1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

مشاكل الاندماج ، مثال مدرسة إبَرهارت- كلاين البرلينية

٢٣ فبراير ٢٠٠٥

عندما يتحدث المرء عن الاندماج في المجتمع الألماني يُقصد في الغالب اندماج الأجانب، غير أن النسبة المرتفعة لهؤلاء في بعض المدارس البرلينية تجعل الحديث يدور حول كيفية اندماج الألمان وليس العكس.

https://p.dw.com/p/6HrR
تلاميذ يتلقون مادة التربية الإسلامية في مسجد ضاحية راينكندورف البرلينيةصورة من: dpa

وصلت نسبة التلاميذ من ذوي الأصول الأجنبية في بعض مدارس برلين إلى مستويات قياسية. ففي مدرسة إبَرهارت-كلاين الثانوية بضاحية كرويتسبيرغ وصلت هذه النسبة إلى 98.5 بالمئة. ويعني هذا الأمر وجود خمسة طلاب ألمان فقط من أصل 334 طالباً تضمهم المدرسة. وتشير بعض الدراسات أن المعلمين وحدهم من يتكلم الألمانية هناك، وهو الأمر الذي يدفع بأولياء أمور التلاميذ الألمان لعدم تسجيل أبنائهم في المدرسة المذكورة. وينصح بذلك أيضاً كلاوس بوغر مسؤول ملف المدارس في حكومة برلين.

وحالة مدرسة كرويتسبيرغ ليست فريدة، ففي مدرسة غيرهارت-هاوبتمان المتوسطة تصل نسبة التلاميذ من أصل أجنبي الى حوالي 90 بالمائة، كما تصل في مدرسة بورزيغ المتوسطة الى 86 بالمائة. وفي مدارس كهذه يمكن اعتبار المعلمين الألمان أجانباً وسط أغلبية ساحقة من أصول غير ألمانية.

خشية الألمان

Deutsch-englischer Kindergarten in Berlin
الحضانة الألمانية - الانجليزية في برلينصورة من: dpa

رفض الكثير من الأهالي الألمان تسجيل أبنائهم في مدرسة أبَرهارت-كلاين الثانوية. وسبق للبعض الآخر أن نقل تسجيل أبنائه منها خوفاً من التأثير السلبي على مجرى تأهيلهم. وتضم هذه المدرسة في الوقت الحالي طلاباً حوالي 80 بالمئة من منهم من أصل تركي و 15 بالمئة من أصل عربي بينما تنتمي البقية لأصول ألبانية ويوغسلافية وأفريقية وفيتنامية. وعلى ضوء ذلك ينصح مدير المدرسة العائلات الألمانية بعدم تسجيل أبنائها في هذه المدرسة، وهو الأمر الذي يلاقي دعم مسؤول ملف المدارس في حكومة برلين كلاوس بوغر.

هل الأجانب سبب فضيحة بيزا ؟

تُعتبر اللغة الألمانية لغة المحاضرة فقط، لكن خارج غرف الصف بل وأحيانا في الصف يتكلم التلاميذ لغتهم الأم. هذا ما تؤكده معلمة مدرسة إبَرهارت-كلاين جابريئيلي هاينتسي قائلة: "عند خروج التلاميذ من الحصة لا يتكلمون الألمانية، بل وفي كثير من الأحيان يتركون ما تعلموه في المدرسة على بوابة كوتبوس" إشارة الى بوابة المدرسة.

هذا الوضع العام للتلاميذ أصبح ومنذ فترة طويلة حدثا سياسيا لأنه لا ينحصر فقط في برلين ولكن أيضا في مناطق تجمّع المواطنين من أصل أجنبي كمنطقة نهر الرور و هامبورغ. الأمر الذي لا يؤثر فقط على المستوى الإجتماعي في تلك المناطق ولكن أيضا على مستوى التحصيل العلمي في المدارس.

في هذا السياق يقول وزير الثقافة في ولاية ساكسونيا السفلى بيرند بوزيمان من الحزب المعارض وبعد ظهور نتائج دراسة بيزا في شهر ديسمبر/كانون الأول الماضي: "أن أبناء الأجانب وأبناء المهاجرين أثروا سلبا على مستوى الدراسة بشكل سلبي، وهو أمر معروف منذ سنوات لدى جميع وزراء الثقافة في الولايات."

التعليم مفتاح الاندماج

Integration der islamischen Welt
تعليم الألمانية لسيدة تركية في هامبورغصورة من: dpa

يعتبر التعليم مفتاح التعايش والاندماج في غالب الأحيان. وحسب دراسة بيزا فإن أبناء الأتراك مـتأخرون جداً عن زملائهم الألمان في مادة الرياضيات على سبيل المثال. على صعيد آخر يقول عضو البرلمان الأوروبي عن حزب الخضر جيم أوتسدمير أن دراسة بيزا اثببت كذلك أن المعلمين يهملون الثقافة الأصلية للتلاميذ، وهو الأمر الذي يسبب ردة فعل عكسية لديهم. غير أنه يطالب أهاليهم بمزيد من التفهم لأسس العيش المشترك، "يجب على العائلة التركية مثلا الإعتراف بأن التعليم والإحترام المتبادل في المجتمع يشكلان أسس التعايش والاندماج.". غير أن حال المدارس الألمانية يختلف تماماً عن مثيله في فرنسا وكندا وهولندا. ففي هذه البلدان لا يمكن تمييز وضع التلاميذ من أصل أجنبي عن غيره من التلاميذ المحليين.

من جهة أخرى يطالب خبراء التربية والتعليم باهتمام أكبر من قبل المؤسسات العامة والخاصة في موضوع الاندماج للتلاميذ الأجانب. وفي هذا السياق يقول فيلفريد بوس مدير مدرسة ليزي أنترشولونغ الإبتدائية في هامبورغ: "إن هناك نقص في سياسة الإندماج على مدى العقود الثلاثة الماضية، الأمر الذي يجعلنا ندفع الثمن اليوم." ويضيف أن فهم النص لغويا سواء في مادة الرياضيات مثلا أو الأحياء يعد المفتاح الرئيسي للتقدم العلمي.

الانطواء في مجموعات عرقية

تُعتبر مشاكل التواصل الثقافي في المدارس التي ينتمي غالبية طلابها لثقافة واحدة قليلة كما هو عليه الحال في مدرسة إبَرهارت-كلاين حيث الغالبية تركية. وينعكس هذا الأمر بشكل إيجابي على مستوى التحصيل العلمي العالي المستوى في هذه المدرسة مقارنة بمدارس أخرى. ويعتبر عضو مجلس المدرسة ديتليف إيرهارت أن هذا المستوى يجد نفسه في نسبة الخريجين العالية. أما عضو البرلمان الألماني عن حزب الخضر أوجان موتلو فيعتبر أن "تقوقع التلاميذ في مجموعات عرقية" عائد لارتفاع نسبة المنتمين منهم لثقافة واحدة، وهو أمر لا يعكس بالضرورة وجود مشاكل يصعب حلها.