1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

Bunker in Berlin

١٥ مايو ٢٠٠٩

من المنتظر أن يتم قريبا تحويل ملجأ من الخرسانة المسلحة بني في العاصمة برلين إبان الحقبة النازية إلى أثر تاريخي. الملجأ الذي بناه الأسرى الروس قسراً عام 1943، يؤرخ لحقبة مظلمة من تاريخ ألمانيا بكل مآسيها وأهوالهاا.

https://p.dw.com/p/HpLq
الملجأ المقام فوق الأرض عند ناصية شارعي بالاس وبوتسدامر بمنطقة شوينبرجصورة من: dpa - Report

ظل الملجأ المقام فوق الأرض عند ناصية شارعي بالاس وبوتسدامر في منطقة شوينبرغ المكتظة بالسكان على مدى سنوات واحداً من الآثار البغيضة للحرب العالمية الثانية. ويجاور الملجأ موقع قصر الرياضة الذي تم هدمه عام 1973. ذلك القصر الذي خاطب فيه وزير الدعاية النازي جوزيف غوبلز عام 1943الحضور من مؤيدي الحزب النازي والمؤمنين بإيديولوجيته قائلا: "هل تريدون حربا شاملة؟" ومن ثم وقف الحضور على أقدامهم وصرخوا بالموافقة على كل ما نطق به من كلمات. وخلال خمسينيات وستينيات القرن العشرين قدم نجوم الروك مثل بيل هالي وجيمي هندريكس وبينك فلويد عروضاً هناك، بيد أنه بحلول عام 1973 تراجعت شعبية قصر الرياضة كمسرح لإقامة العروض الموسيقية، وصدرت الأوامر بهدمه حيث ترك الملجأ المجاور له في عزلة.

ملجأ يُؤرخ لحقبة مظلمة من تاريخ ألمانيا

Wachsfigurenkabinett Berlin entfernte Hitlerfigur
ما زال يوجد في بريلن نحو 300 من الملاجئ تحت الأرض وفوقهاصورة من: AP

ويعتقد سياسيون محليون من الحزب الاشتراكي الديمقراطي أنه بالمحافظة على الملجأ "القبيح" فإنه سيتم التأكيد على الطبيعة المروعة للحرب في أذهان الأجيال الجديدة في ألمانيا. ويقول المسؤولون في المدينة إن إزالة حوائطه الخرسانية السميكة سيكلف ميزانية المدينة أموالا باهظة.

وقد صُمم الملجأ إبان الحرب العالمية الثانية لحماية نحو 5 آلاف من سكان برلين وأُجبر الأسرى الروس على العمل في المشروع في ظل ظروف بدائية قاسية، وكانوا يعملون تحت مراقبة مشددة ومستمرة من قبل الجنود النازيين. ويُحاط الملجأ اليوم بمجمع سكني يضم نحو 400 شقة في شارع بالاس، أقيم خلال سبعينيات القرن الماضي. آنذاك، كان المنطق وراء الحفاظ على الملجأ هو أنه يمكن استخدامه ملجأ للمواطنين في حالات الطوارئ المدنية أو العسكرية المفاجئة خلال سنوات الحرب الباردة. بيد أنه مع إعادة توحيد شطري ألمانيا، تبددت هذه المخاوف.

ملاجئ تخفي أسرارا الحرب العالمية الثانية

Ausstellung Archälogie des Grauens in Berlin
يؤرخ لحقبة مظلمة من تاريخ ألمانيا بكل شرورهاصورة من: AP/Staatliche Museen zu Berlin, Dr. Peter Fuchs

وفي الآونة الأخيرة أجر مسؤولو المدينة الملجأ لـ "جمعية عالم ما تحت الأرض" التي تأسست قبل 12 عاما. ويعمل أعضاء الجمعية على الاستفادة من نحو 300 من الملاجئ الباقية في المدينة تحت الأرض وفوقها، حيث يعرض على السائحين الأجانب في برلين القيام بجولات حول هذه الملاجئ.

وفي عام 2000، عثر أعضاء الجمعية، الذين كانوا يتفقدون ملجأ تحت مطار تمبلهوف المهجور الآن، على حجرة وثائق نازية تضم ملفات 4 آلاف شخص أجبروا على العمل بالسخرة تحت حكم الرايخ الثالث. وبفحص خرائط قديمة اكتشف باحثو الجمعية أيضا عدة أنفاق وغرف تخزين منسية متصلة بمترو أنفاق برلين. ويقول دايتمار ارنولد وهو مهندس ومنسق حضاري وأحد مؤسسي الجمعية أنه لا يزال هناك المئات من مثل تلك الملاجئ لم يتم الوصول إليها بعد. ويكرس ارنولد قسماً كبيراً من وقته لقيادة أنشطة الجمعية وتأليف كتب عن عالم برلين التحتي. ويقول في هذا السياق: "نعرف أن هناك الكثير من الملاجئ السرية تحت الأرض.. لكننا لا نعرف كم عددها بالضبط .. لدينا عمل ضخم".

من ملجأ إلى قاعة العروض الفنية والسكن الفخم

وقبل عدة سنوات، وصل كريستيان بوروس وهو مستثمر ألماني ثري إلى برلين لإقامة صالة فنية في عدة طوابق من ملجأ نازي سابق في راينهاردتشتراسه بالقرب من بلاست فريدريشتات، أكبر مسرح منوعات في أوروبا. وثمة أكثر من 400 عمل فني تعرض الآن هناك. وفوق ملجأ بوروس تقع شقة فخمة مزودة بحمام سباحة وتتيح مشهدا ساحرا للمدينة. وعند شارع بوش كورفيرشتاندم يوجد ملجأ كان من المقدر له أن يستضيف عدة آلاف الآن، ولكنه صار متحفا للتاريخ وموقعا لإقامة الحفلات الليلية خلال عطلات نهاية الأسبوع.

(ط. أ/ د ب أ)

تحرير: عماد م. غانم

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد