها. ما يجعلها واحدة من أكثر المدن الألمانية جذبا للسياح.

https://p.dw.com/p/1BMVD
München Residenz Hofgarten
صورة من: Fotolia/Clemens Strimmer

يعيش التجار العرب والأجانب والألمان جنبا إلى جنب في شوارع ميونيخ القريبة من محطة القطارات الرئيسية. يمارسون حياتهم بنشاط وهمة، ويعرضون بضاعتهم المتنوعة كتنوع بلدانهم وثقافاتهم. ويعتبر شارع غوته (Goethe Straكe) أكبر وأهم الشوارع الرئيسية التي تعكس حياة التجار الأجانب في ميونيخ ، فهو يجمع كل المتناقضات المعروفة في اللغة والعرق والدين والطعام وحتى البضائع، إلا أنه يظل علامة مميزة تدل على التعدد الثقافي والاجتماعي وتسامح المدينة، والتعايش السلمي بين سكانها.

ميونيخ مدينة عالمية

هناك زيادة مستمرة في عدد المهاجرين إلى ميونيخ، ففي سنة 2009 وصل عددهم إلى 309 آلاف أي بنسبة تقدر بحوالي 22,6 بالمائة من عدد السكان، وفي سنة 2012 وصل العدد إلى 354 ألفا أي بنسبة 24,6 بالمائة؛ وبإضافة من حصلوا علي الجنسية الألمانية إليهم تصل النسبة الكلية إلى 38,6 بالمائة، حسب تصريحات نشرتها صحف ألمانيا للسيدة بيرغيتا ماير من مكتب الشؤون الاجتماعية في بلدية ميونيخ. وتضيف ماير أن هذا الإرتفاع يؤكد حقيقة تنوع مدينة ميونيخ الاثني والثقافي، وأنها تصنف الآن كمدينة عالمية .

لا تخطئ العين أثناء التجول في شارع غوته مظاهر هذا التنوع الشديد، فهو "يحمل نكهة عربية مميزة فكل شئ موجود فيه مثل محلات الغذاء والملابس والمتاجر الكهربائية والصيدليات ومحلات البقالة وبيع اللحم الحلال والشاورما والفلافل ومحلات الستلايت، وكلها تحمل أسماء عربية أو أسماء من لغة القائمين عليها" يوقل أبو كريم العراقي والذي يعمل في صالون حلاقة عربي، في حوار مع DW عربية.

Abu Karim Arabischer Friseur in Goethestrasse
أبو كريم العراقي وهو يعمل في صالون حلاقة بمدينة ميونيخصورة من: Salah Soliman

يستمع المرء أثناء السير في الشارع إلى مختلف اللهجات العربية، الرجال يتجولون بالجلباب والنساء بالحجاب. ويفضل سياح الخليج من الطبقة المتوسطة السكن في الشارع أو بالقرب منه، لأن كل شئ متوفر فيه ولا توجد مشكلة في التحدث باللغة العربية. كما يتميز الشارع أيضا بانتشارمحلات الشاورما التركية بكثافة، فقد ظهرت فيه لأول مرة قبل 35 سنة ومنه انتقلت إلى كل أرجاء المدينة.

التنوع والاندماج

بالاتجاه إلى تقاطع شارع لاندفير مع شارع غوته يزداد التنوع بين محلات تبيع المصاحف والسبحات وأشرطة القرآن وملابس المحجبات، إلى محلات بيع أدوات الجنس والمقاهي العربية لتدخين الشيشة وكازينوهات القمار. وما يثير الانتباه، أن الجميع ملتزمون بالعمل داخل حدود متاجرهم دون ضجر أو إحساس بالمضايقة من وجود جيران على النقيض منهم.

تفسر بيرغيتا ماير هذا التنوع الكبير، بأن ميونيخ حققت "تقدما كبيرا في مجال إدماج الأجانب خاصة في مجال التعليم وسوق العمل. وأصبح شعار: ميونيخ متنوعة، في الفترة الأخيرة شعاراً نرفعه في كافة المناسبات" وتضيف بأنه حسب استطلاع للراي أجرته بلدية المدينة، تبين أن "90 بالمائة من الألمان الذين ينتمون إلى أصول أجنبية أو المهاجرين، يشعرون بارتياح كبير لإقامتهم في ميونيخ. لكن رغم ذلك لايزال أمامنا الكثير من العمل لمزيد من الإصلاحات".

München Shisha Cafe Goethestrasse
مقهى لتدخين الشيشة في شارع غوته بمدينة ميونيخصورة من: Salah Soliman

وسط المدينة ملتقى الجميع

عالم آخر تماما ننتقل إليه عندما نصل إلى الساحة الرئيسية للمدينة " Marienplatz" التي تتوسط ميونيخ، فالساحة لا تبعد عن شارع غوته إلا دقائق قليلة، وهي شكلها مثل النجمة تتفرع منها شوارع في كل الاتجاهات، أهم شارعين فيها هما شارع زيندلينغر الممتلئ بالحركة والنشاط بمحلاته الصغيرة التي تحمل الطابع البافاري، وتقدم غالبا لزبائنها منتجات محلية تقليدية، أما الشارع الأخر فهو شارع كاوفنغر الشهير الذي يصل ساحة مارين بساحة شتاخوش حيث توجد النافورات المائية التي يتجمع حولها الناس في الصيف. وهذه المنطقة تحديدا تعتبر منطقة التسوق الأكثر رواجا في العالم، لذلك لا يستغرب الزائر من وجود هذا الزحام المستمر طول الوقت. وأغلب المتاجر هنا تتكون من عدة طوابق وتصبح مزدحمة بشكل استثنائي في المناسبات والأعياد التي يقبل فيها سكان المدينة على شراء الهدايا، وهي منطقة يقصدها كل من يزور ميونيخ.

Bayerische Mode in Kafingerstrasse
ملابس بافارية تقليديةصورة من: Salah Soliman

شارع الفخامة والترف

من ساحة مارين نتجه إلى عالم مختلف تمام الاختلاف في شارع ماكسيمليان، حيث الأبهة والعظمة منقطعة النظير. فالشارع الذي تم تشييده قبل مئتي عام يعتبر شارع الترف والموضة وكل الماركات العالمية دون منافس، فكل بيوت الأزياء العالمية والماركات الشهيرة مثل ديور وشانيل وفيري و فيمبي تتراص فيه بجوار بعضها البعض، وهو ملتقي كل رجال وسيدات المجتمع والممثلين والمشاهير ولاعبي فريق بايرن الشهير والأمراء العرب حيث يفضلون التسوق هنا، رغبة في التميز والخصوصية التي يحرصون عليها.

الكثير من متاجر الشارع ينفرد بخاصية تعليق الأسماء علي بوابات المدخل بحروف من ذهب، فالبضائع مرتفعة الأثمان بشكل يفوق الوصف، على سبيل المثال ساعة اليد هنا لا يقل ثمنها عن 60 ألف يورو، وهنا أيضا الأحذية الجلدية المصنوعة يدويا وحقائب اليد الجلد للسيدات رفيعة الذوق والملابس من إنتاج أشهر مصممي الأزياء العالميين لا يقدر على دفع ثمنها إلا المشاهير والأثرياء .

أما الشوارع القصيرة المتفرعة عن شارع ماكسيمليان، فتشتهر أيضا بمنتجات عالية الجودة ومحلات تحمل تقاليد عريقة منذ العهد الملكي في بافاريا، مثل محلات صياغة الذهب والجواهر ودور الخياطة. وهي ما زالت محتفظة بتقاليدها القديمة، وتقدم نفسها في مشهد بديع يعود بالزائر إلى عصور مضت تجعل من الجولة وسطها تجربة فريدة وخاصة.

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد