1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

معرض الكتاب بالقاهرة.. إحياء الهوية وهاجس الاضطرابات الأمنية

ريهام مقبل٥ فبراير ٢٠١٤

عكست نوعية الكتب التي عرضت في معرض القاهرة الدولي للكتاب واقع الحال في مصر ممثلا بثورة 25 يناير ثم وصول الإخوان للسلطة وسقوطهم. لكن كتبا أخرى ظهرت تحدثت عن إنجازات وبطولات الرئيس الأسبق حسني مبارك وأثارت حفيظة البعض.

https://p.dw.com/p/1B22i
Ägypten Kairo Buch Lesen
صورة من: imago/Xinhua

بات معرض القاهرة الدولي للكتاب على مشارف الانتهاء الذي أتخذ هذا العام شعار "الثقافة والهوية"، ولم يمنع تفاقم الوضع الأمني في مصر من استمرار تنظيم المعرض، لكن كيف يرى الناشرون والمثقفون وضع الكتاب هذا العام.

الشاعر المصري الكبير سيد حجاب واحد من أعضاء لجنة الخمسين المسؤولين عن وضع الدستور الجديد، وصاحب جائزة الدولة التقديرية في الأدب، والذي قام بوضع الديباجة الخاصة بدستور 2014. في مستهل حديثه يقول: "مجرد إقامة المعرض هذا العام في إطار الهجمات الإرهابية المتكررة في مصر، هو نوع من الصرخة على وجه الإرهاب والمقاومة من جانب المثقفين". وتابع: "برغم الارتباك الحاصل في مصر وانخفاض الإقبال المعتاد كل عام على معرض الكتاب، ظلت الأنشطة الثقافية على تنوعها".

Internationale Buchmesse in Kairo
ركزت الكتب في معرض القاهرة على أوضاع البلد السياسية والأجتماعيةصورة من: DW

"طغيان السياسة على اللقاءات الثقافية"

تطرق حجاب أيضا إلى الأنشطة الثقافية المهمة في المعرض وأهمها" المقهى الثقافي"، الذي حضره شخصيات ثقافية بارزة على رأسها إسماعيل بهاء الدين في كتابه "موسوعة الشاشة الكبيرة". هذا الكتاب أعتبره حجاب جهد مؤسس قام به فرد واحد ونال ما يستحقه من حوار ومناقشات خلال اللقاء الثقافي. وشارك حجاب في لقاءات متنوعة متعلقة بالشعر والدستور ومستقبل الوطن في الفترة القادمة. حول ذلك يقول حجاب: "برغم الأنشطة المتنوعة إلا أن كثير من دور النشر الإسلامية التي شاركت في المعارض السابقة غابت عن المعرض". وهي ظاهرة أعتبرها حجاب سلبية في ظاهرها لكن باطنها إيجابي، حيث أنها تنشر كتب فحواها التخلف والخرافة وتزعم أنها كتب دينية. حسب رأيه.

ويؤكد حجاب أن أنشطة المعرض طغت عليها الأحداث السياسية، وهذا نابع من طبيعة المرحلة الراهنة. ويستشهد بالقول، إن لقاءاته في السابق كانت دائما تتناول الشعر، لكن هذا العام أنقلب الوضع، حيث أنصرف جزء كبير من لقاءاته إلى المناقشات السياسية. وأكد في ختام حديثه أن المعرض سعى لتجاوز الظرف الراهن وإعادة مصر إلى دورها الثقافي في المنطقة، وكذلك دور المثقف.

"معرض الكتاب بمثابة نجاح للجمهور والمثقف"

تشارك دار ميريت للنشر والتوزيع، بمجموعة جديدة من الإصدارات الأدبية والفكرية، بمعرض القاهرة الدولي للكتاب 2014، من أبرزها "زمن العائلة.. صفقات المال والإخوان والسلطة" للدكتور ياسر ثابت، و كتاب "خيانات الإخوان المسلمين" للكاتب محمد طعيمة. وفي هذا السياق، يعتبر الناشر محمد هاشم صاحب دار ميريت للنشر في حديثه لـ DW عربية أن إقامة المعرض هو نجاح للجمهور والمثقف، ويتميّز المعرض بالقدرة التنظيمية. ولاحظ هاشم حضور فعًال من المصريين مع وجود حماس شديد لدى الكثير منهم.

ولا يعتقد هاشم بوجود رقابة على الكتب، مؤكداً على رفضه لدعوات بعض أصحاب النشر بمنع الكتب الخاصة بالإخوان المسلمين". وقال:" لن أصمت على منع أي كتاب في المعرض، مهما كان خلافي مع هذا الشخص أو هذا التيار، لأن السماح بمنع أي كتاب سيفسح المجال لحظر كافة الكتب بما فيها كتب دار ميريت".

وبرغم إعلان هاشم في السابق الهجرة من مصر بسبب وجود ما سماه رابطة صُناع الطغاة، أكد هاشم أنه لن يهاجر وسوف يقاوم. لكنه شدًد على أن الأوضاع في مصر غير طيبة، باعتبار أن الثورة المصرية لم تقم على شخص عسكري أياً كانت نواياه ووطنيته، كما أن عنف الإخوان في الشارع والإرهاب المتكرر يقتل أي إمكانية حوار في المجتمع.

ألمانية تعرب عن تفاؤلها بنجاح المعرض

أليكسندرا جيريز، ألمانية تعيش في القاهرة تعمل في المدرسة الألمانية بالقاهرة منذ سبتمبر 2012، وقد حضرت معرض القاهرة للكتاب عام 2013، وتنوي حضوره هذا العام أيضا. تقول في حديثها لـ DW: "سمعت للمرة الأولى عن هذا المعرض من طلبة المدرسة الألمانية، وأخبروني أنه معرض مفتوح للجميع ويحتوي على العديد من الكتب بلغات مختلفة، وهو ما شجعّها على التوجه إلى المعرض. وأوضحت جيريز أنها اقتنت العديد من الكتب في العام الماضي، وهي كتب خاصة بالثورة المصرية والحركات النسائية.

Alexandra Dorothea Gehres
أليكسندرا جيريز، ألمانية تعيش في القاهرةصورة من: privat

وأكدت أن الأحداث الأمنية في مصر لم تمنعها من حضور فعاليات المعرض ولا تخشى التهديدات والتفجيرات في مصر. لكنها لم تعد تهتم باقتناء وقراءة الكتب السياسية مثل العام الماضي، وأرجعت السبب في ذلك إلى سوء الأوضاع السياسية في مصر، وكذلك عدم ثقتها في المطبوعات المصرية التي تزيّف الحقائق وتنصر المشير عبد الفتاح السيسي.

على جانب آخر، تعتقد أن الأوضاع تغيَرت منذ حكم الإخوان، لا سيما بعد إلغاء الكثير من الفعاليات الثقافية في مدرستها لدواعي أمنية، مشدًدة على وجود إقصاء في مصر لمخالفي الرأي. وتختتم حديثها بالقول: "رغم ما يحدث في مصر، ما زلت متفائلة، ومن المرجّح أن ينتهي معرض الكتاب بسلام دون حدوث مشاكل أمنية".

"غلبة المطبوعات التي تستهدف الإخوان المسلمين"

يعتقد الدكتور عصام عبد الشافي، أستاذ العلوم السياسية الأكاديمية العربية المفتوحة في حديثه مع DW عربية، أن المعرض وأجوائه ليسا بأفضل حالاً من الأجواء السياسية والاقتصادية السائدة في مصر. والتي انعكست، وفقا للشافعي، بالسلب على مختلف جوانبه حيث الطابع الأمني المبالغ فيه، في ظل ما يتردد حول تهديدات أمنية وإرهابية من جانب السلطة الحاكمة.

ويستكمل الشافعي حديثه قائلا: "عكس المعرض حالة الانقسام السائدة وحالة التشدد في مواجهة كل ما ينتسب للإخوان المسلمين سواء أعمال أو شخصيات، وغلبة المطبوعات التي تهاجمهم وتنال من سياساتهم وشخصياتهم وتاريخهم".

Buchmesse Kairo Bilanz
دور نشر كثيرة عرضت كتبها. بعض الكتب تطرقت لفترة حكم الرئيس الأسبق حسني مباركصورة من: DW

والجدير بالذكر هذا العام، ظهور كتاب يتحدث عن انجازات مبارك بعنوان كتاب "كلمة السر.. مذكرات حسنى مبارك من يونيو 1967 إلى أكتوبر 1973"، وهي المرة الأولى التي يظهر فيها كتاب لمبارك منذ ثورة 25 يناير في معرض الكتاب، والتي تزامنت مع ظهور صور لمبارك في ميادين مصر احتفالاً بالذكرى الثالثة لثورة 25 يناير".

ويعلّق الشافعي على ذلك بالقول: " الأمر الذي كان مثار تحفظي الشخصي هو تعدد الإصدارات والعناوين التي تتحدث عن إنجازات وبطولات حسني مبارك وأركان نظامه، وهو أمر له دلالات السياسية". تتمثل في التأكيد على انتكاسة الثورة وعودة هذا النظام وأركانه للحياة من الجديد والهيمنة على مقدراتنا الثقافية والفكرية وكأن شيئاً لم يكن. وأردف قائلا: "هذا يعكس الوضع القائم على الأرض في مختلف المؤسسات وعلى مختلف الشخصيات التي تحكم بعد أحداث 30 يونيو و3 يوليو 2013".

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد