منطاد عملاق وسفن متطورة لتعقب دوامات البحر
يقوم علماء محيطات ألمان وأمريكيون برحلة استكشافية فريدة من نوعها ومركزة لتعقب تيارات دوامية في بحر الشرق وتوثيقها. ويعتمد العلماء في رحلتهم بحرا على سفن أبحاث متطورة وجوا على منطاد زبلين عملاق. اكتشف أطوار هذه الرحلة.
يبدو منطاد زبلين التابع لمركز هيلمهولتز لبحوث السواحل للوهلة الأولى وكأنه يطفو بانسجام على سطح الماء الهادئ. لكن الواقع، تطير سفينة الهواء فوق بحر مليئ بالحركة.
بدأت الرحلة الاستكشافية للمنطاد منذ أسبوع وهكذا تبدو النتائج الأولية بالألوان: دوامة لولبية يبلغ طولها تقريبا ثلاثة كيلومترات جنوبي الجزيرة الدنماركية بورنهولم. ولذلك قرر الباحثون إطلاق اسم التيار اللولبي على رحلتهم الاستكشافية. فالدوامات الصغيرة تبدو وكأنها تروس لساعة ميكانيكية.
يترأس بوركارد باشاك، مدير قسم "الأنظمة العملية" في معهد بحوث السواحل، الرحلة الاستكشافية. وهنا يختبر صحبة زملائه جهاز كاميرا خاصة يتم تثبيتها أسفل المنطاد. هناك كاميرا الأشعة تحت الحمراء عالية الحساسية وأيضا كاميرا حرارية تبين الفوارق بين الحرارة.
يرافق المنطاد طائرة شراعية مزودة بمحرك سيقودها الطياران نيكولاس هوهن (يسار) ومارتن تايس (يمين) من المدرسة التقنية العليا آخن. تمكن مهمة هذه الطائرة في مسح منطقة البحث بكاميرا الأشعة تحت الحمراء قبل أن يطير فوقها المنطاد.
تقوم الطائرة عند اكتشاف الدوامات بإطلاع المنطاد المصحوب بثلاثة سفن للأبحاث على مكانها بالظبط. ثم تقوم هذه الأخيرة بعملية قياس دقيقة لمنطقة البحث.
ترافق ثلاث سفن منطاد زبلين: اثنتان تابعتان لمعهد هيلمهولتز غي ساخت والثالثة هي سفينة الأبحاث "لودفيغ براندل". كما يرافقها الزورق السريع "إيدي".
تعتبر هذه المهمة الاستكشافية معقدة جدا، لذلك قرر معهد لايبنيتز لأبحاث بحر الشرق في فارنيميندو المشاركة في المهمة كشريك وأرسل سفينة الأبحاث "إليزابيث مان بورغسي".
تم تزويد المنطاد بأجهزة استشعار وقياس وذلك لرصد البيانات. وفي الصورة يقوم أحد الباحثين بتجهيز عوامة بحرية للاستشعار مهمتها إرسال بيانات التيارات في البحر.
يتم رمي العوامات في البحر من سفينة "لودفيغ برانتل". تقوم هذه العوامات بقياس حرارة الماء وجودته من ثم ترسلها إلى الباحثين عبر الأقمار الصناعية.
تم ربط صفيحة للجر مليئة بأجهزة الاستشعار في مؤخرة إحدى سفن الأبحاث. يتم جرها لقياس سمك الماء وكميات الأوكسجين ونسبة تركيز الطحالب.
حتى هذا الزورق السريع مزود بأسطول من أجهزة الاستشعار. من ضمنها جهاز سونار متقدم يقيس كمية العوالق البحرية بدلا الموجات الصوتية ثم يترجمها إلى رسوم بيانية. لكن جهاز السونار المتقدم هذا يعتمد على الأصوات بدل موجات الرادار.
يستخرج باحثون من الماء سلسلة مجرورة مزودة بعشرة أجهزة استشعار مخصصة للأعماق لقياس الحرارة ونسبة الملح وتركيز الأوكسجين واليخضور. وفي أسفل السلسة تم زرع جهاز استشعار آخر (Depresor) يمكن أن يصمد أمام سرعة تصل مداها إلى عشرة عُقد وعلى عمق يبلغ 40 مترا.
لكن هذا ليس كل شيء. إذ أن الباحثين أخذوا معهم في السفينة أجهزة استشعار أخرى. كما يعتمدون في أبحاثهم روبوتات ذاتية القيادة تعمل تحت الماء. وسيتم جمع البيانات إلى غاية الرابع من يوليو/تموز ثم يتم تحليلها في المخابر.