1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

مهرجان برلين يحتضن سينما الربيع العربي

١٦ فبراير ٢٠١٢

على هامش مهرجان برلين للأفلام السينمائية نظمت ندوة حول دور صناع السينما والمخرجين في الربيع العربي. وكان التركيز على "الثورة السورية" والدور الذي تلعبه الصحافة الشعبية.

https://p.dw.com/p/144PE
المخرج السوري محمد علي الأتاسيصورة من: AP

قد تكون الصحافة الشعبية أو الأفلام التي يصورها الناشطون السوريين من وسط الأحداث داخل البلاد، حيث يشدد النظام قبضته على الصحفيين المستقلين، هي طوق النجاة للمتظاهرين لكشف ما يجري داخل البلاد من انتهاكات وجرائم القتل أو ما ترجحه الأمم المتحدة من "جرائم ضد الإنسانية". بل إن هذه الأفلام باتت تتداولها وسائل الإعلام العادية لتغطية ما يحدث داخل البلاد. وبهذا تكون الحركة الاحتجاجية السورية قد انضمت إلى قائمة الثورات (تونس ومصر وليبيا) التي يكون فيها المتظاهرون هم أيضا الصحفيون الذين يغطون الأحداث ليكونوا بذلك "المخرجين الذين قد يلقون حتفهم خلال تصويرهم أفلامهم"، هكذا يقول الصحفي والمخرج السوري محمد علي الأتاسي.

المخرج محمد علي الأتاسي، وهو نجل الرئيس السوري الراحل نور الدين الأتاسي، حل ضيفا على ندوة "صانعو الأفلام والربيع العربي" التي أقيمت في إطار مهرجان برلين للأفلام السينمائية إلى جانب المنتجة والناشطة السياسية هالة العبد الله والصحفي والمصور محمد كركوتي حول الربيع العربي ودور المخرجين.

وقد ركز الحاضرون على دور مواقع التواصل الاجتماعي مثل فيسبوك وتويتر وكذلك الأفلام الوثائقية التي يصورها المواطنون العاديون ويتم وضعها على موقع يوتيوب. وفي حديث خاص مع موقعنا، أشار محمد علي الأتاسي إلى أن هذه الأفلام التي يصورها المواطنون السوريون خلال مشاركتهم في المظاهرات ضد نظام بشار الأسد "هي نتيجة طبيعية لمنع الصحافة والمراسلين الأجانب من الدخول إلى سوريا ولأن الإعلام الرسمي مسيطر عليه من قبل الحكومة وبالتالي تحول الناشطون رغما عنهم إلى صحفيين".

Veranstaltung Berlinale und der Arabische Frühling
المخرجة والناشطة السورية هالة العبد اللهصورة من: DW

أما المخرجة والمنتجة السورية، التي تقيم في فرنسا هالة العبد الله، فقد شددت على أن درعا هي "مهد الثورة السورية"، حيث كانت بداية كسر حاجز الخوف إذ أخذت سوريا "تكتب أغنية وشعرا جديدا"، بحسب تعبيرها.

الصحفي والمصور محمد كركوتي السوري الذي يعيش حاليا في مصر، أشار إلى أهمية فهم أن "الثورة السورية هي جزء من ثورات ليست فقط على الصعيد العربي بل على الصعيد العالمي ضد انعدام العدالة الاجتماعية وقمع الحريات". ويرى كركوتي في ذلك "توجها عالميا جديدا"، لافتا أيضا النظر إلى أهمية قيام دولة مدنية في الدول التي تنجح في إزاحة أنظمتها الديكتاتورية.

الصحافة الشعبية

الصحافة الشعبية التي تقدم كما هائلا من الأفلام والصور التي توثق الأحداث، جعلت المواطن العادي يشعر بأهميته وكيف أنه بكبسة واحدة فقط على الهاتف يمكنه أن يصور فيلما يكشف الحقيقة للعالم بأكمله. فما الجديد إذن الذي قد يقدمه المخرجون وصانعو الأفلام العرب في خضم هذا الكم الهائل من الأفلام الوثائقية؟

المخرج السوري محمد علي الأتاسي يوضح بأن هناك نوعين من المادة البصرية حول الثورة السورية. الأولى هي "تلك التي يصورها الناشطون أنفسهم، والذين قد يدفعون حياتهم ثمنا لذلك هذا نوع قد نطلق عليه اسم سينما الواقع".

أما الثانية حسب الأتاسي فهي أن مخرجي الأفلام الوثائقية أمام تحد خصوصا في بلد مثل سوريا. لذلك فهم "سيركزون على كواليس الثورة، واستخدام عناصر السرد وبناء الشخصية. لتزيد على الأفلام الموجودة على اليوتيوب والتي يمكن اعتبارها تقارير مصورة من ساحة الحرب. صانعو الأفلام الوثائقية أمام تحد كبير لتقديم أفلام وثائقية مكملة لتلك التي يصورها المشاركون في الثورة".

Veranstaltung Berlinale und der Arabische Frühling
الصحافي والمخرج السوري محمد علي الأتاسيصورة من: DW

الربيع العربي والأفلام الوثائقية

ونظرا لتطور التقنيات الحديثة من مواقع تواصل على الإنترنت والهواتف المحمولة و الحواسب مثل الآي باد ..إلخ. أصبح إيقاع الحياة سريعا جدا لدرجة يمكن القول بأن الأخبار التي تنشر بسرعة البرق على الفيسبوك والتوتير والأفلام التي تصور عبر الهواتف النقالة وتوضع في ثواني معدودات في الإنترنت، جعلت الناس تعتمد اعتمادا كبيرا على الأفلام المصورة شعبيا، لمعرفة الحقيقة. المخرج محمد على الأتاسي يقول في هذا الصدد أنه"حين تم اختراع التصوير الفوتوغرافي، كان تحديا للرسم، ولم يؤد ذلك إلى توقف ممارسة الرسم لوجود آلة التصوير، والفن التشكيلي تأقلم مع الواقع وبدأ في البحث عن آفاق جديدة".

وما تقدمه أفلام اليوتيوب والصور التي يسجلها الناشطون من عين المكان تضع صانعي الأفلام الوثائقية في مأزق وتدفعهم إلى البحث عن تقنيات جديدة وتطوير أدواتهم الفنية، حسب الأتاسي. فبالمقارنة مع الثورتين المصرية والتونسية القصيرتين "أتيح لصانعي الأفلام الوثائقية الوقت لتصوير أفلامهم وعرض بعضها على القنوات الفضائية"، لأن الحركة الاحتجاجية ستكمل قريبا عامها الأول.

هبة الله إسماعيل – برلين

مراجعة: أحمد حسو

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد

المزيد من الموضوعات