1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

مهرجان برلين يكرم الأفلام السياسية وألمانيا تحصل على ثلاث جوائز

١٨ فبراير ٢٠٠٦

جائزة الدب الذهبي الكبرى تذهب إلى الفيلم البوسني جرابافيتشا الذي يروي قصة اغتصاب أم أثناء حرب البوسنة والهرسك، وفيلم الطريق إلى جوانتانامو يحصل على جائزة أحسن إخراج. ألمانيا تحصد ثلاث جوائز: أحسن ممثل وممثلة وإسهام فني.

https://p.dw.com/p/80Hk
المخرجة ياسميلا جبانيتشصورة من: AP
BdT Deutsche Schauspieler räumten ab auf der Berlinale 2006
الممثلون الألمان الثلاثة الذين حصلوا على جوائز في المهرجان)صورة من: AP

شهدت جوائز مهرجان برلين السينمائي منافسة ساخنة، وسجل الكثير من النقاد إعجابهم بالمستوى الفني المرتفع الذي ميز أفلام هذا العام. وضمت المسابقة الرسمية للمهرجان 19 فيلما تنافست على جوائز الدبين الذهبي والفضي. وفي حفل بهيج أقيم في قاعة قصر البرليناله في ميدان بوتسدامر مساء اليوم السبت (18 فبراير/شباط 2006) تم الإعلان عن الجوائز الثمينة، التي أفصحت عن اعتناء لجنة التحكيم بالأفلام التي تتناول قضايا سياسية وإنسانية. فذهبت جائزة الدب الذهبي لأحسن فيلم إلى فيلم جرابافيتشا الذي يروي قصة مؤثرة لاغتصاب ام أثناء حرب البوسنة والهرسك، واختارت المخرجة السينمائية ياسميلا جبانيتش (31 عاما) ان تغوص في تاريخ بلادها المعاصر من خلال اسماء التي تربي ابنتها سارة بمفردها في حي جربافيتشا. وتتسم العلاقة بالتوتر بين الام والابنة رغم ان سارة تجهل انها ابنة صربي اغتصب والدتها منذ عشر سنوات في احد المعتقلات، وتعتقد انها ابنة بطل بوسني قتل في الجبهة. وقالت المخرجة بعد تسلمها الجائزة أنها تشعر بالحزن لان هناك المئات من الرجال الذين ارتكبوا جرائم اغتصاب منظمة أثناء الحرب لم يعاقبوا بعد على صنيعتهم.

Eine Soap mit der Regisseurin Fischer Christensen ausgezeichnet auf der Berlinale
مخرجة فيلم مسلسل تليفزيوني تحمل الدب الفضيصورة من: AP

جائزة لجنة التحكيم الكبرى ذهبت مناصفة إلى فيلمي "مسلسل تليفزيوني" للمخرج الدانمركية لبرنيل فيشر كريستنسن و"حالة تسلل" للإيراني جعفر باناهي. يروي فيلم "مسلسل تليفزيوني" قصة حب مضطربة بين شارلوت وهي امراة شابة في الثانية والثلاثين، تقوم بدورها ترين ديرهولم, وجارها وهو مخنث يعمل في الدعارة، ويقوم بدوره ديفيك دنسيك، يحلم بان تجرى له جراحة ليتحول الى انثى. وتوضح المخرجة البالغة السادسة والثلاثين والذي يعد هذا الفيلم الثاني لها "في أحد الايام التقيت رجلا مخنثا لم استطع ان اجزم ما اذا كان ذكرا ام انثى. فاردت تحليل تجربة هذا اللقاء من خلال قصة حب".

"حالة تسلل"

Szenebild aus dem Film Offside Berlinale 2006
لقطة من فيلم على الهامشصورة من: Presse

المشاركة الإيرانية في المهرجانات السينمائية العالمية ليست نادرة والحضور الإيراني في برلين ليس بالقليل وأثار فيلما "حالة تسلل" (Offside) للمخرج الإيراني جعفر باناهي وكذلك فيلم "إنه الشتاء" (It's winter) للمخرج رافي بيتس انتباه الناقدين السينمائيين في برلين. والليلة توج فيلم "حالة تسلل" بجائزة لجنة التحكيم الكبرى، ويحكي فيلم مشكلة عدم المساواة بين النساء والرجال في إيران من خلال عرض مباراة كرة القدم بين إيران والبحرين في تصفيات كأس العالم لكرة القدم، وتبدأ المشكلة بالظهور لفتاة إيرانية عندما أرادت هذه الفتاة حضور المباراة. وطالما أن النساء لا يحق لهم بمشاهدة المباريات في حضور المشاهدين الذكور اضطرت الفتاة إلى التنكر بزي شاب لكن رجال الأمن كشفوا أمرها. ويقول المخرج الذي فاز فيلمه "الدائرة" بجائزة الأسد الذهبي في مهرجان البندقية السينمائي في عام 2000 إنه أراد إظهار الفروق الاجتماعية في المجتمع الإيراني وان الناس ليس لهم الحقوق ذاتها. ويكمن نجاح فيلمه "على الهامش" في استعانته بممثلين هواة وليست لديهم خبرات تمثيلية. وأكد باناهي انه "مخرج يهتم بالقضايا الاجتماعية ليس السياسة." وسيعود إلى بلده لمواصلة عمله الإخراجي بعد انتهاء المهرجان.

"الطريق إلى جوانتانامو"

Berlinale 2006 The Road To Guantanamo Michael Winterbottom ausgezeichnet mit dem Silbernen Bären für beste Regie
لقطة من فيلم الطريق إلى جوانتاناموصورة من: presse

المخرج البريطاني مايكل وينتربوتوم وزميله مات وايتكروس حصلا مع فيلمهما "الطريق الى جوانتانامو" على جائزة أحسن إخراج، والفيلم ذو طابع سياسي بارز، حيث ينتقد بشكل واضح الوضع في معسكر جاوانتانامو، إذ يروي القصة الحقيقة لثلاثة بريطانيين اعتقلوا لمدة سنتين في هذه القاعدة الاميركية المثيرة للجدل وقد تابع المشاهدون في المهرجان على مدى حوالى ساعة و30 دقيقة قصتهما التي استمرت ثلاث سنوات من تريبتون، المدينة الصغيرة قرب برمنغهام، الى غوانتانامو على جزيرة كوبا عبر باكستان وافغانستان. وفي ايلول/سبتمبر 2001 غادر اولئك الاصدقاء الثلاثة الى كراتشي في باكستان لحضور زواج أحدهم. وقرروا التوجه الى قندهار في افغانستان لتقديم مساعدتهم لسكان المنطقة. وتحولت هذه الرحلة الى كابوس حين اوقفتهم قوات تحالف الشمال في قندز فيما كانوا يحاولون العودة الى باكستان وقامت القوات المسلحة الاميركية في بعد ذلك بارسالهم الى قندهار بتهمة انتمائهم الى القاعدة والاشتباه بعلاقتهم باسامة بن لادن. ثم يصور الفيلم الأوضاع المزرية في معتقل جوانتانامو حيث اعتقلوا في ظروف صعبة جدا في "اكس راي كامب" في زنزانات في الهواء الطلق التي آثار بث صور عنها صدمة في العالم، قبل ان ينقلوا الى كامب دلتا، سجن القاعدة الاميركية. وقد صعد الرجال الثلاثة الذين يروي الفيلم قصتهم الحقيقية إلى المنصة ليستلموا الجائزة مع المخرجين. وينتربوتوم قال في مؤتمر صحفي عقد بعد عرض الفيلم: "لا اعتقد ان فيلمي مناهض للاميركيين, لا نحاول القول ان الاميركيين اشرار او ان الباكستانيين طيبون، نحاول فقط القول ان وجود غوانتانامو بحد ذاته مثير للصدمة".

3 جوائز ألمانية

Berlinale 2006 Moritz Bleibtreu ausgezeichnet mit dem Silbernen Bären für den besten Darsteller
الممثل الألماني موريتس بلايبتروي يقبل دبه الفضيصورة من: AP

شاركت السينما الألمانية في المهرجان السينمائي بأربعة أفلام للتنافس على جائزة الدب الذهبي. توجت هذه المشاركة بثلاث جوائز، ففيلم "صلاة الجناز" (Requiem) للمخرج هانز كريستيان شميد الذي صفق له الجمهور طويلاً أثناء عرضه الأول حصل على جائزة الدب الفضي لأحسن ممثلة وهي المثلة ساندرا هولر. المخرج ماتياس غلاسنر الذي نافس بفيلمه "الإرادة الحرة" (Der freie Wille) حصل ممثله يورجن فوجل على جائزة أحسن اسهام فني. فيلم "الجزيئات الأساسية" (Elemntarteilchen) الذي أخرجه أوسكار رولار والمأخوذ عن رواية بنفس الإسم حصل على جائزة الدب الفضي لأحسن ممثل وهو الممثل موريتس بلايبتروي. الفيلم الرابع كان المخرجة الألمانية فاليسكا غريزيباخ فقدمت فيلمها "عشق" (Sehnsucht). وتعيش السينما الألمانية حالياً حضوراً قوياً بعد إنتاج أفلام عديدة تركت أثرها بقوة في المهرجانات السينمائية العالمية الأخيرة وخاصة الفيلم الذي يحكي قصة الأيام الأخيرة من حياة صوفي شول التي ناضلت ضد النازيين للمخرج مارك روتيموند الذي علل نجاح السينما الألمانية في الوقت الحالي برغبة الجيل الصاعد من المخرجين الألمان في إتقان الإنتاج السينمائي.

تكونت لجنة التحكيم من ثمانية أعضاء هم الفنان التشكيلي الأمريكي ماثيو بارني والمنتج والمخرج الهندي ياش شوبرا والمخرجة الهولندية مارلين جوريس والمصور البولندي يانوس كامنسكي والممثلة الكورية لي يونج أي والممثل الألماني أرمن مولر شتال والمنتج الأمريكي فريد روس، إضافة إلى الممثلة البريطانية المعروفة شارلوت رامبلنج التي ترأست لجنت التحكيم.

كما تم الإعلان عن الجوائز المستقلة التي تمنح على هامش المهرجان، ففاز الفيلم البوسني „Grbavica“ بجائزة وحدة الأديان، يروي الفيلم قصة مؤثرة عن ام تعرضت للاغتصاب خلال حرب البوسنة والهرسك. وفاز الفيلم العراقي "زهور النرجس" بجائزة منظمة العفو الدولية. جائزة تيدي لأحسن فيلم يناقش قضايا المثليين ذهبت إلى الفيلم الفلبيني "ماكسيمو اوليفيروس يتفتح". اما جائزة فولفجانج شتاوته التي تقدر قيمتها بـ 10 آلاف يورو فحصل عليها الفيلم النمساوي الايطالي "بابوسكا" للمخرجين تيزا كوفي وراينر فريمل. كما حصل فيلم "37 استخداما لنعجة ميتة" لمخرجه بين هوبكنز على جائزة كاليجاري.

مشاركة مصرية في المهرجان

Berlinale 2006 Omaret Yacoubian | The Yacoubian Building
لقطة من الفيلم المصري عمارة يعقوبيانصورة من: presse

وشاركت مصر في البرليناله لأول مرة بعد غياب دام 27 عاماً بفيلم عمارة يعقوبيان للمخرج المصري مروان حامد، والفيلم مأخوذ عن رواية بالاسم نفسه للكاتب علاء الاسواني وأحدثت لدى نشرها في الأسواق العام الماضي ضجة واسعة في أوساط القراء والنقاد بسبب تناولها لافكار جريئة مثل التحرر والشذوذ والفساد والطبقية. يعرض في قسم بانوراما في مهرجان برلين ويشارك في بطولة الفيلم عادل إمام ونور الشريف ويسرا إلى جانب اسعاد يونس وخالد صالح، وأعلنت الشركة المنتجة للفيلم أن تكلفة إنتاجه بلغت نحو 3,3 مليون يورو ليكون أضخم إنتاج سينمائي في مصر من حيث التكاليف ولكنه يبقى مبلغاً ضئيلاً مقارنة بتكاليف الأفلام العالمية التي تزيد أحياناً على 100 مليون يورو. ورفض بطل الفيلم عادل إمام فكرة عرض الأفلام على الأزهر في سؤال حول دور الرقابة في عرض الفيلم قائلاً إن "الدين أكثر قداسة من ذلك، إلى جانب أنه لا يجوز في الإبداع تدخل أية جهة دينية".

هذا ولقي الفيلم بعد عرضه تصفيقاً حاراً من الجمهور الألماني معلناً عودة موفقة للفيلم المصري إلى المهرجان البرليني، وركز المخرج الشاب مروان حامد على مواضيع حساسة في المجتمع المصري كالفساد والمثلية الجنسية وعنف الشرطة وتعاطي المخدرات ويترقب المراقبون المصريون بلهفة فيما إذا كان الفيلم سيتجاوز عقبات الرقابة في الصيف القادم في مصر عند انطلاقته في دور السينما هناك، ويدوم الفيلم قرابة ثلاث ساعات ولم يجر كاتب السيناريو أي تغييرات على النص الأصلي المأخوذ عن الرواية المذكورة والتي تدور حول عمارة لا تزال موجودة في القاهرة حتى الآن.

سمير مطر

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد