منع شخصيات وكتل سياسية من المشاركة في الانتخابات

قررت لجنة العدالة والمساءلة في مجلس النواب قبل أسبوع منع 14 كيانا سياسيا من خوض الانتخابات التشريعية. من ابرز الذين طالهم المنع النائب الحالي صالح المطلك والنائب مظفر العاني ونهرو عبد الكريم الكزنزاني بتهمة الانتماء لحزب البعث المنحل.

أثار هذا المنع اعتراضات كثيرة حتى من شخصيات تؤيد العملية السياسية

وقد هدد الائتلاف الذي يقوده د. أياد علاوي بمقاطعة الانتخابات إذا لم يتم التراجع عن القرار.

وتسربت يوم أمس أنباء صحفية بان المنع طال 7 من قائمة ائتلاف دولة القانون التي يقودها رئيس الحكومة نوري المالكي، وسبعين من قائمة ائتلاف وحدة العراق التي يقودها جواد البولاني وزير الداخلية.

" مدى دستورية المنع"

الكاتب والمحلل السياسي نزار حيدر اشار الى دستورية قرار لجنة المساءلة والعدالة لتطابقه مع المادة 7 من الدستور التي تمنع أي ترويج لحزب البعث المحظور، ومشيرا الى ان هناك خلطا عند البعض بين عمل هذه اللجنة البرلمانية وبين عمل الهيئة الوطنية للمساءلة والعدالة التي حلت محل هيئة اجتثاث البعث ولم يصادق عليها برلمانيا بعد.

( للاستماع اضغط على الرابط أسفل الصفحة: نزار حيدر: المنع يتفق مع مواد الدستور)

" البعض يرى انها محاولات إقصاء "

وقد صحت العاصمة بغداد يوم الثاني عشر من هذا الشهر على حظر عام للتجول فوجئ به الناس، ما خلق تكهنات بان ما يجري مرتبط بمنع الشخصيات السياسية المشار اليها، وقد نفى الخبير الأمني عامر الزبيدي من بغداد ان يكون لمنع التجول علاقة بهذا الحدث مشيرا الى انه محض إجراء امني يتصل بالمحافظة على سلامة الناس

( للاستماع اضغط على الرابط أسفل الصفحة: عامر الزبيدي: لا اعتقد ان الأشخاص الذين صدر المنع بحقهم يمكن أن يؤثرون على الأمن )

أما الدكتور عبد الله الجبوري مدير وكالة أنباء العراق بريس فقد أشار إلى ان العملية السياسية تعاني من صراعات داخلية مريرة يدور اغلبها على النفوذ والسلطة والموارد، والمستجدات التي طرأت الآن تتعلق بفئة تريد أن تنفرد بالقرار الآن ومن هنا فإنها تلصق التهم بهم لإبعادهم عن الساحة السياسية، مشيرا إلى انه يفسر ذلك باعتباره إقصاء للسنة

( للاستماع اضغط على الرابط أسفل الصفحة: عبد الله الجبوري: معيار مزدوج في التعامل مع قضية المنتسبين إلى حزب البعث)

نزار حيدر نفى أن يكون ما جرى استبعادا للسنة مشيرا إلى ان الدستور يمنع في المادة السابعة بشكل صريح حزب البعث والترويج له والتوطئة لعودته للسلطة، والإبعاد الان لا يتم على أساس انتسابهم لحزب البعث، بل يتم لأنهم يحرضون ويروجون ويبررون ويمجدون حزب البعث

( للاستماع اضغط على الرابط أسفل الصفحة: نزار حيدر: لا إقصاء لأي مكون بل هو إقصاء للمتمسكين بإرث حزب البعث)

"محاولات تسقيط ضمن التنافس الانتخابي"

المحلل السياسي واثق الهاشمي انضم إلى الحوار من بغداد مشيرا إلى أن ما يحدث الآن هو إرباك للعملية السياسية مصدره السياسيون وقد يدفع الشعب الى مقاطعة الانتخابات، ويجب على الجميع ان يطرحوا برنامجهم السياسي ليقيمهم الناس بموجبه وليس عن طريق محاولات التسقيط . وتحدث الهاشمي عن عدم دستورية المنع باعتباره صادر عن هيئة العدالة والمساءلة التي لم يصادق مجلس النواب على قانون تشكيلها بعد.

( للاستماع اضغط على الرابط أسفل الصفحة: واثق الهاشمي: كل ما يجري يقع تحت عنوان التنافس الانتخابي)

ورد الكاتب نزار حيدر بالتأكيد على ان القرار الخاص بالمنع قد صدر عن لجنة العدالة والمساءلة المرتبطة بمجلس النواب، وسوف يمرر قرار المنع على المجلس للتصويت عليه ثم يمرر إذا اقر الى السلطة التنفيذية لإجرائه.

"بيان البرلمان الأوروبي بشأن المنع"

وكان رئيس هيئة علاقات البرلمان الأوروبي مع العراق ستروان سيتفينسن قد دعا في بيان رسمي كل من الولايات المتحدة والأمم المتحدة الى التدخل لمنع الحكومة العراقية من عزل النائب صالح المطلك وشخصيات سياسية أخرى من المشاركة في الانتخابات، وقد سألنا الصحفي الألماني البريشت ميتسغير الكاتب في مجلة شتيرن وجريدة دي تسايت الذي شاركنا الحوار من مدينة هامبورغ إن كان يجوز قانونيا للبرلمان الأوروبي التدخل في شؤون داخلية لدول غير أعضاء فيه، فأشار إلى أن ذلك غير ممكن قانونيا الا انه ربما جاء من باب النصح.

( للاستماع اضغط على الرابط أسفل الصفحة: البريشت ميتسغير: ما يبدو تدخلا قد يكون نصحا)

"هل توجد ظلال ايرانية؟"

وأكد ميتسغير أن بيان البرلمان الأوروبي قد تحدث عن تأثير إيراني يقف وراء إصدار قرار المنع مؤكدا ان لإيران تأثير واقعي ملموس في السياسة العراقية ولكنه لفت الى أن أوروبا تؤكد على المصالحة وضرورة تمثيل السنة بشكل كاف.

( للاستماع اضغط على الرابط أسفل الصفحة: البريشت ميتسغير تأثير إيران واضح في المشهد العراقي)

وأيد د عبد الله الجبوري ما ذهب اليه ميتسغير بشان التأثير الإيراني لافتا الى وجود تأثير على مستوى القيادات بين البلدين، ثم أشار إلى ان تبني صالح المطلق لقضية مجاهدي خلق وزياراته المتكررة إلى معسكر اشرف هو خطأ استراتيجي منتقدا هذا الأمر باعتبار انه لا يجوز التمييز بين هذه المنظمة وبين الحكومة الإيرانية بالنسبة للعراقيين فكل هؤلاء هم إيرانيون

( للاستماع اضغط على الرابط أسفل الصفحة: عبد الله الجبوري: صالح المطلق اخطأ في تبني ملف مجاهدي خلق)

ورد الكاتب نزار حيدر على ما ذهب إليه ميتسغير بشان النصح من البرلمان الأوروبي متسائلا، كيف يحق لأوروبا ان تنصح العراق وحكومته ولا يحق لإيران وهي الجار المباشر للعراق ان ينصح في مجال السياسة.

وسألنا المستمعين عن رأيهم بمنع بعض الشخصيات السياسية من الترشيح للانتخابات القادمة؟

فتنوعت الإجابات ومن ضمنها إجابة هديل من البصرة التي تساءلت لماذا جاء رد الفعل تجاه هؤلاء بعد كل هذه السنين.

الكاتب : مُلهم الملائكة Mulham Almalaika .