1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

مواجهة حزب البديل.. مهام وصلاحيات مكتب حماية الدستور!

مارسيل فورستناو
٢٥ فبراير ٢٠٢٤

مهمة المكتب الاتحادي لحماية الدستور، المخابرات الداخلية، حماية النظام الأساسي الديمقراطي الحر في ألمانيا. وصحيح أن هذا الجهاز الأمني يعمل بسرية، لكنه يخضع لرقابة البرلمان. فكيف يعمل وما هي صلاحياته؟

https://p.dw.com/p/4cd7k
صورة رمزية للمكتب الاتحادي لحماية الدستور من مركزه في مدينة كولونيا ( 06.03.2021)
مهمة المخابرات الداخلية الألمانية مراقبة الأنشطة التجسسية والمناهضة للنظام الديمقراطي الحرصورة من: Christoph Hardt/Geisler-Fotopress/picture alliance

يعتقد المكتب الاتحادي لحماية الدستور (المخابرات الداخلية) أن حزب البديل من أجل ألمانيا، يمكن أن يكون مخالفا للدستور. لذلك تم تصنيفه عام 2021 كحالة اشتباه يمينية متطرفة. فلجأ الحزب إلى القضاء ورفع دعوى ضد هذا التصنيف أمام المحكمة الإدارية في مدينة كولونيا، لكنه خسر الدعوى، فاستأنف الحزب الحكم أمام المحكمة الإدارية المحلية العليا في مونستر والتي قررت النظر في الاستئناف يومي 12 و13 مارس/ آذار الجاري.

ومن خلال هذه المحاكمة والاستئناف، تم لفت النظر إلى مؤسسة حكومية (مكتب حماية الدستور) تعمل كجهاز إنذار مبكر للكشف عن المخاطر التي تواجه الديمقراطية. وبذلك يعتبر المكتب الاتحادي لحماية الدستور (المخابرات الداخلية) إلى جانب جهازي المخابرات العسكرية والاستخبارات الخارجية، من أهم الأجهزة الأمنية التي تعمل بسرية في ألمانيا. وبالإضافة إلى ذلك لدى كل ولاية مكتبها أو قسمها الخاص لحماية الدستور (المخابرات الداخلية).

وعلى عكس المكتب الاتحادي لمكافحة الجريمة (BKA)  والشرطة الاتحادية المسؤولة عن حماية الحدود، لا يتمتع مكتب حماية الدستور بصلاحيات تنفيذية. إذ تنحصر مهمته في جمع وتقييم المعلومات حول الأنشطة التجسسية والجهود والتحركات المناهضة للديمقراطية. وقد تم تقنين وتحديد صلاحياته وفق قانون خاص، وتتولى وزارة الداخلية المسؤولية السياسية عن جهاز المخابرات الداخلية.

التطرف اليميني يشكل أكبر خطر

النتائج التي يتوصل إليها مكتب حماية الدستور يمكن أن تؤدي إلى إجراء تحقيقات جنائية أو اتخاذ إجراءات حكومية، يجب أن يوافق عليها البرلمان. ويعمل في المكتب حوالي 4300 موظف في المركز الرئيسي بمدينة كولونيا والمكتب الفرعي في برلين. وينصب تركيز المخابرات الداخلية على كل أشكال التطرفذو الدوافع السياسية والدينية. ويعتبر التطرف اليميني منذ سنوات أكبر خطر.

وفيما أن نجاحات المكتب تبقى غير معروفة بسبب سرية عمله، فإن فشله وفضائحه تتصدر عناوين الأخبار في وسائل الإعلام. وهكذا فإنه لم يتم توضيح سبب مراقبة ومتابعة المخابرات الداخلية للخلية الإرهابية النازية السرية (NSU) التي تم الكشف عنها عام 2011، ولم يتم التصرف والتحرك واتخاذ إجراءات حاسمة ضدها رغم متابعتها لأكثر من عشر سنوات!

ما هي أجهزة الاستخبارات الألمانية؟

عواقب وخيمة لكارثة الخلية النازية الإرهابية

وبعد الكشف عن الخلية النازية الإرهابية (NSU ) تبين أنها مسؤولة عن اغتيال عشرة أشخاص، تسعة منهم كانوا ذوي أصول مهاجرة، كما كانت الخلية مسؤولة عن عدة تفجيرات أدت إلى الكثير من الإصابات البليغة، بالإضافة إلى القيام بالعديد من الهجمات وعمليات السطو على البنوك. وتحدث تقرير لجنة تحقيق شكلها البرلمان الاتحادي (بوندستاغ) عن "فشل تام للدولة"، وكان المقصود بذلك بشكل خاص مكتب حماية الدستور؛ أي المخابرات الداخلية.

بعد فضيحة خلية (NSU) الكارثية، تم إصلاح وإعادة هيكلة المكتب ومسؤولياته أكثر من مرة، سواء على المستوى القانوني أو المستوى الداخلي للجهاز، الذي بات ملزما بالتعاون مع مؤسسات الدولة لتجنب النقص في المعلومات.

لا أعضاء من حزب البديل في لجنة الرقابة

تتولى لجنة الرقابة البرلمانية مهمة الإشراف ومراقبة مكتب حماية الدستور والأجهزة الأمنية الأخرى. وعادة ما تضم هذه اللجنة أعضاء من كل الكتل البرلمانية. وهؤلاء يتم انتخابهم من قبل أعضاء البرلمان أنفسهم. ومنذ عام 2022 رفضت أغلبية أعضاء البرلمان، ولعدة مرات، انتخاب مرشحي حزب البديل من أجل ألمانيا في لجنة الرقابة البرلمانية.

وبذلك تريد الكتل البرلمانية الأخرى منع أعضاء من حزب تصنفه المخابرات الداخلية جزئيا يمينيا متطرفا، في مراقبة عمل الأجهزة الأمنية، بما في ذلك مكتب حماية الدستور المسؤول عن جمع المعلومات والدلائل حول الاشتباه بمناهضة (معاداة) حزب البديل من أجل ألمانيا، للدستور.

توماس هالدنفانغ رئيس المكتب الاتحادي لحماية الدستور في طريقه إلى جلسة استجواب من قبل لجنة الرقابة البرلمانية 16.10.2023
يخضع المكتب الاتحادي لحماية الدستور مثل باقي الأجهزة الأمنبة لرقابة البرلمان صورة من: Martina Skolimowska/dpa/picture alliance

متى يمكن مراقبة الأشخاص والأحزاب؟

تم تصنيف حزب البديل على مستوى ألمانيا كحالة اشتباه يمينية متطرفة، لكن فروع الحزب في ولايات ساكسونيا وساكسونيا أنهالت وتورينغن فقد تم تصنيفها كحالة "يمينة متطرفة مؤكدة" وكذلك منظمة الشباب التابعة للحزب والمعروفة باسم "شباب البديل". وبموجب هذا التصنيف كحالة يمينية متطرفة مؤكدة، يسمح للمخابرات الداخلية باستخدام كل الوسائل الاستخباراتية المتاحة، والتي تتضمن إمكانية مراقبة كل النشاطات والتجمعات والأفراد بالكلمة والصوت والصورة.

ويدافع حزب البديل عن نفسه بالوسائل القانونية ضد إجراءات مكتب حماية الدستور التي يقول إنها ذات دوافع سياسية. 

أحزاب ونواب آخرون أيضا رفعوا دعاوى ضد مراقبة المخابرات الداخلية لهم. وقد حقق السياسي اليساري المعروف بودو راميلو النجاح أمام المحكمة الدستورية العليا عام 2013، والتي جاء في قرارها أن المراقبة كانت تدخلا غير متناسب في الولاية الحرة للنائب البرلماني.

وفي نفس الوقت تم تحديد الظروف والحالات التي يمكن بموجبها مراقبة البرلمانيين المنتخبين "حين تكون هناك مؤشرات على أن النائب يسيء استخدام ولايته لمحاربة النظام الأساسي الديمقراطي الحر، أو يحاربه بنشاط وعدوانية".

بودو راميلو رئيس وزرا ولاية تورينغن من حزب اليسار
حقق أعضاء من حزب اليسار مثل بودو راميلو نجاحا أمام القضاء ضد مراقبتهم من قبل المكتب الاتحادي لحماية الدستورصورة من: Martin Schutt/dpa/picture alliance

نائبة رئيسة البرلمان ضد مراقبة حزب البديل!

وفيما إذا كان هذا الأمر (المراقبة) يتعلق بحزب البديل أو برفاقها، فيجب أن تقرر المحكمة ذلك، حسب رأي نائبة رئيسة البرلمان بيترا باو من حزب اليسار. لذلك فإنها ترفض بشكل عام مراقبة مكتب حماية الدستور (المخابرات الداخلية) للأحزاب السياسية. لذلك قالت في حوار مع DW عام 2019 إنها ضد مراقبة حزب البديل من أجل ألمانيا أيضا.

وقد تم إجراء ذلك الحوار معها حول مراقبتها لأعوام طويلة. وقد رفعت دعوى ضد ذلك وطلبت من المحكمة بأن تأمر بنشر الملف الخاص بها، وقد حكمت المحكمة في النهاية لصالحها. وفي إشارة منها إلى حزب البديل أكدت باو في حوارها مع DW أنها لا ترى "المراقبة من قبل الأجهزة الأمنية وسيلة مناسبة لتحجيم هذا الحزب سياسيا، والذي يتصرف بعنصرية وبطريقة غير إنسانية"، حيث هناك قانون العقوبات من أجل ذلك، قالت باو.

أعده للعربية: عارف جابو